مخاوفُ صهيونية من تصعيدٍ شامل على إثر عمليات القدس المؤلمة للكيان
مخاوفُ صهيونية من تصعيدٍ شامل على إثر عمليات القدس المؤلمة للكيان
متابعات..|
العمليةُ النوعيةُ التي نفذها القيادي في حركة حماس، الشيخ فادي أبو شخيدم، في البلدة القديمة ليقتل جندياً إسرائيلياً ويصيب 3 آخرين أحدهم بحالة حرجة، لتليها بعد ساعات عملية طعن في يافا المحتلّة من فتى في الثامنة عشرة من عمره يصب إسرائيلياً، والعمليتان تأتيان بعد أَيَّـام قليلة من عملية طعن نفذّها الشهيد الفتى عمر أبو عصب في القدس أَيْـضاً، أصاب فيها جنديين، بما يترك جيش الاحتلال في حالة استنفار وارتباك لشرطته التي تشير إلى “مخاوف أمنية من موجة عمليات فردية، قادرة على إشعال الوضع في الخط الأخضر (مناطق 48) بحسب ما ينقله الإعلام العبري.
هذه العمليات إضافة إلى العملية التي نفذها الشهيد أبو شخيدم تحمل أوجهاً نوعية على مستويات متعدّدة، أهمها: من ناحية المكان الجغرافي، فقد اختار الشيخ الشهيد أن تكون في البلدة القديمة، وتحديداّ عند باب السلسلة، وهو أحد أبوب المسجد الأقصى، وكباقي أبواب السور الغربي للمسجد، يتأثر باب السلسلة بحفريات وأنفاق الاحتلال المقامة تحته، وأبرزها نفق “الحشمونائيم” الذي يمتد بطول السور.
كما أنه معرَّضٌ لخطر الإغلاق من قبل سلطات الاحتلال بعد إغلاقها باب المغاربة، لتكون الرسالة الواضحة في الرد على تهويد المسجد الأقصى، وكل أحياء القدس المحتلّة بما فيهم حي الشيخ جراّح وحي بطن الهوى في بلدة سلوان.
وقعت العملية في النقطة الأقرب لما يُعرف لدى الاحتلال بـ”حَائط البراق”، وبحسب الادِّعاءات الصهيونية يتمتع هذا المكان بالأهميّة الكبيرة بالنسبة الاحتلال، حَيثُ حائط الأثر الأخير المتبقي من “هيكل سليمان”، كما تتمتع تلك المنطقة تحديداً بتشديدات أمنية من شرطة الاحتلال.
وفي السياق، يؤكّـد القيادي في حركة حماس، إسماعيل رضوان، بالقول: “إن عملية الشهيد فادي، عملية ناجحة ونوعية تفاجأ بها الاحتلال ووجهت ضربة لمنظومته الأمنية والعسكرية، حَيثُ وقعت في المنطقة التي يدّعي الاحتلال أنها عصبه الأمني، وزعم الحفظ على هذا الأمن في القدس التي أراد أن يحولها عاصمة لكيانه المزعوم”، ويضيف رضوان “ان العملية تدلّ على تكيّف المقاومة مع كافة أشكال التشديدات الأمنية للاحتلال وتجاوزها، وقدرتها على الوصول إلى أهدافها”.
وأوضح أن الشهيد فادي أبو شخيدم استخدم في العملية سلاحًا فرديًّا بسيطًا يُعرف بالـ”كارلو” وهو بدائي يُصنَّعُ محلياً، ومداه قريبٌ مقارنةً بالأسلحة المتطورة التي كانت في حوزة جنود الاحتلال، ويلقب هذا السلاح “بسلاح الفقراء” في انتفاضة الأقصى الأولى عام 1987م، ويضيف رضوان: “إن هذه العمليات نمط مارسه الشعب الفلسطيني في سياق الرد الطبيعي على جرائم الاحتلال وفي تأكيد على مشروعية المقاومة.
بالإضافة إلى أن العملية تأتي في فترة حساسة تعيشها القدس المحتلّة وسط هجمات استيطانية واسعة لا خيار في التصدي لها سوى المواجهة والمقاومة، إذ أن أية ادِّعاءات بالتسويات السياسية لن يقدّم شيئاً للشعب الفلسطيني، وتؤكّـد أوساط حركة الجهاد الإسلامي “أن مشروع التسوية لا يمكن الرهان عليه… نحن في غزة لا نترك المقاومة ونحن سند لها أينما وجدت في فلسطين”، فيما أكّـدت حماس في بيان لها عقب العملية “على أن خيار المقاومة الشاملة بأشكالها كافة وعلى رأسها المقاومة المسلحة هو القادر على لجم العدوّ ووقف عدوانه”.
وفي النظر بالقراءة الصهيونية، تشير أوساط التحليل في الشؤون الإسرائيلية أن “المؤسّسة العسكرية” للاحتلال تعتبر العملية “تصعيدًا غير مسبوق” لا سِـيَّـما انها تمت بإطلاق نار من سلاح، وتدّعي تقديرات الاحتلال أن السلاح الذي استخدمه الشهيد أبو شخيدم في العملية هو” من طراز M112 برتا وليس سلاح “كارلو” محلي الصنع، معتبرة أن وصول أسلحة نظامية (غير مصنّعة بشكل يدوي)، هو نتيجة عملية معقدة للغاية”.
ويخشى الاحتلال أن تتعدى هذه العمليات الفردية دائرة القدس والضفة الغربية وأراضي الـ 48، وُصُـولاً إلى تصعيد مع فصائل المقاومة في غزّة، وتطرح هذه الأوساط سؤلاً جديًا حول “إذا ما كانت الأحداث الأخيرة في القدس ستؤثر أَيْـضاً على الوضع في قطاع غزة”.