مصالحُ كيان الاحتلال من تغذية الصراع الروسي – الغربي في أوكرانيا!
مصالحُ كيان الاحتلال من تغذية الصراع الروسي – الغربي في أوكرانيا!
متابعات| تقرير*:
لا يمكن حصر جرائم الكيان الإسرائيلي منذ العام 1948، اذ إنه بالأساس كيان محتل لأرض فلسطين العربية يقتات يومياً على المجازر والتطهير العرقي وسلب الأراضي والتهجير، وطالت حروبه منطقة الشرق الأوسط مسجلاً أعداداً قياسيّةً من جرائم الحرب، وتدخل أياديه العسكرية والتحريضية في مختلف الصراعات العالمية.
في المقابل يحاول هذا الكيان اليوم أن يكسب صفة “الوسيط” بين روسيا وأوكرانيا لوقف العملية العسكرية الروسية مناوراً على ضفتين: تلميع صورته أمام الرأي العام، والحفاظ على مصالحه مع موسكو. وقد بدأ رئيس وزراء الاحتلال نفتالي بنيت تكثيف اتصالاته بالرئيس الروسي فلاديمير بوتين عارضاً “الوساطة”.
الا أن الكيان الإسرائيلي هو طرف واضح في الصراع مستفيد من تغذية هذه العملية العسكرية، وقد تجلّى ذلك في العديد من المواقف:
_ التصويت ضد روسيا
صوّت وزير خارجية الاحتلال يائير لابيد – بالاتفاق مع بنيت – لصالح إدانة روسيا في الجمعية العامة للأمم المتحدة في ما وصفه “غزواً” لأوكرانيا في الأول من آذار/ مارس الجاري، معتبراً أن “إسرائيل في الجانب الصحيح من التاريخ”!
ولم يكتفِ الكيان المؤقت بإظهار موقفه علانيةً بل تدخّل أيضاً في الضغط على الامارات لمشاركته هذا التصويت حيث كشف موقع “أكسيوس” (Axios) الإخباري نقلاً عن مسؤولين أميركيين وإسرائيليين، أنه و”بناء على طلب من إدارة الرئيس الأميركي جو بايدن، ضغطت الحكومة الإسرائيلية على الإمارات للتصويت ب “نعم” على قرار للجمعية العامة للأمم المتحدة وإدانة “الغزو الروسي” لأوكرانيا، بعد أن امتنعت أبو ظبي عن التصويت في وقت سابق على مشروع قرار بهذا الشأن في مجلس الأمن الدولي.
_ أصوات اسرائيلية تدعو لدعم أوكرانيا بالسلاح
في الخامس من آذار الجاري خرجت تظاهرات في “تل أبيب” و”رعنانا” دعت الى تزويد أوكرانيا بالسلاح الإسرائيلي، فيما يحاول مسؤولون أمريكيون الضغط على الكيان من أجل تحقيق هذه الخطوة.
_ الاستثمار في صفقات عسكرية
على الرغم من أنه لم ينكشف الى الآن تورّط الكيان الإسرائيلي بتسليح أوكرانيا خلال العملية العسكرية الروسية، الا ان الكيان مستفيد من هذا الصراع ويغذّيه عسكرياً بطريقة غير مباشرة حيث تشير صحيفة هآرتس العبرية أن تصريحات وزيرة داخلية الاحتلال اييلت شاكيد تعبّر “عن فرصة بيع المزيد من السلاح في العالم”.
فالدول الأوروبية تتسارع لشراء الأسلحة من الشركات الإسرائيلية في ظل إمكانية توسيع الصراع وحشدها ضد روسيا. بالإضافة الى أن كلّ من السويد وسلوفاكيا طلبتا استيراد الطائرات المسيّرة من الكيان. كذلك سجّلت أسهم شركات التصنيع العسكري الإسرائيلية ارتفاعاً بحسب صحيفة ” ذا ماركر” الاقتصادية العبرية.
وفي وقت يصنّف فيه الكيان المؤقت في المرتبة الثامنة عالمياً في تصدير السلاح، فان الصفقات العسكرية والأمنية لا تخضع للرقابة ضمن الكيان ومؤسساته. حيث يُبرم الكيان 130 صفقة مع مختلف الدول في العالم – أهمها الهند والدول الآذرية – بعائدات مالية تصل الى 9 مليارات دولار سنوياً. وكان شريكاً بتسليح ديكتاتوريات انتهكت حقوق الانسان وارتكبت جرائم الحرب، وكان أهم من زوّد دولة ميانمار بالسفن الحربية ومنظومات التنصت والاستطلاع في عمليات تطهير عرقي ضد المسلمين. وكذلك تاجرت “اسرائيل” بدماء الأبرياء في سيرلينكا والفلبين وغواتيمالا. وتمتلك عدداً ضخماً من شركات التصنيع يصل الى 1000 ضمن مساحة جغرافية تقارب الـ22 ألف كلم من فلسطين المحتلة!
_ استغلال الصراع في الاستيطان
يستفيد الاحتلال من استمرار العملية العسكرية الروسية في توسّعه الاستيطاني والتغيير الديموغرافي في فلسطين حيث تطمعُ أوساط الاحتلال باستقبال آلاف اليهود المهاجرين من أوكرانيا. وقد جهّزت حكومة الاحتلال لهذا الغرض “خطة طوارئ” لاستقدام 5 آلاف يهودي في أسبوع واحد من كييف. كما شرّع قسم الاستيطان في “المنظمة الصهيونية العالمية”، تحركاته لإنشاء 1000 وحدة استيطانية في المناطق المجاورة لصحراء النقب وغور الأردن. وافتتحت “الوكالة اليهودية” 6 مراكز للهجرة على المعابر الحدودية بين أوكرانيا وكل من بولندا ومولدوفا ورومانيا والمجر.
نتنياهو: ولاية مصبوغة بالدّم
على المقلب الآخر زعم رئيس وزراء الاحتلال السابق بنيامين نتنياهو “بذل كل الجهد لوقف المأساة وإراقة الدماء في أوكرانيا” وفق تعبيره، وهو الذي 12 عاماً من ولايةٍ ملطخةٍ بدماء الشعب الفلسطيني (2009 – 2021) وأبرز محطاتها:
_ العدوان على غزّة عام 2012 الذي راح ضحيّته 162 شهيداً ومئات الجرحى.
_ العدوان على غزّة عام 2014 الذي أودى بحياة 2430 شهيداً بينهم أكثر من 260 طفلاً وآلاف الجرحى في مجازر استمرت 51 يوماً.
_ عام 2015 أعدمت قوات الاحتلال ميدانياً على الحواجز والطرقات المئات من الشباب والأطفال والنساء في الضفة والقدس.
_ عام 2018، استشهد المئات وجرح الآلاف بقنّاص جيش الاحتلال خلال قمع مسيرات العودة على حدود قطاع غزّة.
_ واختتم نتانياهو ولايته في أيار بالعدوان الرابع على القطاع حيث استشهد 286 فلسطينياً وجرح مئات آخرون في 11 يوماً.
* الخنادق