اعتداءُ اللاذقية: فشلٌ جديدٌ لمعركة ما بين الحروب
اعتداءُ اللاذقية: فشلٌ جديدٌ لمعركة ما بين الحروب
نفّذ كيان الاحتلال الإسرائيلي فجر اليوم الثلاثاء، عدواناً صاروخياً جوياً هو الثاني من نوعه خلال أقل من شهر، عبر استهدافه ساحة الحاويات في ميناء اللاذقية التجاري. وقد أدى هذا العدوان إلى اشتعال الحرائق في المكان، وحدوث أضرار مادية كبيرة، لم تقتصر على الحاويات التي تحوي عن زيوت وقطع غيار للآليات والسيارات، بل أيضاً الى أضرار في مستشفى الندى، وبعض المباني والمحال التجارية والسياحية المجاورة للمرفأ. وقد تصدّت منظومات الدفاع الجوي في الجيش السوري، للعديد من هذه الصواريخ واستطاعت اسقاطها.
هذه العملية تكشف أن نية حكومة كيان الاحتلال مستمرة، في تنفيذ اعتداءات على الساحة السورية، ضد ما تدعيه أهدافاً إيرانية او تابعة لحزب الله، في إطار المعركة ما بين الحروب. وبالتالي فإن للقيادة السورية الحق باتخاذ أي إجراء دفاعي ردعي، خاصة وأن هذه الاعتداءات تطال مواداً حيوية ضرورية وبعضها غذائية. وعندها يمكننا اعتبار “إسرائيل” شريكة الولايات المتحدة الامريكية، في إجراءات الحظر والحصار ضد الشعب السوري.
كما تؤكد نتائج عمليات الاستهداف الجوي هذه، فشل استراتيجية جيش الاحتلال الإسرائيلي “المعركة ما بين الحروب”، في تحقيق أي ضربة نوعية لقوى ودول محور المقاومة، وتكشف عن الفشل الاستخباراتي أيضاً، من خلال ضربها لحاويات ذات طابع مدني بحت.
فما هي المعركة بين الحروب (MBM)؟
_ هي خطة استراتيجية عسكرية إسرائيلية، اتخذها الكيان بعد اندلاع الحرب على سوريا في العام 2011، من خلال استهداف المنشآت والبنى التحتية، التي يشك بأنها تستخدم في جهود دعم المقاومة في لبنان، أو في تطوير القدرات السورية العسكرية لمواجهتها في المستقبل.
_ أصبحت هذه الخطة بديلاً مناسبًا لعمل كبير بحجم الحرب، وفد تؤدي الى بعض الاثمان التي يمكن للكيان تحملها.
_ كما تشدد هذه الخطة على ان الكيان محكوم عليه، بتجربة تصعيد كبير ولكن مؤقت كل بضع سنوات في الصراع ضد فصائل وقوى محور المقاومة، خصوصاً في سوريا، عبر استغلال وجود التنظيمات الإرهابية فيها، وتركيز الدولة على قتال هذه التنظيمات، وعملية إعادة إعمار ما تهدم خلال سني الحرب.
الإخفاقات الكبرى
ومع ذلك، فقد أظهرت السنوات الأخيرة في العديد من المحطات، ومن خلال العديد من الشواهد، فشل هذه الخطة في تحقيق الأهداف المرسومة لها، لا سيما ضد المقاومة الإسلامية في لبنان.
وأبرز هذه الإخفاقات:
1)نشوء معادلة ردع جديدة تكبل جيش الاحتلال، من اتخاذ أي عدوان قد يودي الى استشهاد أحد عناصر المقاومة، لأنه بذلك سيتلقى رداً قوياً ومحسوماً.
2)تطور قدرات المقاومة كماً ونوعاً، وهذا ما تؤكده خطابات الأمين العام لحزب الله السيد حسن نصر الله، الذي يؤكد في مناسبات عدة، أن هذه الضربات لا جدوى ولا طائل منها في ضرب مشاريع التطور هذه، لا سيما على صعيد مشروع الصواريخ الدقيقة.
* موقع الخنادق