حِصنُ مصنعة عبدالعزيز التاريخي
حصن مصنعة عبدالعزيز التاريخي
عصام عبدالغني الهادي
قرية مصنعة عبدالعزيز قرية تاريخية تمتد جذورها في أعماق تاريخ اليمن، وفي القرية التاريخية حصن ذو أهميّة نادرة ويسمى بحصن قرية مصنعة عبدالعزيز، والذي لعب دورًا محوريًّا في التاريخ خلال عصور متتابعة، حَيثُ يرتبط تاريخ حصن قرية مصنعة عبدالعزيز ارتباطا وثيقًا بتاريخ قبيلة زُبيد، والتي تعتبر من أكبر القبائل العربية.. ومنظره يجسِّد نوعًا من التآلف بين المناظر الطبيعية والعمارة، كما يعكس التراث المعماري الحميري التاريخي الأصيل.
ولقد كانت هجمات الأعداء والتمردات القبلية وتربُّص اللصوص، تشكل تهديدًا دائماً يتعين معه إنشاء هياكل دفاعية تتسم بالكفاءة وذات مواقع استراتيجية. لذلك فقد تم تشييد حصن مصنعة عبدالعزيز بقلعة وسور يحيطها بشكل دائري على بوابة واحده كانت من جهة الشرق ولا زالت لها معالم بارزة حتى الآن، والذي سهل بتحصيناته تلك مهمة الدفاع عن من حوله من القرى المجاورة.
ولقد كان بجانب الحصن من جهة الجنوب الشرقي، قريه صغيره تابعه لليهود الذين كانوا يعلمون في الصناعات الحرفية..
ومما يذكره التاريخ هو سيطرة مجموعة من قطاع الطرق على الحصن بقيادة رجل يسمى الوحش وقاموا بقطع كُـلّ الطرق المؤدية إلى معظم القرى المجاورة، وأثاروا الرعب والخوف في أوساط المجتمع مما دفع بالجيش العثماني في ذلك الوقت إلى شن حملات عسكرية ضد الوحش وعصابته، وكان الفشل حليف العثمانيين؛ بسَببِ تحصينات الحصن المنيعة، مما اضطرهم إلى الاستعانة بالشيخ عبدالعزيز المصنعي، والذي قاد حملة عسكرية ضد تلك العصابة وانتهت بانتصار الشيخ عبدالعزيز المصنعي على تلك العصابة وقتل قائدهم الوحش، وتمت السيطرة على الحصن وسمي الحصن باسم الشيخ عبدالعزيز.
وعلى نحوٍ مستقل عن القرى المحيطة، فقد تحوَّل حصن مصنعة عبدالعزيز بعد هذه المعركة إلى رمز للنفوذ، لمكانته الاستراتيجية من حَيثُ السيطرة على المنطقة المفتوحة من حوله وكان يمثل درع حصين لمنطقة زُبيد من الجهة الشمالية الشرقية، حَيثُ كان يقف شامخا بمفرده كحارس للحدود وحامي للطرقات والقرى المجاورة.
حيث يتواجد اليوم في قرية مصنعة عبدالعزيز ثلاث أسر عريقة، وهم: “بني محمد صالح” والذي ينتمي إليها عاقل القرية الشيخ ناصر بن صلاح المصنعي،.. وكذلك أسرة “بني عتيق”، وَأَيْـضاً أسرة “بني شجه”.