كل ما يجري من حولك

أزمة الوقود تكشف حقيقة “الانتفاخ الإنساني” السعودي تجاه اليمنيين

580

متابعات- ابراهيم القانص
تظل الحقيقة بسيطة أمام فخامة الأكاذيب، إلا أنها تظهر ناصعة مبددةً قتامة الإنسانية الزائفة التي تستعرض بها دول التحالف مبررةً تدخلها العسكري في اليمن من خلال حرب أوشكت على استكمال عامها السابع،

مضللةً الرأي العام العربي والعالمي عن الواقع الذي فرضته ولا تزال تفرضه على اليمنيين من البؤس والمعاناة المعيشية والاقتصادية، بعد عجزها عن تحقيق انتصار عسكري، خصوصاً بعد ما حولت قوات صنعاء انتفاخات العظمة بترسانة الأسلحة المهولة إلى أمثولة جرّت على السعودية والإمارات أنواع الفضائح والسخريات، فما كان منهما إلا تصعيد حربهما الاقتصادية والمعيشية محاولتين كسر التفوق العسكري والأخلاقي الذي تحرز فيه صنعاء مراتب متقدمة.

النوايا التي تصفها السعودية بـ”الحسنة” تجاه جيرانها، خصوصاً اليمن، وتسوِّقها عبر شبكاتها الإعلامية المخصصة لتجميل القُبح وتحويل التشوهات إلى مزايا، تتكشف تباعاً عن رزايا تسوط بها السعودية اليمن واليمنيين، عبر حرب لم يشهد لها التاريخ مثيلاً، فكل ما يعانيه اليمنيون من حرب التحالف بشقيها العسكري والاقتصادي يتم باسم الإنسانية والنوايا الحسنة تجاه دول الجوار، في وقت تعيش المملكة وحكامها أسوأ مراحل البؤس البشري حيث يعجزون عن التحلي بأي خُلق إنساني سويّ، على مستوى الداخل الأسري والمجتمعي في المملكة، فقد نكَّل ولي العهد بأقرب المقربين إليه والذين تربطهم به صلات الدم والقربى، ولا يتردد عن الزج بأي معارض أو مناهض لسياساته من مواطنيه في غياهب سجونه السرية ومعتقلاته المدججة بكل أنواع الخبث البشري السلطوي، غير مُفرّق بين شاب أو قاصر أو امرأة، ولم تكن الأميرة السعودية بسمة بنت سعود وابنتها سهود الشريف إلا نموذجاً بسيطاً مما يناله أقرباء ولي العهد من التعذيب والتنكيل ليستفرد بالسلطة بتكريس القمع، وقد غيب محمد بن سلمان الأميرة بسمة لمدة ثلاث سنوات لمجرد تشكيكها علناً في سياسات حكومة بلادها، ولا يزال بقية أفراد الأسرة الحاكمة قيد الإقامات الجبرية والسجون السرية والزنزانات الانفرادية تحت أشكال وصنوف التعذيب، ومن أبرزهم الأمير محمد بن نايف، ولي العهد المطاح به.

الكثير من الشواهد الدالة على أن من لم يستطع منح الخير لأهله سيكون أعجز من أن يمنحه لجيرانه، ولم يكن كرتون التمر السعودي يوماً دليلاً على حسن نوايا المملكة تجاه اليمن واليمنيين، ولا السلة الغذائية التي تحشد لها قنواتهم جيوشاً من المصورين والمراسلين الصحافيين، لينظموا تقاريرهم عن إنسانية الملك وولي عهده، ولم تعجز تلك الجيوش الإعلامية أيضاً عن تبرير الغارات التي دفنت أحياء سكنية بكاملها على رؤوس ساكنيها، بحثاً عن الذراع الإيرانية التي يجب قطعها، أو هكذا يقولون، بينما تستجدي الرياض طهران تحسين العلاقات بينهما وقد أصبحا على مشارف فتح سفارتيهما في البلدين، وها هي السعودية على رأس تحالفها الإقليمي والدولي تخنق اليمنيين بأزمة مشتقات نفطية كبيرة بحجزها سفن الوقود ومنع وصولها إلى ميناء الحديدة، غير عابئة بما يترتب على ذلك من توقف المستشفيات وكل الخدمات الحيوية الأساسية والتي تمكنت صنعاء من توفيرها رغم الحصار، وكل ذلك تحت عناوين الإنسانية والنوايا الحسنة وحسن الجوار

You might also like