كل ما يجري من حولك

أدركوا الشعب قبل أن ينفجر البركان

487

بقلم\د. سعيد سالم الحرباجي
كعادتي وقت القيلولة أخلد إلى الراحة وآخذ قسطاً من النوم.. فبينما أنا (مسرخ) على الفراش أخذت أقلب الجوال فاستوقفني مقطع صغير جداً جداً ربما لا يتجاوز ثلاثين ثانية، فإذا بصاحب المقطع يسرد واقعة حدثت له مع أحد المواطنين..
يقول: بينما كنت ماراً في أحد الطرقات استوقفني رجل متوسط العمر فإذا هو يبكي.. فتقدمت نحوه وقلت خيراً يا أخي أفقدت عزيزاً على قلبك؟
قال: لا.. ولكني منذ الصباح الباكر أحاول أن أجد ما يسد رمق جوع أولادي فعجزت عن ذلك, والآن غير قادر على العودة إلى المنزل.. ماذا أقول لأولادي الذين حتى اللحظة لم يذوقوا لقمة واحدة!!
وبينما كان صاحب المقطع يروي القصة.. حتى انهمرت عيناه بالدمع ولم يستطع إكمال المقطع.
فو الله الذي رفع السماء بلا عمد إنني صعقت وشعرت بنار تحرق أحشائي، وترقرقت عيناي دمعاً، واكتوى قلبي ألماً.. ونهضت عن فراشي كالمذعور!!
أكلُ هذا حاصل في بلدي؟!
أيعقل أن تموت الناس جوعاً وحكومتنا ترفل في النعيم إلى أذنيها؟!
وعصابات مافيا الفساد المالي كل يوم تزداد ثراءً إلى ثرائها؟!
وهوامير التجارة يُلْهِبُوْنِ ظهر المواطن بسوط الغلاء الفاحش دونما خوف من طائلة المساءلة القانونية ولا خوف من رب العالمين.
ماذا حل بنا أيها القوم؟!
ولماذا هذا الصمت المخزي والمخجل والمريب لحكومة أقسمت اليمين على أن تقوم بواجب المسؤولية تجاه المواطن؟! ورئيس ترك الحبل على الغارب لقيادات الدولة تسرح وتمرح دونما حسيب ولا رقيب؟! وتحالف يتعمد إذلال الشعب بحرب عبثية، ويصر على تعطيل مواردنا المالية لتزداد معاناة الناس؟!
أي بلاء نحن فيه، وأي كارثة حلت بنا، وأي مصيبة نزلت علينا؟!
والله وتالله إن الوضع فوق طاقة الشعب..! وهذه القصة التي أوردتها هي مؤشر لحال ملايين الأسر. اليوم كثير من الأسر لا تجد ما تقتات عليه ليوم واحد، والبعض بالكاد يجد وجبة واحدة والكثير من الناس يتسولون ويأكلون من براميل القمامة!!
ما هذا يا حكومة؟! لماذا هذا الإصرار على تجويع الشعب وتركيعه؟! أنتم تعيشون في رغد من العيش… والشعب يموت جوعاً!!
والله إن هناك بركاناً يغلي غلياناً إذا انفجر سيحرقكم حرقاً.. ليس لدى الناس ما يخسرونه، فأدركوا الشعب قبل فوات الأوان وقبل أن تحل عليكم لعنة المقهورين والمظلومين التي تصعد كل ثانية إلى رب السماء.
عار عليكم أيها السادة، أيها القادة ما يحصل للشعب، عار وأي عار!! أيعقل أنكم لا تدرون بما يعانيه الشعب اليوم؟! ولا تعلمون بالكارثة التي حلت به؟! أي ذل أنتم فيه؟! وأي إهانة ترضونها لأنفسكم؟!
انزعوا خمار الذل، وأزيحوا وشاح الخوف، وارموا عباءة الجبن..
وانحازوا إلى شعبكم.. صارحوا الناس، تفوهوا بأي كلمة تشجب هذا الوضع الكارثي. أعَلى مناصبكم تخافون؟! أم على ما جمعتم من متاع الدنيا تفزعون؟! تحسبون ألف حساب لأنفسكم.. وتخرجون المواطن من حسابكم الذي امتطيتم ظهره كي تصلون إلى الكراسي؟! تباً لمنصب يفقد صاحبه قيمته، وينزع منه حريته، ويورده دروب اللعن والشتم السباب!!
اتقوا الله في هذا الشعب المقهور..
اتقوا الله في دعوات المظلومين ..
اتقوا الله في يوم ترجعون فيه إلى الله ستسألون فيه عن حقوق المظلومين، ودموع المقهورين، وأنات الموجوعين..
أفيقوا قبل فوات الأوان، فالوضع لااااا يُحتمل.

You might also like