هل قررت بريطانيا الغرق في وحول المنطقة؟
هل قررت بريطانيا الغرق في وحول المنطقة؟
متابعات| تقرير*:
في تطور ملفت جداً في الساحة السورية، أعلنت بريطانيا أن إحدى طائراتها الحربية من نوع “تايفون” قد أسقطت طائرة بدون طيار كانت تحلق في منطقة التنف جنوبي سوريا، حيث تتواجد قاعدة لتحالف الاحتلال الأمريكي. وقد عدّت هذه الحادثة، هي الأولى من نوعها بالنسبة لسلاح الجو الملكي البريطاني، منذ حرب “فوكلاند” مع الأرجنتين قبل 40 عاماً، حيث تشتبك فيها طائرات “تايفون” مع طائرات “معادية”.
وبحسب ما أفادت صحيفة “ديلي الميل” الإنكليزية من تفاصيل، فإن طائرتين حربيتين بريطانيتين من نوع “Typhoon FGR4s”، كانتا تقومان بدوريات في المجال الجوي السوري والعراقي، سارعتا للتحقق مما ورد في التقارير التي تتحدث عن وجود طائرتين مسيرتين “معاديتين”، تحلقان فوق منطقة “يحظر فيها الطيران” (قاعدة التنف ومنطقة الـ 55 كيلو المحيطة بها). ولم يحدد الطيارون لمن تنتمي هذه الطائرات، وتمكنوا من إسقاط إحداهما بصاروخ جو-جو من نوع “ASRAAM” ، فيما تمكنت الطائرة الثانية من الانسحاب والاختفاء.
وفي تعليق على الحادثة، صرح وزير الدفاع البريطاني بن والاس بالقول بأن “هذه الضربة هي دليل مثير للإعجاب، حول قدرة سلاح الجو الملكي البريطاني على إصابة أهداف معادية في الجو تشكل تهديدا لقواتنا”. مضيفاً بأن بلاده تواصل السعي الى جانب شركائها في التحالف، من اجل القضاء على ما زعمه بأنه تهديد إرهابي، ومن أجل حماية الموظفين البريطانيين وشركاء بلاده.
دلالات وأبعاد هذه الحادثة
أولاً، تؤكد هذه الحادثة شراكة بريطانيا في جرائم واحتلال التحالف الذي تقوده الولايات المتحدة الامريكية، تحت ذريعة قتال تنظيم داعش الوهابي الإرهابي، لكن الهدف الرئيسي هو حماية كيان الاحتلال الإسرائيلي، وتأمين مصالح هذه الدول الاستعمارية في المنطقة.
ثانياً، إن من حق الدولة السورية أو حلفائها، وكذلك الدولة العراقية أو فصائل المقاومة فيها، اتخاذ أي تدابير مستقبلية تمنع هذه الاستباحة الجوية للقوات البريطانية. فلا مبرر لتحليق هذه الطائرات في أجواء هذين البلدين، دون إذن من حكومتهما.
ثالثاً، يبدو أن بريطانيا تأخذ أدواراً أكثر فأكثر في المنطقة، في ظل الانكفاء الامريكي، ووفقاً لاستراتيجيتها العسكرية الجديدة، وبالتالي فإن من حق شعوب المنطقة، مواجهة هذا الوجود في المستقبل بشتى الوسائل.
رابعاً، تنطلق هذه الطائرات البريطانية من قواعدها المتواجدة في قبرص، وبالتالي فإن الدولة القبرصية شريكة في الاعتداءات الجوية لهذه القوات.
خامساً، هذه الأحداث سترهق بريطانيا بالتكاليف المادية العسكرية حتماً. فعلى سبيل الذكر لا الحصر، تبلغ قيمة الصاروخ الواحد من نوع “أسرام” حوالي 200 ألف جنيه إسترليني، بينما بالمقابل قد لا تتخطى تكلفة الطائرة المسيرة العشرات من الآلاف. وقد استطاعت بريطانيا طائرة واحدة منها، فيما تمكنت الثانية من الإفلات والاختباء. فكيف سيكون الحال لو واجهت بريطانيا عدداً أكبر من هذه الطائرات وفي عدة مواقع في آن معاً؟!
أما في حال قررت سوريا التصدي لهذه الطائرات، فإنها تستطيع ذلك بسهولة من خلال منظومات دفاعها الجوي، وعلى رأسهم منظومة سام-5 (سام 200)، التي تبلغ سرعة صاروخها القصوى 4 ماخ، فيما تبلغ سرعة القصوى للطائرة حوالي 2 ماخ.
* موقع الخنادق