الشيخ حسين الراضي: كلمةُ حق من عُقرِ دارِ ابن سلمان
الشيخ حسين الراضي: كلمةُ حق من عُقرِ دارِ ابن سلمان
متابعات| رصد*:
“إن صلاح الأمة متوقف على صلاح بعض رموزها وقياداتها ومن أبرز ذلك الفقهاء والأمراء” بهذه الكلمات للشيخ حسين الراضي يمكن التعريف عنه.
في ساعة متأخرة من ليلة 21 آذار عام 2016 -أي بعد 15 يوماً على تصنيف مجلس التعاون الخليجي حزب الله كمنظمة إرهابية- قامت قوة أمنية مجهزة بـ 20 آلية عسكرية بمداهمة منزل الشيخ حسين الراضي والقبض عليه بتهمة “الخروج على ولي الأمر” وعدم الالتزام بسمفونية العائلة المالكة بل قول الحقيقة.
كان موقف الشيخ الرافض لهذا الموقف، النقطة التي أفاضت الكوب بالنسبة لهؤلاء. فهو كان قد كشف قبل أسابيع أن القوى الأمنية قد استدعته إلى التحقيق وطلبت منه “عدم انتقاد الأوضاع الداخلية للبلاد مثل إعدام بعض المعارضين السلميين، وإلا فالاعتقال سيكون مصيره”.
هذا الصوت الذي اخترق الصمت المريب المطبق داخل المملكة كان كفيلاً باتخاذ قرار اعتقاله، حيث انتقد الشيخ الراضي في خطبة الجمعة قرار مجلس التعاون الخليجي وقرار وزراء الداخلية العرب تصنيف حزب الله كمنظمة إرهابية، متوقفاً عند وصف الإعلام الإسرائيلي للقرار بأنه “أكبر فوز وأعظم حدث لإسرائيل… فهنيئاً إذاً لإسرائيل بهذا الفتح الكبير”.
مؤكداً ان حزب الله “أعاد الكرامة والعزة للإسلام والمسلمين وللعروبة والعروبيين من الكيان الصهيوني فمن حقه على هذه الشعوب أن تُكرمه وتُبجله وتَعتز به كمفخرة من مفاخرها وإرثاً حضارياً لها والأمم الحية المتقدمة المتحضرة الشريفة تفتخر بعظمائها حتى وإن اختلفت معها”.
كما توجه لأمين عام حزب الله السيد حسن نصرالله بالقول: “أنت ابن النجباء الأكرمين أنت ابن السلالة الطيبين الطاهرين، أنت العز، أنت الشرف، أنت النصر، أنت نصر الله، أنت الأمل للمحرومين، أنت المدافع عن المظلومين، أنت السهم في عيون الظالمين”.
الشيخ الراضي: صاحب المواقف الجريئة
ولد الشيخ حسين علي الراضي في الأحساء عام 1951. وهو أحد أهم علماء الشيعة في المنطقة الواقعة شرق المملكة السعودية وإمام مسجد الرسول الأعظم في العمران.
عام 1980 انتقل إلى النجف الأشرف في العراق ليكمل دراسته الحوزوية على يد كبار المرجعيات الدينية، ثم انتقل إلى قم واستكمل دراسته ثم بدأ بالتدريس وله العديد من المؤلفات.
عام 2011، كانت أولى مشاركاته البارزة في مظاهرات خرجت في الأحساء ورغم ذلك لم يكن يعرف بعد أنه قد بدأ العمل السياسي بل كانت خطاباته تتركز بشكل خاص على الوحدة الإسلامية. لكن مع اعتداء المملكة بشكل مجحف على اية الله الشيخ الشهيد نمر باقر النمر والقيام بإعدامه داخل المعتقل برز موقف الشيخ الراضي بشكل قاطع.
وفي الوقت الذي كان فيه الاعلام السعودي والخليجي يبارك إعدام الشيخ النمر، قام الشيخ الراضي بنعي الشيخ الشهيد أمام الملأ في خطبة الجمعة واصفاً إياه بـ “المظلوم الشهيد المجاهد وشهيد الحرية والكرامة”. حيث طرح سؤالاً كان أكبر من أن تتحمله السلطة السعودية “هل أعدمته (السلطة) لأنه سبها وتطاول على شخصياتها؟ أو لأنه انتقدها في تصرفاتها في بيت المال بلا حساب ولا كتاب؟ أو العلاقات الداخلية والخارجية والتمييز الطائفي والمذهبي؟” ولأنه طالب بجملة من الحقوق له وللشعب وطالبها بالعدل والإنصاف، أو لأنه طالب بمظاهرات سلمية للاحتجاج على بعض الأمور التي لا ترتضيها؟”. منتقداً “إقدام الحكومة على منع المظاهرات والمعاقبة عليها وسياسة تكميم الأفواه ومنع الشعب من أن يعلن آراءه في القضايا المختلفة، ومن يفعل خلاف رأيها فليس له إلا السجن أو الإعدام”.
المملكة منبعاً للتكفير
خلال عام 2016، وفي موقف جريء خرج من عقر دار آل سعود، وقف الشيخ الراضي إلى جانب للشعب اليمني متسائلاً “هل يجوز التحالف مع أميركا وغيرها لتدمير اليمن واليمنيين”. وعلق على دعوة المملكة لاجراء انتخابات “شرعية ونزيهة في اليمن” بالقول “فاقد الشيء لا يعطيه… المملكة أصبحت منبعاً للتكفير وقادته”.
هذا الاعتراض والصوت الذي كان يلقى صدى كبيراً عند الشعب السعودي كان لا بد ان يتم اخفاته بالنسبة لهؤلاء، لذلك قاموا باعتقاله بعدما أمّ صلاة المغرب. يقول مصدر مقرب من الشيخ أنه “بعد فروغه من الصلاة، أخبره بعض الشباب أن الأجواء ليست سليمة خارج المسجد، وأن الوضع ليس طبيعياً فقال لابأس ابقوا أنتم هنا وأنا أخرج لهم بمفردي”. وتابع المصدر “خرج الشيخ الراضي من المسجد وركب في سيارة أحد المصلين، ما إنّ تحركت السيارة حتى تمت محاصرتها عند أحد الصيدليات من قبل 20 سيارة أمنية رباعية الدفع، ترجل الشيخ من السيارة بهدوء وتم اعتقاله”.
بعد اعتقال تعسفي من دون محاكمة، حكمت السلطات السعودية على الشيخ الراضي مدة 13 عاماً.
* الخنادق