كل ما يجري من حولك

ما تقولُ في سيف بن ذي يزن؟!

ما تقول في سيف بن ذي يزن؟!

556

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

سألني: ما تقول في سيف بن ذي يزن؟

فقلت: عظيم من عظماء اليمن وواحدٌ من أشهر ملوكها وقائد حرب التحرير ضد الاحتلال الحبشي مثله مثل الإمام المطهر بن شرف الدين والإمام يحيى بن حميد الدين والشيخ راجح بن غالب لبوزة وغيرهم من الذين قادوا حروب التحرير ضد الاحتلال العثماني والبريطاني.

فاجأني وقال: نحن باستعانتنا بدول التحالف العربي لم نقم إلا بما قام به سيف بن ذي يزن الذي استعان بالفرس لطرد الأحباش، وبالتالي فنحن بالقياس عظماء مثله، أليس كذلك؟

قلت: نعم لستم كذلك، فكلا الحالتين تختلفان تماماً عن بعضهما البعض!

قال ساخراً: ولماذا؟ اشرح لي يا (فهيم)!

فقلت: سيف بن ذي يزن عندما استعان بالفرس استعان بهم وكان عددهم سبعمِئة مقاتلٍ فقط لا سبعة عشر دولة لطرد الغزاة الاحباش بعد أن ظل يقاومهم هو وأبوه وجده من قبل أكثر من سبعين سنة، فأي غازٍ أجنبيٍ محتلّ وجدتموه يعيث فساداً في اليمن ويستضعف أهلها حتى تأتوا وتستعينوا أنتم بتحالف أكثر من سبعة عشر دولةٍ لطرده يا محترمون؟

كما أن سيف بن ذي يزن عندما استعان بهم لم يرسلهم إلى اليمن لينجو بنفسه ويبقى وراهم هناك مسترزقاً في إحدى فنادق (المدائن) ولكنه هو من قاد بنفسه هذه القوة الرمزية التي لم يكن لها دورٌ يذكر سوى تحفيز القبائل اليمنية المتفككة يومها وجعلها تلتف حوله وتتوحد خلف قيادته، فهم في الحقيقة من أخرجوا الأحباش وهزموا وطردوا أكثر من مِئة ألف مقاتلٍ حبشي وليس السبعمِئة المقاتل الفارسي كما تظنون يا (باشا)، بينما أنتم ذهبتم وشرعنتم للأجنبي قصفه وتدميره واحتلاله لليمن والذي لم يأتِ نجدةً لكم أصلاً أَو بناءً على طلبكم ونزولاً عند رغبتكم ولكنه جاء لهثاً بعد مصالحه وتحقيقاً لأطماعه في اليمن وبقيتم وراءه هناك في فنادق الرياض تسترزقون فتات ما يتفضل به عليكم!

سيف بن ذي يزن يا (اكسلانس) بفعله ذلك وحَّد اليمن واليمنيين ضد الاحتلال وأعوانه بينما أنتم بعملكم هذا أحلتم اليمن إلى أشلاء ممزقة وأجزاء مقسمة كما ترون بأم أعينكم اليوم!

سيف بن ذي يزن يا (حلوين) قَدِم إليه سادات العرب مباركين ومهنئين ومعظمين وقائلين فيه أجمل القصائد والمدائح، فاخبرني كيف حالكم أنتم اليوم وقد استصغر قدركم الصغير واحتقر شأنكم الحقير من العرب والعجم فلم يعودوا يقيمون لكم وزنا ولا يعلون لكم شأنا حتى أن الواحد منكم اليوم لا يجرؤ أن يتفوه بكلمةٍ واحدةٍ إلا بإذن مسبقٍ من أصغر خادمٍ سعوديّ أَو إماراتي!

قاطعني وقال: لكنه سلمها بعد ذلك للفرس؟

فقلت: عجيبٌ أمرك يا أخي كيف انك اتفقت معي قبل قليل على أنه عظيمٌ من عظماء اليمن وقلت أنكم اليوم لا تشبهون أحداً كما تشبهونه نفسه وأنكم بالضرورة أَو بالقياس صرتم عظماء مثله والآن بكل بساطة تنسف كُـلّ ما سبق وتتهمه بالخيانة قائلاً أنه سلم اليمن للفرس!

يعني العملية مُجَـرّد استهلاك كلام ليس إلا بحسب حالة المزاج أَو المناخ المتقلب لديكم طبعاً!

يا حبيبي نحن لا نجهل التاريخ، نحن نعرفه أكثر منكم!

سيف بن ذي يزن لم يسلم السلطة للفرس كما تقول لكنه تعرض لمؤامرة خبيثةٍ أفضت إلى اغتياله واستيلاء الفرس على السلطة (وليس اليمن.. ركز..) والذين لم يستتب لهم الأمر كَثيراً بفعل رفض اليمنيين لهم حتى جاء الإسلام وعادت الأمور إلى نصابها، فلا داعي للإفتاء بما ليس لك به علم.

على أية حال، دعكم من محاولة التمثل بسيف بن ذي يزن، فلا مجال للشبه بينكم وبينه البته، ولكن ابحثوا في كتب التاريخ وستجدون حتماً أشباهاً مطابقةً لكم كثيرة، فهل أُعَدِّد لك بعضاً من الأسماء التي تحضرني الآن إن أردتَ طبعاً؟!

بصراحة انتظرت منه أن يقول: تفضل، لكنه فجأةً وفي لمح البصر بدى (غير متصل) ولايزال من يومها كذلك حتى هذه اللحظة!

فمن من الأسماء في تاريخنا العربي يا تُرى يمكن أن نُمثِّل بهم أصحابنا هؤلاء، ابن العلقمي مثلاً، بابك الخرمي، حيدر الأفشين، أم أبو رغال أم جميعهم؟!

الإجَابَة طبعاً متروكة لكم!

You might also like