باحثة بريطانية: أطماع الإمارات الاقتصادية وضعتها في مرمى استهداف صنعاء
متابعات- وكالات
قالت الباحثة البريطانية “كاثرين كاشدم” في تحليل نشرته صحيفة ” “نيو إيسترن آوتلوك”، اليوم الأحد، إن السؤال الذي تصدر اهتمامات مراقبي الشأن اليمني هو (مالذي أنهى حالة الحياد العسكري بين الإمارات والحوثيين) عقب شن هجمات على أبو ظبي؟
وتابعت: ظلت الإمارات لسنوات تتجنب غضب الحوثيين من خلال اقتصار دورها على التدخل في جنوب اليمن،غير أن تغييرا عميقا في تطورات الأوضاع الميدانية قلب موازين تلك المعادلة.
وأوضحت أن هذا التغيير تمثل في دعم الإمارات للقوات التي تحارب الحوثيين في مأرب، أخر مدينة في الشمال لا تزال تحت سيطرة حكومة (هادي)، وهو ما وضع الإمارات في مواجهة مباشرة مع قوات الحوثيين في اليمن.
وأكدت الباحثة أن الأطماع الاقتصادية للإمارات، هي التي دفعتها لكسر معادلة الحياد العسكري مع الحوثيين، إذ يمثل دعمها للقوات المحاربة لهم في مأرب خروجا عن تعهداتها الضمنية بقصر نفوذها على المنطقة الجنوبية لليمن.
وأوضحت أن اليمن قد لا يكون من بين أعلى منتجي الطاقة في المنطقة، إلا أن جغرافيته توفر لمن يسيطر عليه الإشراف على طريق النفط العالمي، وهو أمر تطمح الإمارات له بشدة.
قوات العمالقة في شبوة
وفي السياق، أشارت “كاشدم” إلى أن الإمارات قامت، منذ عام 2016، بالاستيلاء على موارد الغاز الطبيعي في اليمن مقابل تعاونها العسكري مع السعودية، وهو أمر استاء منه كثير من اليمنيين في ضوء الفقر المدقع الذي حل بهم.
وأشارت إلى أن ميناء بلحاف في محافظة شبوة (شرق البلاد) الذي يقع حاليا تحت سيطرة الإمارات، شريان تصدير موارد الطاقة من اليمن، ما كان يوفر دخلا سنويا للبلاد يبلغ نحو 4 مليارات دولار سنويًا.
وبموجب تعليمات واضحة من الإمارات، سعيا نحو السيطرة على حقول الطاقة اليمنية، تحركت كتائب العمالقة، وهي قوة تتكون إلى حد كبير من اليمنيين الجنوبيين وتضم ما بين 20 و 28 ألف مقاتل، باتجاه كل من شبوة ومأرب، واستهدفت معاقل الحوثيين بشكل مباشر.
وبينت الباحثة أنه وفقًا لهذه المعطيات، جاءت رسالة الحوثيين من صنعاء واضحة إلى الإمارات؛ لسحب القوات المناوئة لهم بعيدًا عن مأرب أو مواجهة المزيد من هجمات الطائرات المسيرة على أبوظبي.
وإزاء ذلك، تتوقع “كاشدم” أن يؤدي رد فعل أبو ظبي على هجمات الحوثيين إلى صدع سياسي بين الإمارات والسعودية، مشيرة إلى أن أجندة الإمارات في اليمن “مادية” إلى حد كبير، على عكس السعودية، ذات الأجندة “الأيديولوجية” بشكل أساسي. على حد تعبير الكاتبة.
وإذا اتجهت الإمارات للتفاوض مع الحوثيين وعقد صفقة معهم، فقد تضطر السعودية إلى استئناف محادثات السلام مع صنعاء، ولذا فإن الحوثيين في صنعاء سيمارسون، على الأرجح، لعبة “العصا والجزرة” لجعل أبو ظبي أقرب إلى طاولة المفاوضات، حسبما تتوقع “كاشدم”.