كل ما يجري من حولك

الثباتَ الثبات

الثباتَ الثبات

483

منصور البكالي

بهذه الكلمة المكرّرة يختتم قائد الثورة السيد عبدالملك بدر الدين الحوثي، خطابه التاريخي في ذكرى انطلاقة المشروع القرآني ذكرى استشهاد الشهيد القائد المؤسّس حسين بدر الدين الحوثي، كرسالة للداخل تحثهم على الاستمرار على النهج وتلويح يقدم صورة ذهنية مبطنة توحي بأن نهاية المعركة المُستمرّة مع العدوّ الأمريكي منذ عام 2004م إلى اليوم خاتمتها النصر في جولتها الأخيرة.

كما هي رسالة تحدٍ تقول للأمريكي وعملائه في الداخل والإقليم لن نتزحزح قيد أنملة ولن نتراجع عن خيارنا والسير على خطى الشهيد القائد -رِضْـوَانُ اللهِ عَلَيْـهِ-، ونحن ثابتون في مواجهتكم وطغيانكم كما ثبت وضحى هو على ذات المشروع وعلى ذات النهج حتى يحقّق الله مضامين شعارنا وزوال أمريكا وكيان العدوّ الصهيوني من الوجود مهما طال عدوانكم واشتد حصاركم وزادت معاناة شعبنا وآلامه، فهو شعب تربى على الصبر وألف المصابرة والمرابطة والكفاح متحدياً كُـلّ المصاعب وقسوة الظروف.

بل إن لكلمة “الثبات الثبات” في خطاب القائد وفي هذا التوقيت المتزامن مع اشتداد الحصار وتصعيد العدوّ في مختلف الجبهات دلالاتها العسكرية والسياسية على مستوى الداخل تشحذ الهمم وترفع المعنويات وتحشد الجهود والطاقات وتضاعفها لرفد الجبهات بالمزيد من قوافل المال والرجال لمواجهة قوى العدوان الأمريكي الصهيوني وأدواته العميلة، وتدعو الجميع للمزيد من الصبر أمام اشتداد الحصار وارتفاع أسعار المشتقات النفطية وغلاء المعيشة وانقطاع المرتبات، كما تعزز قيم ومبادئ الثقة بنصر الله لدى شعب الإيمَان والحكمة، ولدى كُـلّ الشعوب التي تعاني من قوى الاستكبار العالمي وحروبها العسكرية والاقتصادية المستهدفة للبشرية والإنسانية في هذا العالم.

فنعم وألف نعم ونعم الثبات الثبات، لتكون معاناتنا حافزاً إضافياً وعزماً جديدًا لتحَرّكنا القوي في التصدي للعدوان، وإفشال كُـلّ مخطّطاته المستهدفة لشعبنا وأمتنا ولمشروعنا القرآني الذي هو مصدر نجاة مهما طالت الحروب واستمرت المعاناة وبلغت في سبيل الله التضحيات.

You might also like