التصعيد العسكري يتواصل والقتال يشتد في الشوارع وكييف تتوقع خطوات جديدة ضد موسكو
1٬035
Share
متابعات| رصد*:
قال الرئيس الروسي فلاديمير بوتين اليوم السبت إن العقوبات الغربية أشبه بإعلان حرب، في الوقت الذي واصلت فيه القوات الروسية هجومها على أوكرانيا حيث أُلغيت عمليات إجلاء مدنيين كانت مقررة من مدينتين تحت الحصار.
وتبادلت روسيا وأوكرانيا الاتهامات اليوم حول الفشل في توفير ممرات آمنة للمدنيين الفارين من مدينتين تحاصرهما وتقصفهما القوات الروسية في اليوم العاشر من حرب تسببت في أكبر أزمة إنسانية في أوروبا منذ عقود.
وأدت الحرب التي بدأت بغزو روسيا لأوكرانيا يوم 24 فبراير شباط إلى فرار قرابة 1.5 مليون لاجئ غربا إلى الاتحاد الأوروبي وعقوبات دولية على موسكو لم يسبق لها مثيل، فضلا عن التحذيرات من ركود اقتصادي عالمي.
وقالت وزارة الدفاع الروسية إن وحداتها فتحت ممرات إنسانية بالقرب من مدينتي ماريوبول وفولنوفاخا اللتين تطوقهما القوات الروسية.
لكن مجلس المدينة في ماريوبول قال إن روسيا لا تلتزم باتفاق وقف إطلاق النار وإنه طلب من السكان العودة إلى المخابئ وانتظار المعلومات الجديدة بشان الإجلاء.
وذكرت وكالة الإعلام الروسية أن وزارة الدفاع الروسية اتهمت “القوميين” الأوكرانيين بمنع المدنيين من الخروج من المدينتين.
وقالت اللجنة الدولية للصليب الأحمر في وقت لاحق إن عمليات إجلاء المدنيين من ماريوبول وفولنوفاخا لن تبدأ اليوم على حد علمها.
وتعرضت ماريوبول، وهي ميناء في جنوب شرق أوكرانيا، لقصف عنيف فيما يشير إلى الأهمية الاستراتيجية التي توليها لها موسكو بسبب موقعها بين المناطق التي يسيطر عليها الانفصاليون المدعومون من روسيا في شرق أوكرانيا وشبه جزيرة القرم المطلة على البحر الأسود والتي ضمتها روسيا من أوكرانيا في عام 2014.
ونقلت منظمة أطباء بلا حدود عن عضو في بعثتها في المدينة قوله “هذه الليلة كان القصف أشد وأقرب”.
وإلى الآن لا توجد كهرباء أو مياه أو تدفئة أو اتصالات بالهواتف المحمولة في المدينة كما أن إمدادات الغذاء توشك على النفاد.
* الهجوم سيستمر
قالت وزارة الدفاع الروسية إن الهجوم الواسع سيستمر في أوكرانيا بينما تنفي أنها تستهدف المدنيين أو أنها تسعى لاحتلال البلاد، واصفة ضرباتها بأنها “عملية عسكرية خاصة”.
وقال المتحدث باسم الوزارة إيجور كوناشينكو إن القوات الروسية تنفذ ضربات للبنية التحتية العسكرية وإن قوات من دونيتسك التي يسيطر عليها الانفصاليون تشدد الحصار على ماريوبول.
وقالت بعثة مراقبة تابعة لمكتب مفوض الأمم المتحدة السامي لحقوق الإنسان اليوم السبت إنه تأكد مقتل 351 مدنيا على الأقل في أوكرانيا منذ غزو القوات الروسية في 24 فبراير شباط، فضلا عن إصابة 707 آخرين، على الرغم من أن الأعداد الحقيقية ربما تكون “أعلى بكثير”.
وقالت المفوضية السامية للأمم المتحدة لشؤون اللاجئين اليوم السبت إن عدد اللاجئين من أوكرانيا يمكن أن يرتفع إلى 1.5 مليون بحلول نهاية العطلة الأسبوعية غدا الأحد من 1.3 مليون حاليا.
ومرت نساء وأطفال صغار من نقطة ميدياكا للتفتيش في جنوب شرق بولندا في درجات حرارة تحت الصفر.
وبكت امرأة وهي تحاول حمل ست حقائب عندما سقطت على الأرض الشطائر التي كانت قد أعدتها لها ولابنها الصغير.
كان الوضع بالمثل بائسا على الجانب الآخر من الحدود في مدينة لفيف بغرب أوكرانيا حيث استمر آلاف النساء والأطفال المنهكين في التدفق من المناطق الشرقية التي مزقتها الحرب.
وقالت آنا فيلاتوفا، التي وصلت مع ابنتيها من خاركيف، ثاني كبرى المدن الأوكرانية بالقرب من حدودها الشرقية مع روسيا، “لم أنم تقريبا منذ عشرة أيام… الروس يريدون تسوية خاركيف بالأرض. صار البقاء هناك مستحيلا”.
وقال بوتين اليوم إنه يريد “نزع سلاح” أوكرانيا و”التخلص من النزعة النازية” بها وإنه يتعين عليها أن تكون في وضع محايد. وأضاف “هذه العقوبات التي يتم فرضها هي أشبه بإعلان حرب ولكن الحمد لله لم تصل إلى ذلك”.
وفي وقت سابق، قال المتحدث باسم الكرملين دميتري بيسكوف إن الغرب يشن “حرب عصابات اقتصادية” وهدد بالرد، دون الخوض في تفاصيل.
وتوعدت وزارة الخارجية الروسية اليوم باتخاذ إجراءات صارمة، لكن متناسبة، ضد المصالح البريطانية في روسيا، ردا على ما وصفته “بهيستيريا العقوبات” في لندن أثناء الصراع في أوكرانيا. وتسعى بريطانيا لتشديد قوانينها لتيسير اتخاذ إجراءات ضد مسؤولين روس كبار في لندن.
وقالت مصادر اليوم السبت إن الشرطة الإيطالية صادرت فيلّات ويخوتا بقيمة 140 مليون يورو على الأقل (153 مليون دولار) يملكها أربعة من كبار الشخصيات في روسيا تم إدارجهم على قائمة عقوبات الاتحاد الأوروبي بعد الغزو الروسي لأوكرانيا.
وألقى الصراع بظلاله على الجهود الدبلوماسية الدولية المتعلقة ببرنامج إيران النووي، وهو أحد المجالات القليلة التي تعمل فيها روسيا والولايات المتحدة معا لكبح ما يشتبه الغرب في أنها خطة إيرانية لتطوير أسلحة نووية.
وقال وزير الخارجية الروسي سيرجي لافروف اليوم إن العقوبات الغربية الجديدة المفروضة على بلاده صارت حجر عثرة أمام إبرام اتفاق نووي مع إيران.
وفي مزيد من التداعيات الدبلوماسية للحرب، قال رئيسا وزراء فنلندا والسويد اليوم إن البلدين سيعززان تعاونهما الأمني ??بسبب أفعال روسيا.
وتقول أوكرانيا إن جهود القوات الروسية تنصب على حصار كييف وخاركيف بينما تهدف إلى إنشاء جسر بري يربطها بشبه جزيرة القرم.
ومن المتوقع أن يضغط الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على واشنطن من أجل الحصول على مزيد من المساعدات خلال اتصال عبر الفيديو مع مجلس الشيوخ الأمريكي اليوم.
وبحث وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن ملفات الأمن والمساعدات الإنسانية مع كبار المسؤولين أثناء زيارة إلى بولندا حيث التقى أيضا مع لاجئين مقيمين في مركز تسوق مهجور بالقرب من الحدود. واستقبلت بولندا الغالبية العظمى من اللاجئين الأوكرانيين.
وقال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف إن 66224 أوكرانيا عادوا من الخارج للانضمام إلى القتال ضد الغزو الروسي.
وقال الجيش الأوكراني إن القوات المسلحة “تقاتل بضراوة لتحرير المدن الأوكرانية من المحتلين الروس” وتهاجم بعض المناطق وتعطل الاتصالات.
وأضاف أنه تم تدمير ما لا يقل عن 39 طائرة و40 طائرة هليكوبتر روسية، بينما قالت روسيا إنها دمرت 82 طائرة أوكرانية و708 مركبات مدرعة و74 قاذفة صواريخ متعددة و56 طائرة مسيرة. ولم تتمكن رويترز بشكل مستقل من التحقق من صحة روايات الجانبين.
بدوره قال وزير الخارجية الأوكراني دميترو كوليبا اليوم السبت إنه يتوقع تنفيذ نتائج محادثاته مع نظيره الأمريكي أنتوني بلينكن في الأيام المقبلة وإن ذلك سيتضمن عقوبات جديدة على روسيا وتزويد أوكرانيا بالمزيد من الأسلحة.
وفي إفادة عبر الإنترنت، قال كوليبا أيضا إن من المحبط أن يرفض حلف شمال الأطلسي فرض منطقة حظر طيران فوق أوكرانيا، مشيرا إلى أن ذلك سيؤدي إلى مقتل المزيد من المدنيين.
والتقى بلينكن مع كوليبا على الحدود الأوكرانية مع بولندا اليوم لبحث جهود الغرب لدعم أوكرانيا وعزل روسيا على أمل إنهاء الحرب المستمرة منذ عشرة أيام.