صحيفةٌ عربيةٌ تكشفُ تفاصيلَ الصراع المحتدم بين السعودية والإمارات بحضرموت وشُحنة أسلحة محسن التي استُهدفت
صحيفةٌ عربيةٌ تكشفُ تفاصيلَ الصراع المحتدم بين السعودية والإمارات بحضرموت وشحنة أسلحة محسن التي استُهدفت
متابعات| رصد:
كشف تقرير نشرته صحيفة “الأخبار” اللبنانية تفاصيل عودة صراع النفوذ وتجدده بين الإمارات والسعودية في محافظة حضرموت، معتبرة أن هذا الصراع عاد للاحتدام من جديد وأن ما غطى على تسليط الضوء عليه إعلامياً هو “دخان المعركة الأخيرة للإمارات والسعودية في مديريات شبوة الثلاث”.
التقرير ألذي كتبه الصحفي اليمني رشيد الحداد، كشف أنه ومنذ أكثر من شهر بدأت تتصاعد المؤشرات إلى عودة صراع النفوذ بين السعودية والإمارات في اليمن، إلى الاحتدام من جديد، مشيراً إلى أن هذا الاحتدام دفع بالرياض إلى التدخل بشكل مباشر بعد أن وجدت نفسها مضطرة لذلك لإفشال أجندة حليفتها الإمارات في محافظتي حضرموت والمهرة اللتين ترتبطان مع السعودية بشريط حدودي بري واسع.
وقال التقرير “تفجّرت الجولة الجديدة من الصراع في أعقاب إنهاء معركة بيحان التي بدأتها الإمارات في شبوة الشهر الفائت، واستخدمت فيها ميليشيات «العمالقة» المنقسمة الولاء بين الرياض وأبو ظبي، وتوقّفت عند حدود مديرية حريب جنوب محافظة مأرب، خلافاً لما كان مخطّطاً لها من أن تصل إلى حدود سلطنة عُمان، بعد السيطرة على وادي حضرموت وصحرائها، على الحدود مع شرورة السعودية. ومع تَوجّه الإمارات، منذ منتصف الشهر الفائت، نحو التحشيد لمعركة السيطرة على حضرموت، عبر عملية إعادة هيكلة للميليشيات التابعة لها تحت مسمّى «قوات دفاع شبوة»، وفتْح باب التجنيد في جبل حديد في مدينة عدن، استنفرت السعودية لمنْع نقل تلك الميليشيات من شبوة إلى حضرموت، متّكئةً في ذلك على ألوية تتبع «العمالقة» وتُواليها بدلاً من أبو ظبي، كاللواءَين الثاني والثالث. إذ بعثت المملكة، منتصف كانون الثاني، بالمتحدّث باسم «التحالف»، تركي المالكي، إلى مدينة عتق، مركز محافظة شبوة، حيث أعلن انتهاء معركة بيحان، وافتتاح مرحلة «اليمن السعيد». وفي أعقاب هذه الخطوة، عمدت الرياض إلى تغيير مسمّى عدد من ألوية المنطقة العسكرية الخامسة في الحدّ الجنوبي للمملكة إلى «قوات اليمن السعيد»، في ما عُدّ تشكيلاً مضادّاً لـ«قوات دفاع شبوة وحضرموت» الموالية للإمارات، فضلاً عن تشكيل ميليشيات جديدة باسم «قوات دفاع المهرة» التي كان دعا إلى إنشائها سلطان المهرة السابق، عبدالله بن عيسى آل عفرار، عضو الهيئة العليا لـ«المجلس الانتقالي الجنوبي» الموالي لأبو ظبي.”.
وأضاف التقرير أن هذا التحرك السعودي جاء بعد أن تمكنت الإمارات من اختراق “الهبة الحضرمية الثانية” والذي تمثل بمؤتمر أو لقاء “حرو”، وذلك من خلال استمالة قائدها حسن الجابري إلى صفها، ما تسبب بخروج الهبة عن مسارها الحقوقي وتحويلها إلى غطاء لتنفيذ أجندة أبوظبي في حضرموت، وعلى إثر ذلك أعلن الانتقالي فتح معسكرات تدريب جديدة، بتمويل إماراتي في منطقة قريبة من مديرية القطن، ملوحاً بالتصعيد ضد قوات محافظ حضرموت اللواء فرج البحسني والذي رفض تشكيل أي مليشيات في نطاق المحافظة.
وأضاف التقرير إن تيار مؤتمر حرو تمكن بقيادة الجابري من تعطيل المصالح النفطية هناك، مجبراً شركة كالفالي النمساوية على إيقاف إنتاج النفط الخام من ميناء الضبة النفطي. لافتاً إلى أن كل هذه التطورات دفعت الرياض إلى التدخل بنفسها عبر “إرسال قائد قوّاتها في حضرموت، العميد فواز بن شوية، يرافقه عدد من ضباط الاستخبارات السعودية، إلى وادي حضرموت، الأسبوع الفائت، للقاء الجابري. وبالفعل، تمكّن بن شوية، في غضون أيام، من إجبار زعيم «مؤتمر حرو» على إيقاف عمليات التجنيد التي كانت ستشمل 25 ألف شخص، ووقف التصعيد على الأرض، والسماح بتصدير النفط من «الضبة»”.
وأضاف التقرير إنه وعلى إثر هذا التدخّل السعودي الذي أثار سخط «الانتقالي»، حاول الأخير تجديد التصعيد في وادي حضرموت، عبر تحريك الشارع ضدّ المنطقة العسكرية الأولى التابعة لنائب الرئيس المنتهية ولايته عبد ربه منصور هادي، الفريق علي محسن الأحمر، إلّا أنه فشل في إخراج تظاهرة حاشدة من الموالين له يوم السبت الماضي، بعدما تدخّلت قوات المنطقة الأولى، وشنّت حملة اعتقالات واسعة في مختلف مديريات الوادي، وصَفها «الانتقالي» بـ«الانتهاكات»؛ كون التظاهرة التي كان بصدد التحضير لها تطالب بإخلاء المحافظة من قوات تابعة لحزب «الإصلاح»، وفقاً لـ«اتفاق الرياض».
كما كشف التقرير أن الرياض بعثت برسالة رد على الانتقالي، كاشفاً أن هذه الرسالة تمثلت بتعزيز الرياض قيادة المنطقة العسكرية الأولى التابعة لعلي محسن الأحمر بشحنة أسلحة حديثة مطلع الأسبوع الجاري وصلت إلى ميناء نشطون الخاضع لسيطرة القوات السعودية في المهرة، وهو ما قوبل بمهاجمة عناصر يعتقد أنها تابعة للانتقالي لأربع ناقلات كانت محملة بأسلحة من ضمن هذه الشحنة أثناء نقلها من المهرة إلى وادي حضرموت.
التقرير أعاد التذكير بإعادة الرياض الشهر الماضي لوزير داخلية حكومة هادي، ابراهيم حيدان على متن طائرة عمودية سعودية، وهو الذي عُدّ رسالة تصعيدية من الرياض ضد الانتقالي الذي عبر عن تذمره من التحركات السعودية ملوحاً بالتصعيد ضد حكومة هادي في عدن تبعها رفضه لقرارات أصدرها حيدان حيث اعتبرها الانتقالي خرقاً لاتفاق الرياض.