دم الشهيد النمر.. إيذان بسقوط المملكة
محسن الجمال
كلما أوغلت وتمادَت وفتكت وأجرمت ودمّرت أسرة آل سعود، المتوحشة في بغيها وتسلطها وسفكها لدماء الأبرياءِ والمظلومين.. كلما كانت تلك الدماء إيذاناً ومؤشراً لسقوط الظلمة والطواغيت والفراعنة على مر العصور.. خصوصاً الدماء التي تُسفك بدم بارد لا ذنب لها سوى أنَّ أصواتها صدعت بالحق رافضةً للظلم والخضوع والخنوع والاستعباد من بشر لا يملكون في هذه الدنيا من الأمر شيئاً سوى التبجح بشهوة وتلذذ الانتقام، فيضطرون إلى مصادَرة الأصوات الحية وتغييبها في زنازنها بل ومصادَرة الأجساد والجثامين بعد الممات.
لتكون تلك الدماء البريئةِ والمقتولة ظلماً نهايةً حتميةً لأراذل البشر وإن استأجر الطغاةُ والمجرمون بأموالهم كَتَبةً وأقلاماً سامةً بغية إخفاء الحقائق وطمسها عن المجتمعات لاسترضاء الامراء والحكام والرؤساء والملوك ناسية قيمها ومبادئها ودينها لتشارك بعملها الجبان والمقيت دور الظلمة أنفسهم.
فالسلوك الداعشي والإجرامي الذي أخذ الدور الريادي والرقم القياسي لأسرة الحاكمة في شعب نجد والحجاز، في التفنن والتلذذ بالقتل والذبح والإجرام والتهجير والتشريد لعدد من أَبناء الدول العربية والإسلامية خدمة لأسيادهم وأهليهم من الأمريكان والإسرائيليون، والحقد الدفين الذي سيطر على عقولهم وقرارتهم هو نفسه ذلك النهج الداعشي الأموي القديم الذي قتل وذبح به الإمام الحسين بن علي ومن بعده حفيده الإمام زيد بن علي وسعد بن جبير والكثير والكثير.. هذا إن لم يزج بأغلبيتهم في ظلمات السجون وغياهبها لسنوات طويلة، وما حادثة الأمس عنا ببعيد.
إن إعْدَام الشيخ النمر ظلماً وتجرؤاً على الله من قبل فراعنة النظام السعودي يعد جريمةً لا يمكن التغاضي عنها.. وهي من آل سعود رسالةٌ واضحةٌ للجميع، هدفُها إذكاءُ الفتنة التي أشعلتها وذكتها سواء بهدفها وعملها الجبان بارتكابها لإعْدَام الشيخ النمر، أَوْ عبر ثقاب الكبريت الذي أشعلت به مزيداً من الصراعات والحروب والاقتتال وسط الأمتين العربية والإسلامية.
ضاربة بكل الأعراف والمواثيق العربية والإسلامية والدولية أيضاً عرض الجدار الأسود الذي بنته ودعمت كيانه بل وتجردت بعملها الدنيء حتى عن أبسط مشاعر الإنْسَــانية لتدفع بها هذه الجريمة النكراء إلى آمادٍ خطيرة وبعيدة.
في ظل وجود أتناح البشر وادعياء جعلوا الدين شماعة يتسلقون به ومتزلفين ومأجورين يقومون بالتطبيل، ويتسابقون على إصدار الفتاوى الملونة للتقرب والاستكانة بغية إرضاء السلاطين والملوك ممن يطلقون على أنفسهم ولاة أمر الأمة.. بينما هُم في الحقيقة مجرد أذناب يخدمون أعداء الأمتين العربية والإسلامية ويلبون رغباتهم ويسعون لتحقيق أطماعهم حتى ولو كان ذلك على حساب دمار الشعوب وإسكات أصوات الحق.
فإذا ما عدنا لفاجعة الأمس القريب وتذكرنا دم الشهيد القائد حسين بدر الدين الحوثي والذي قُتل ظلماً وعدواناً.. ليس لأجل شيء.. سوى أنه قال.. كما قال أحد أصحاب فرعون حينما أرادوا قتل نبي الله موسى عليه وعلى نبينا وآله أفضل الصلاة والسلام: “أتقتلون رجلاً أن يقول ربي الله وقد جاءكم بالبينات”.
ورأينا جميعاً كيف تهاوت عروش الظلمة والطغاة بعد إراقة دمه وزُلزلت كياناتهم وأنظمتهم لتحل عليهم اللعنات.
وها هي السعودية تنهجُ نفس الخطى ونفس السلك الذي سيستقر بهم وينتهي إلى التشرذم والنكال.. فالشيخ النمر بالتأكيد سيكون دمه الطاهر نذيراً بقرب تهاوي النظام السعودي وانكسار قرن الشيطان الذي ينطح العدو الأمريكي ويقتل به الأمة.
جمعت مملكة الشر 30 إجرامياً ممَّن صنعتهم “داعش” مع الشيخ النمر وعدد من رفاقه.. وأرادت بهكذا خلط الأرواق تحت مسمى إعْدَام الإرْهَـابيين.. لكن الحق هو الحق.. لا يتعدد، فماذا بعد الحق إلا الضلال.
لتظل لعنات الله والتاريخ والناس تلاحقهم إلى يوم القيامة.. ولتظل تلك الجريمة الإرْهَـابية بحق إعْدَام الشيخ النمر وصمةَ عار في جبينهم تلاحقهم وإلى الأبد.. فليهنأ الأوغاد بجرمهم فغدا لنا لقاء، وعند الله تجتمع الخصوم.
فهل ستفيق الشعوبُ المظلومة من سُباتها العميق وتنفض غبارَ الذل والخوف عن كاهلها؟.. وهل ستنهج مقتديةً بنهج الحسين وحسين العصر؟!.