بعد 40 عاماً.. “إل موزوت” تطالبُ بالعدالة في مجزرة مروِّعة اقترفتها أمريكا في السلفادور

بعد أربعين عاماً على مجزرة مروعة أودت بحياة نحو ألف شخص من سكان قرية إل موزوت السلفادورية..لا زال مئات الأشخاص يطالبون بالعدالة مؤكدين أن جروحَهم لا تزال حية وكأن الوقائع حدثت أمس..حاملين الشموع والورود والصور تجمع أقارب الضحايا أمام النصب التذكاري”إل موزوت لن تتكرر أبدا” في الساحة الرئيسية للقرية شمال شرق العاصمة سان سلفادور.

وقال محامي دفاع الضحايا، ديفيد موراليس: “سنواصل الكفاح من اجل العدالة. إنها قضية محقة يجب أن نتحملها حتى العواقب الأخيرة يجب أن نواصل مطالبة الحكومة بالامتثال لمطالبنا. لن يتم تنفيذ العقوبة والتعويض عن طريق أعمال القوة ولا عن طريق إدخال الجيش أو هدم الأكشاك في القرية”.

جميع هؤلاء فقدوا أهلهم واخوتهم وأقارب وعائلات بأكملها..عندما قام جنود من كتيبة “أتلاكاتل” المدربة والمجهزة أميركيا في كانون الأول/ديسمبر من عام1981 وعلى مدى خمسة أيام بإحراق المنازل وإعدام السكان ذبحا وبقرا واغتصابا بتهمة تعاونهم مع من كانوا يسمون متمردين يساريين. وفي العام 1993 أكدت لجنة تابعة للأمم المتحدة مسؤولية مجموعة من العسكريين عن المجزرة لكن ذلك لم يتحقق إذ تمت حماية المسؤولين بقانون عفو صدر في العام نفسه.. واعتبر مخالفا للدستور في العام 2016.. لكن الإجراءات التي أطلقت بقيت بلا نتيجة حتى الآن.

من جهته قال دبلوماسي في السفارة الأميركية مكلف بالمفاوضات، بريندان أوبراين: “قدمنا وثائق حكومية أميركية رفعت عنها السرية طلبتها المحكمة المكلفة التحقيق، وسنقدم المزيد في المستقبل”.

ونفت وقوع هذه المجزرة الحكومة العسكرية المدنية حينذاك التي كان يرأسها الديمقراطي خوسيه نابليون دوارتي وإدارة الرئيس الأميركي رونالد ريغن التي كانت تقدم للسلطات مساعدات بقيمة مليون دولار يوميا خلال الحرب الأهلية. وأدت الحرب الأهلية في السلفادور بين عامي ثمانين واثنين وتسعين إلى سقوط نحو خمسة وسبعين ألف قتيل وفقدان سبعة آلاف آخرين وتشريد آلاف الأشخاص.

وأعلنت الولايات المتحدة التي ساهمت ماليا في الحرب الأهلية، السبت أنها سلمت وثائق رفعت عنها السرية بشأن هذه المجزرة إلى القضاء في السلفادور.