قواعدُ الاشتباك: ما يُحرَّمُ دولياً على روسيا شرّعته “إسرائيل” في لبنانَ وغزّة!
قواعدُ الاشتباك: ما يُحرَّمُ دولياً على روسيا شرّعته “إسرائيل” في لبنانَ وغزّة!
متابعات| رصد*:
بعد أيام على بدأ العملية العسكرية الروسية في أوكرانيا، تعالت أصوات “المجتمع الدولي” المستنكرة للوضع الإنساني للشعب الأوكراني – الذي لم يكن الا ضحية اتباع كييف للمشاريع الغربية – وطالب المدعي العام للمحكمة الجنائية الدولية، كريم خان، بفتح تحقيق ضد موسكو في جرائم الحرب المحتملة، أي قبل التأكّد من أن القوات الروسية تعتزم ارتكاب الجرائم بالأساس!
في المقابل صمت العالم بكل منظماته – أو بقيت بعض التقارير الحقوقية شكلية – أمام جرائم الحرب التي ارتكبها الكيان الإسرائيلي المؤقت بحق الشعبين اللبناني والفلسطيني. ولا يمكن حصر كل انتهاكاته للاتفاقيات الدولية، لكن من أهم ما سجّلته الحروب الإسرائيلية، كانت كثافة إطلاق النيران في فترة زمنية محدّدة وعشوائيّتها، بالإضافة الى استخدام الأسلحة المحرّمة دولياً.
إسرائيل تقصف غزّة بـ 600 قذيفة مدفعية في ساعة واحدة!
استنكرت الأوساط الدولية تعرّض أوكرانيا منذ بدأ العملية الروسية لحوالي 620 صاروخاً، في حين يشير مقال لصحيفة “هآرتس” العبرية، بتاريخ 15 آب / أغسطس، تعترف أنه “في 20 يوليو وحده، تم إطلاق حوالي 600 قذيفة مدفعية متفجرة في غضون ساعة واحدة” على حي الشجاعية شرق مدينة غزة. وذلك خلال عدوان جيش الاحتلال على القطاع عام 2014. وبقي في غزّة بعد الحرب حوالي ألف طن من الذخائر غير المنفجرة.
ومن ناحية أخرى ألقى جيش الاحتلال حوالي ستة آلاف طن من القنابل من الجو، وتعمّد أن تكون غالبيتها غير دقيقة وعشوائية وخاصة في المناطق المكتظة في السكان، علماً ان قطاع غزّة بحسب مساحته الجغرافية يعتبر من بين الأكثر اكتظاظاً في العام (أكثر من 2 مليون نسمة ضمن 365 كم²). بينما صرّح المسؤولون الروس بالتزام القوات الروسية بالصواريخ عالية الدّقة في استهدافها للمواقع العسكرية الأوكرانية منعاً لإصابة المدنيين الأوكرانيين.
كما تشير أوساط التحليل العسكري أن القوة التفجيرية التي أطلقتها “إسرائيل” على غزة برا وبحرا وجوا خلال العدوان نفسه تعادل تقريبا إحدى القنابل الذرية التي ألقتها الولايات المتحدة على اليابان عام 1945خلال الحرب العالمية الثانية. وفي شهر آب /أغسطس عام 2014 كان لا يزال في غزّة حوالي.
أما من ناحية قذائف الدبابات التي أطلاقها جيش الاحتلال على غزة خلال 51 يوماً من العدوان فقد وصل عددها الى 23400، وكانت أيضًا مسؤولة عن أعداد كبيرة من الشهداء والجرحى المدنيين وطال الكثير منها والمدارس والمستشفيات والمساجد.
استخدام السلاح المحرّم دولياً
اتهمت مجلة “فورين بوليسي” الأمريكية وعمدة مدينة خاركوف القوات الروسية باستخدام القنابل العنقودية والفراغية المحرمة دولياً على “نطاق واسع” بأوكرانيا، مستنكرين هذا الاستخدام. ويعتبر هذا النوع من القنابل مخصص لإحداث أكبر قدر ممكن من الأضرار فهي تفتقر الى الإصابة الدقيقة، وهي تتكوّن من عبوة يتم قذفها جوياً من ارتفاعات متوسطة أو عالية، لينطلق منها عدد كبير من القنابل الصغيرة القادرة على تغطية مساحة جغرافية كبيرة. وقد حرّم استخدامها بموجـب الفقـرة4 مــن المــادة 51 مــن البروتوكــول الإضــافي لاتفاقيــات جنيــف المعقــودة في 12 آب/أغســطس1949.
في وقت ارتكز العدوان الإسرائيلي على جنوب لبنان عام 2006 بإلقاء الآلاف من القنابل العنقودية، والعديد منها بقيت في الأراضي اللبنانية دون أن تنفجر ما تسبّب باستشهاد أكثر من 30 مدنياً وإصابة أكثر من 200 آخرين بجروح وصلت في بعض الأحيان إلى الإعاقات دائمة وذلك فقط في أقل سنتين من انتهاء الحرب (حتّى عام 2008). وقد رصد “مركز الأمم المتحدة لتنسيق العمل ضد الألغام بجنوب لبنان” أكثر من 961 موقعاً يحتوي على ذخائر غير منفجرة حتّى تاريخ كانون الأول 2007 متوزعة على مساحة 38 مليون متر مربع وبعضها قرب المدارس والبيوت السكنية.
أمريكا متورطة أيضاً!
ذكر تقرير لمنظمة حقوق الانسان عام 2006 أن الجيش الأمريكي استخدم القنابل العنقودية في حرب يوغوسلافيا عام 1999- أدت الى وفاة 500 مدنياً – وفي حرب أفغانستان وتحديداً بين عامي 2001 و2002، وفي حرب العراق عام 2003. وتثبت الأبحاث أن استخدام القوات الأمريكية للقذائف العنقودية في المناطق العراقية المأهولة كان العامل الأساسي في إصابة آلاف المدنيين خلال الهجمات العسكرية.
* الخنادق