نظرةٌ على خمس ميزات مهمة لـ “أول مدينة للطائرات المسيرة تحت الأرض” للحرس الثوري الإيراني
نظرةٌ على خمس ميزات مهمة لـ “أول مدينة للطائرات المسيرة تحت الأرض” للحرس الثوري الإيراني
متابعات| تقرير*:
كان تطوير المدن الصاروخية والصوامع السرية المخفية عن تجسس واستخبارات الأعداء، أحد انتصارات الحرس الثوري في السنوات الأخيرة، وإحدی الركائز المهمة للقوة الرادعة للجمهورية الإسلامية الإيرانية.
في إجراء مهم وملفت، هذه المرة بمناسبة الثالث من شعبان، ولادة الإمام الحسين(عليه السلام) ويوم الحرس الثوري، كشف سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني عن مدينة تحت الأرض تمتلأ بطائرات بدون طيار لأول مرة، ليفتح فصلاً جديداً في تحديث وإثبات قدرة الطائرات بدون طيار الإيرانية.
لكن ما هي ميزات هذه القدرة وكيف يمكن أن تساعد القدرة الدفاعية لإيران، هو موضوع سنتناوله فيما يلي.
تجربة الجمهورية الإسلامية في تطوير الصواريخ الباليستية وضرورة حماية مخازنها وقاذفاتها من الأعداء عبر الإقليميين والمجهزين، أدت بإيران إلى تطوير وبناء مدن صاروخية وقاذفات الإطلاق تحت الأرض.
هذا البرنامج الذي مضى عليه أكثر من عقد من الزمان، قد أدى الكشف عنه إلى رفع موازين القوی بشكل كبير، سواء من حيث العمليات الميدانية أو العمليات النفسية، لصالح جمهورية إيران الإسلامية في مجال الردع.
ظهرت بعض المدن الصاروخية الإيرانية للغرب من خلال عرض الصوامع من قبل إيران، ومن الواضح أن هذه الصوامع والمدن الصاروخية مبنية بشكل أساسي في المناطق الجبلية بإيران، وهي كثيرة ومتناثرة، لأن الطبقات السميكة من الصخور، كغطاء طبيعي وخندق، جعلت اختراق هذه القواعد صعباً للغاية، إن لم يكن مستحيلًا.
بطبيعة الحال، في عملية صدام ومواجهة، تطلق قاذفات الصواريخ طلقات متعددة، وبسبب التكنولوجيا المطورة لتحميل هذه الصواريخ بشكل أسرع، والتي تم الكشف عنها منذ فترة، تتم العملية بشكل أسرع.
ويمكن لقاذفات الصواريخ المتنقلة أيضًا مغادرة هذه القواعد الموجودة تحت الأرض بسرعة، وبعد الإطلاق، يمكنها الدخول بسرعة إلى القاعدة وإعادة تسليحها.
في الوقت نفسه، هناك قضية أخرى رأيناها في مدن الصواريخ وهي مسألة تخزين كميات كبيرة من الصواريخ، والتي، بالإضافة إلى عملية الإطلاق، توفر للقوات العملياتية دورةً كاملةً من الردع والتدمير.
ما رأيناه في مدينة الطائرات بدون طيار تحت الأرض التابعة للحرس الثوري الإيراني، والتي تم الكشف عنها مؤخرًا، يتبع نفس مشروع المدن الصاروخية. مع فارق أن هذه المرة، بدلاً من الصواريخ، اختفت الطائرات بدون طيار تحت الأرض، وهي مبادرة خاصة وفريدة من نوعها في العالم.
والنقطة الأخرى الجديرة بالملاحظة هي الطائرات بدون طيار التي تم نقلها إلى هذه المدينة تحت الأرض. حيث تظهر الصور المنشورة من الكشف الأخير أنه تم نشر عدد كبير من الطائرات بدون طيار الانتحارية الخاصة بالحرس الثوري الإيراني في هذه القاعدة.
دخلت هذه الطائرات الانتحارية إلى الميدان لأول مرة أثناء مناورات الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) الـ 15، ومرةً أخرى أثناء مناورات الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) الـ 17، وأظهرت الصور المسجلة لعملياتها دقةً مذهلةً.
تم عرض عملية إطلاق هذه الطائرات بدون طيار في المناورات الأخيرة للحرس الثوري الإيراني، أي الرسول الأعظم(صلى الله عليه وآله وسلم) الـ 17. توضع هذه الطائرات بدون طيار فوق بعضها البعض في نوع من الحاوية وتطير بترتيب خاص، بمساعدة معجل، وفي الخطوة التالية، يتم تنشيط محركها الرئيسي.
يمكن تركيب هذه الحاويات التي تحمل هذه الطائرات بدون طيار على ظهر مرکبة، ويتم إطلاقها بسرعة. ولذلك، أوضح اللواء حاجي زاده، قائد سلاح الجو في الحرس الثوري الإيراني، على هامش الكشف عن مدينة الطائرات بدون طيار، نقطةً مهمةً في هذا الصدد.
حيث قال: “في هذه القاعدة، يمكننا تحليق 60 طائرة بدون طيار في وقت واحد، ولأن مدى هذه الطائرات بدون طيار مرتفع، فليس لدينا قيود في تحديد الأهداف ويمكننا ضرب أي عدو”.
وبحسب الصور التي نشرها هذا المركز الخاص، يمكن رؤية خمس طائرات في كل حاوية تحمل طائرات مسيرة انتحارية. وحسب اللواء حاجي زادة، يوجد في هذه القاعدة فقط ما لا يقل عن 12 حاملة طائرات مسيرة انتحارية جاهزة لعمليات الرد السريع.
الطائرات الانتحارية بدون طيار التابعة للحرس الثوري الإيراني أصبحت نموذجين
في الصور المنشورة لمدينة الطائرات بدون طيار التابعة للحرس الثوري الإيراني، بجانب الطائرات بدون طيار البيضاء، والتي تشبه الأمثلة التي شوهدت في المناورات السابقة، لوحظ عدد من الطائرات بدون طيار بنفس التصميم العام وباللون الأسود.
هذه الطائرات أصغر من النموذج الأصلي، ونرى أيضًا الفرق بين طائرتين بدون طيار عند طرف الجناح. في الجيل الأول من الطائرات الانتحارية بدون طيار، عند طرف الجناح، يكون الملحقان العموديان في الأعلى والأسفل، وفي الطرازين الأحدث والأصغر، يكونان في الأعلى فقط.
لا توجد معلومات محددة متاحة عن مواصفات الطيران الدقيقة لهذين النموذجين، ولكن يبدو أن النموذج الأحدث قد تم تطويره بمدى أقصر، ويبدو أنه يستخدم لتغطية الأهداف على مسافات أقرب.
والشيء الآخر الجدير بالملاحظة حول هذه الطائرة هو اللون الغامق المستخدم في جسمها، مما يجعل من الصعب على العدو اكتشافها بصريًا في الأماكن ذات الإضاءة المنخفضة، ويبدو أنها للعمليات الليلية والمفاجآت.
ومن القضايا البارزة الأخرى المتعلقة بمدينة الطائرات بدون طيار التابعة للحرس الثوري الإيراني، عرض عدد من الجيل الأول من الطائرات بدون طيار الانتحارية التي اختفت في الصور المنشورة.
في الصور الأخرى المتعلقة بهذا الكشف،لم يتم رؤية مثل هذه المسألة بوضوح. لا يمكن التعليق بشكل نهائي على هذا الأمر في الوقت الحالي، لكن مسألة حمل نوع من الصواريخ أو الذخيرة الصغيرة وحتى الطائرات الصغيرة بدون طيار تحت هذه الطائرة ليست بعيدة المنال، ويمكن أن تزيد من قدرات هذه المنصة بطريقة خاصة.
لعبت عملية تطوير وتحديث الطائرات بدون طيار للقوات المسلحة، دورًا مهمًا في نجاح استراتيجية الدفاع الإيرانية. ومع ذلك، مع الكشف عن مدينة تحت الأرض ودخول طائرات بدون طيار انتحارية إلى هذه القواعد، بالإضافة إلى تدابير مثل إضافة ناقلات، أصبحت هذه المعدات، مثل الصواريخ، إحدی القدرات الاستراتيجية والخاصة لجمهورية إيران الإسلامية. والآن تقوم الطائرات المسيرة الانتحارية التابعة للحرس الثوري بمهام جديدة وأكبر، لردع ومعاقبة أي شكل من أشكال العدوان.
* الوقت