قمةُ النقب: نضالٌ إسرائيلي-خليجي لإبقاءِ حرس الثورة على لائحة الإرهاب!
قمةُ النقب: نضالٌ إسرائيلي-خليجي لإبقاءِ حرس الثورة على لائحة الإرهاب!
متابعات| تقرير*:
وسط قراءات لما يضعه كيان الاحتلال على جدول أعماله في القمم المتتالية التي يحشد فيها عدداً من دول المنطقة، خاصة تلك التي كانت قد وقعت معه اتفاقيات تطبيع، أشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى ان “حضور إيران الإقليمي” هو البند الأهم الموجود على الطاولة، خاصة لما حملته الفترة الأخيرة من تطورات إيجابية فيما يتعلق بالاتفاق النووي والتي ستفضي إلى التوقيع عليه قريباً.
صحيفة يديعوت أحرنوت أشارت في مقال لها إلى ان “القمّة -التي عقدت في النقب- هي حدث واحد. حدث لا يقل دراماتيكية هو النضال لمواجهة الاستعداد الأميركي لإخراج حرس الثورة الإيرانية من قائمة منظمات الإرهاب”.
النص المترجم:
شرق أوسط قديم يصطدم بشرقٍ أوسط جديد. قمة النقب هي مرحلة إضافية في محاولة إدماج “إسرائيل” في المنطقة، في ظل إيران، وفي ظل الانسحاب الأميركي. “إسرائيل” لم تعد عشيقة سرية إنها شريكة علنية.
القمّة هي حدث واحد. حدث لا يقل دراماتيكية هو النضال لمواجهة الاستعداد الأميركي لإخراج حرس الثورة الإيرانية من قائمة منظمات الإرهاب. علمتُ من مصادري أنّ الموضوع لم يُحسَم. على خلفية الاحتجاج الإسرائيلي والسعودي والانتقادات في الكونغرس الأميركي، الوفد الأميركي إلى المفاوضات في انسحابٍ، على الأقل تكتيكي، عن استعداده لشرعنة حرس الثورة. الكرة الآن في الملعب الإيراني. الاحتمال هو 50%، هذا أو ذاك. الجواب سيكون على ما يبدو بعد انتهاء عيد رأس السنة الإيراني، النيروز.
لقاءات القمة بين “إسرائيل” والدول العربية كانت في الماضي، وعلى مستوى أعلى بكثير من وزراء خارجية. في آذار/مارس 1996 انعقدت قمة “مؤتمر صانعي السلام” في شرم الشيخ، والتي كان هدفها الحقيقي مساعدة شمعون بيرس في الانتخابات. وكما هو معلوم، النجاح لم يكن كبيراً. في حزيران/يونيو 2003 انعقدت قمة العقبة، التي كان هدفها مساعدة أرييل شارون في كبح الانتفاضة الثانية. في تشرين الثاني/نوفمبر 2007، انعقدت قمة أنابوليس، التي كان هدفها دعم المفاوضات بين إيهود أولمرت وأبو مازن.
في القمم الثلاث كان للرئيس الأميركي دور مركزي، وثلاثتها عُقدت خارج “إسرائيل”. الأخبار الإيجابية في قمّة اليوم وُلدت من أخبار أقل إيجابية. في المقام الأول، الاتفاق المتبلور مع إيران، الثاني، ابتعاد أميركا عن المنطقة، الخشية من إيران نووية، ولا أقل الخشية من إيران متحررة من العقوبات، قوية بالمال. لكنّ “إسرائيل” الدولة الأقوى في الجبهة المعادية لإيران، وهي جسر إلى الكونغرس والرأي العام الأميركي، والأساس إنها تريد ضرب إيران عسكرياً.
عملية التطبيع هذه ستنضمّ إليها في النهاية، بطريقة ما السعودية والأردن. ليس اعتباطاً سارعت “إسرائيل” إلى إدانة الهجوم الصاروخي الأخير على السعودية، في عملية للحوثيين في اليمن. فيما خصّ الأردن، هناك توتر حالي بين الملك عبد الله وحكومة بينيت – لابيد. الجانب الإسرائيلي يزعم أنّ الملك بالغ في توقعاته. زيارته لأبي مازن أمس لم تُفِد العلاقات: رام الله وقفت في قبال سادة بوكِر، كمعارضة لها.
إلى داخل هذه القصة غير المريحة اقتحمت الأزمة بين غانتس ولابيد. غانتس طلب الانضمام إلى الاجتماع في رام الله. لابيد فرض فيتو. وانضمّ بينيت إلى لابيد. هذه المواجهة تنضم إلى المواجهة غير اللازمة، بل وحتى الصبيانية، حول سفر بينيت وغانتس إلى الهند، كل واحدٍ لوحده. في دولة سوية، غانتس كان يجب أن يكون اليوم في سادِة بوكِر، لبحث الانتظام ضد إيران والأبعاد الأمنية الأخرى للعلاقات مع الدول العربية. لن يكون هناك.
الفلسطينيون لم يُدعوا إلى سادة بوكِر، وعدا عن كلام من دون طائل لن يلمع نجمهم على جدول الأعمال. من ناحية بينيت ولابيد، هذه بشرى طيبة. لكن مثلما تعلّمنا بالأمس، القضية الفلسطينية لديها طريقتها الخاصة بها، بصورة عامة عنيفة، لتفرض نفسها على الواقع. إنهم ليسوا بجانب الطاولة، لكنهم في الخضيرة وبئر السبع والقدس. ليس فقط المنظر الخلاب لنهر تسين (وادي فقرا) الإرهاب أيضاً هو جزء من الشرق الأوسط.
* المصدر: يديعوت احرنوت