كل ما يجري من حولك

العالم وإعصار اليمن

العالم وإعصار اليمن

462

 

منصور البكالي

يقف العالم منذ سبعة أعوام أخرس أصم أمام جرائم الحرب والمجازر الوحشية والتدمير الشامل والحصار الظالم بحق الشعب اليمني من قبل تحالف العدوان الأمريكي السعوديّ الإماراتي وكأنه غير معني بذلك.

وحين بدأ الشعب اليمني بالرد على المعتدون والدفاع عن نفسة وكرامته وحرمة دماء أبنائه وحريتهم واستقلالهم ارتفعت الأصوات وبرزت التنديدات الدولية والإقليمية في اصطفاف فاضح للمواقف المساندة والمؤيدة للقتلة والغزاة والمستكبرين في هذا العالم.

عملية إعصار اليمن الأولى والثانية وما سبقها من مراحل الردع الثمان في عمق العدوّ السعوديّ عرت الدول والأنظمة أمام شعوبها وأمام كُـلّ حر في العالم لتقول بصوت خافت ومتعمد أن دماء اليمنيين وسيادتهم وحريتهم وكرامتهم ومقدرات شعبهم وثرواته مباحة لأمريكا وحلفائها في المنطقة كما هي دماء وحرية وسيادة وكرامة ومقدرات الشعب الفلسطيني مباحة وغير مأسوفا عليها حين يسفكها وينتهكها ويصادرها كيان الاحتلال الصهيوني.

وقليلة هي الأصوات الحرة والمقاومة والمندّدة بما يجري من تزييف للحقائق والمفاهيم والأفكار من قبل الإمبريالية الصهيوأمريكية المتوحشة، وأدواتها ووسائلها وذرائعها، لتعبر اليوم عن موقفها الصريح والواضح من العربدة الأمريكية وتحالفاتها الأُورُوبية في العالم العربي بشكل خاص وفي العالم بشكل عام.

عملية إعصار اليمن الأولى والثانية بقدر نجاحها في فرز المواقف وفضح السياسات الدولية ومواثيقها والمنظمات والهيئات التابعة للأمم المتحدة ومجلس الأمن الدولي، اربكت حسابات قوى النفوذ والعدوان وحشرتها في زاوية الفشل العسكرية والانحطاط القيمي والأخلاقي والإنساني، بل وحولتها إلى مُجَـرّد مجموعة من الدمى المرتدية للعباءة الأمريكية والصهيونية.

كما أن عملية إعصار اليمن التي وجهت بعض من ضرباتها على وكر الجرذان الأمريكيين في قاعدة الظفرة العسكرية الإماراتية كشفت مقدار الرعب والارتعاش الذي اصاب العاهرة المدللة إسرائيل.

اما كيف ينظر العالم بشعوبه وأحراره وحكوماته المستقلة إلى عمليات الرادع اليمنية واخرها إعصار اليمن في العمقين السعوديّ ولأمارتي، فبتأكيد أنها نظرة اعجاب وإجلال واحترام اعادت لأحرار العالم الأمل بالحرية والقدرة على المقاومة والمواجهة والانتصار على قوى الإمبريالية العالمية التي تقودها أمريكا، بل والثقة بأن ارده الشعوب لا يمكن أن تنكسر تحت ظروف الهيمنة والاستبداد والعمالة.

وبالعمليات العسكرية اليمنية والصمود الشعبي منذ سبعة أعوام تغيرت كُـلّ الموازين وانقلب كُـلّ الخطط والدراسات والاستراتيجيات العسكرية والاقتصادية والسياسية ليقدم اليمن وقيادته وشعبه للعالم صورة باهية عن عظيم النصر ونموذج نجاة ومصدر شعاع ينقذ البشرية من الغرق وظلمه وامواجه المتتالية عليها منذ العقود الأولى لنشأة وتأسيس وقيام النظام الأمريكية وما لحقه من بروز دويلات وكيانات صنعتها الاستخبارات البريطانية في العالم العربي، وباتت تشعر اليوم بقرب موعد الزوال والاندثار والخروج النهائي من العالم العربي، ومتيقنة بأن تواجدها في العالم العربي المحتلّ بات مؤقتاً وأن هزيمتها وهزيمة اذيالها من العملاء والخونة باتت وشيكة.

You might also like