الخوف من القادم
بقلم\ رندا عكبور
سأحكي لكم موقفاً مؤلماً جداً حصل معنا أنا وزوجي يوم الجمعة على ساحل كود النمر.
قررنا نأخذ الغذاء ونذهب للساحل نرتاح شوية في الإجازة لكن بصراحة لم نشعر بالراحة ولم ناكل غداءنا لأنه باختصار وجدنا الطائر والحيوان جياعا، لاحظنا ذلك عندما جلسنا وفرشنا الطعام على السفرة.. شافونا الغربان نزلوا باتجاهنا عددهم تقريباً عشرون وفجأة أتى الكلب الأول ثم الكلب الثاني وكانا جسدهما نحيفا أحدهما أشد نحفا من الآخر وعلامة الجوع والتعب ظاهرة عليهما.
بدأنا نأكل بدون أن نركز في الأمر لكن إلحاح الكلبين على القدوم والغربان على الهبوط باتجاهنا أشعرنا أن الوضع مش طبيعي، وأنه ليس كالمعتاد أن ترى طائرا يأتي تجاهك رغم أنك تعمل تصرف معين ليبعد عنك.
الإصرار أنهم يتجهون ناحية الأكل يشعرك بالرهبة الشديدة ليس على الأكل وليس على نفسك كخوف منهم، لا والله، الخوف وصولهم إلى هذا الحد من الجوع لأنهم لم يجدوا طعاماً في براميل القمامة أو في أي مكان.
فهذا يدل على أن الناس في البيوت وصلت إلى الحد الذي لا تجد ما تشبع جوعها فكيف ستعطي ما زاد للحيوان والطائر؟!!
لا أخفيكم، شعرت بخوف شديد جداً للوضع الذي ممكن أن تصل له الناس غداً في الحبيبة عدن.. ماذا ينتظرنا؟!! لم نستطع بعد هذا المشهد الحزين الذي أمامنا أن نكمل أكلنا فقررنا أن نتوقف ونعطي للكلاب الطعام، بقينا شوية في الساحل وغادرنا المكان ونحن في ذهول مما حصل، أنا عن نفسي لم أرَ هذا المشهد في عدن أبداً، ذهبنا كثيراً أنا وزوجي للساحل وأكلنا فيه لكن ما حدث لنا يوم الجمعة لم نشاهده أبداً.. لابد من حل لمشكلة ارتفاع سعر العملة وإلا ستموت الناس جوعاً في بيوتها وبالتالي أكيد ستموت الحيوانات التي تعتمد على الإنسان في تغذيتها. أهالي عدن أنفسهم عزيزة عليهم لم ولن يخرجوا للتسول، لهذا مصيرهم سيكون الموت في بيوتهم.