مرفأ اللاذقية..هدف “إسرائيل” للمرة الثانية خلال شهر On ديسمبر 29, 2021 391 Share متابعات- وكالات هي المرة الثانية، خلال شهر، التي تستهدف “إسرائيل” فيها مرفأ اللاذقية الذي يُعَدّ الميناء البحري الأول لسوريا ومتنفسّها في ظل الحصار الخانق، ماذا في التفاصيل؟ رجال إطفاء يحاولون إخماد الحرائق في ميناء اللاذقية في سوريا، 28 كانون الأول/ديسمبر 2021 (سانا) ستيقظ أهالي اللاذقية في سوريا، فجر الثلاثاء، على أصوات انفجاراتٍ عنيفة هزّت مرفأ المحافظة، ليوضح مصدرٌ عسكريّ أنها ناجمة عن عدوان جويّ إسرائيلي برشقات من الصواريخ من فوق البحر الأبيض المتوسّط. لا استسلام! الكشف الأوليّ على ساحة الحاويات المستهدفة أظهر أضراراً كبيرة زجاجٌ متناثرٌ على الأرض، ورائحة دخان تزكم الأنوف، لم يمنعا أبا محمد من اصطحاب ابنته، التي لم تتجاوز الأعوام الـ10، من أجل تفقُّد مدرستها المقابلة للمرفأ. ويقول للميادين نت “لم أرسلها إلى المدرسة اليوم، لقد عاشت ليلة صعبة البارحة، ولم أستطع تهدئتها بسهولة، لكنها أصرت على أن تتفقّد ما حدث لمدرستها، ولو من الخارج”. يمسح أبو محمد على رأس ابنته، ويضيف أن “الكهرباء كانت مقطوعة، وشبكة تغطية الهواتف المحلية ليست جيدة أساساً، لكن من المهم أن تعرف ابنتي، التي أتدبّر تكاليف معيشتها بصعوبة، أن جزءاً كبيراً مما عانته من تجويع وبرد وظلام هو كي يأخذنا العدو إلى الاستسلام”. تنامي الضرر المعنوي المغاير، هذه المرة، هو تنامي الضرر المعنوي، والحنق الشعبي (الميادين نت). هي المرّة الثانية خلال شهر، التي تستهدف “إسرائيل” فيها مرفأ اللاذقية، الذي يُعَدّ الميناء البحري الأول للبلاد ومتنفسَها في ظل الحصار الخانق، فسوريا تقوم عبره بالاستيراد وتصدير معظم حاجاتها غير النفطية، وهو بدوره يساهم بصورة رئيسة في الحياة الاقتصادية، عبر تشغيله عدداً كبيراً من السكان. الكشف الأوليّ على ساحة الحاويات المستهدَفة أظهر أضراراً كبيرة امتدت على مساحة أكبر نسبياً من الاستهداف السابق، عدا عن الخسائر الكبيرة التي تكبّدها السكان المجاورون متمثلة بزجاج منازلهم وسياراتهم. لكن المغاير، هذه المرة، هو تنامي الضرر المعنوي، والحنق الشعبي، وازدياد إشارات الاستفهام التي يطرحها السوريون، بشأن الدور الروسي و”عدم تدخله لمتع استهداف المرفأ”، على الرغم من أن قاعدة حميميم لا تبعد عنه سوى 15 كم. إطفاء هذا الحريق كان أكثر صعوبةً من الحريق الناتج من الاستهداف الأول. باسل شعبان، آمر زمرة حريق في فوج إطفاء اللاذقية، تنفّس الصعداء، بعد انتهائه ورفاقه من إخماد الحريق الناجم عن الاعتداء الصهيوني. ويقول للميادين نت “واجهنا هذه المرة صعوبة أكبر كثيراً في عملية الإخماد التي لم تكن سهلة كسابقاتها. الفارق عن الحريق الذي نجم عن الاستهداف السابق، في السابع من هذا الشهر، أن الحريق هذه المرة أكبر كثيراً، وممتدّ طولياً على مساحة أوسع”. ويؤكد شعبان أن طبيعة المواد المستهدَفة لم تتباين كثيراً عن المرة السابقة، ويقول إن “المواد كانت مغايرة على نحو بسيط فقط. في المرة السابقة كانت مواد غذائية، أمّا هذه المرة فأُضيفَ إليها زيوتُ محركات، رولات قماش وخيوط وورق، وأيضاً إطارات سيارات وآليات كبيرة وصغيرة، وقطع تبديل للهواتف المحمولة، وقطع غيار سيارات، وبودرة حليب للأطفال، كانت مُعبَّأة في أكياس كبيرة”. وينفي شعبان للميادين نت وجود أيّ إصابة بشرية، ما عدا حالة اختناق لإطفائي، ويشرح “تدخلنا بأكثر من 18 آلية، لكن زيوت المحركات هي التي جعلت الأمر أكثر صعوبة، وتسبّبت باشتعال ما حولها. فخلال عملية الإخماد، وفي أثناء فتحه إحدى الحاويات، استنشق أحد الإطفائيين كثيراً من الدخان وتعرّض للاختناق، لكن حالته جيدة الآن”. “إسرائيل” تريد السيطرة على المنافذ البحرية المتوسطية مرفأ اللاذقية (صورة أرشيفية) يعتبر المحلل السياسي والاقتصادي، شادي أحمد، أن أسباب العدوان الإسرائيلي على مرفأ اللاذقية “واضحة جداً، فهي تريد ضمان السيطرة الاقتصادية عبر استهداف المنافذ البحرية المتوسطية”. ويقول للميادين نت إن “المكان المستهدَف هو الحاويات التي تقوم بالتفريغ والتحميل؛ يعني الواسطة الأساسية لعمليتي الاستيراد والتصدير، من هذا الميناء الحيوي والاستراتيجي، والذي يؤمّن لسوريا معظم إمداداتها الاقتصادية واللوجستية”. ويؤكّد أن “إسرائيل” تعمل على “توسيع ميناء حيفا، من أجل أن يصبح البوابة المتوسطية لكل المنطقة، مستغلّةً حركة التطبيع الخليجية المتسارعة معها”. يثق الدكتور أحمد بقدرة السوريين على المقاومة والصمود، لكنه يعتبر أن “هذا الأمر لا يجب أن يكون الشيء الوحيد الذي يمكن التعويل عليه، بل وجود منظومة ردع حقيقية”. ويضيف للميادين نت أن “الدول الضامنة لـ”أستانة” أصدرت بيان إدانة أمس، لكن لا يمكن الثقة بتركيا، فهي عملياً في المقلب الآخر. حتى إنه، منذ عدة أيام، التقى أردوغان الجالية الصهيونية في بلاده، وتعهّد لها زيادة العلاقات بـ”إسرائيل””. ويجد المحلل السياسي والاقتصادي، شادي أحمد، أن هناك مغالطات كبيرة يجب توضيحها للرأي العام بشأن المواقف الروسية. ويضيف “عندما أتت القوات الروسية إلى سوريا، بطلب من الحكومة السورية، كان التفويض الذي منحه لها مجلس الدوما لمحاربة المجموعات التكفيرية الإرهابية. هذه صلاحياتها، ولا يمكنها تجاوز هذه المهمة. كان يمكن النظر إلى الأمر من ناحية أخرى لو كان هناك اتفاقية دفاع مشترك بين البلدين. هذا يعني أن القوات الموجودة لا يمكنها أن ترد على أي عدوان، ما لم يُصب قواتها بالذات. هكذا يُنظر إلى الأمر من الناحيتين السياسية والقانونية”. 391 Share FacebookTwitterGoogle+ReddItWhatsAppPinterestEmail