التطورات العسكرية والموقف القبلي في مأرب تسير لصالح قوات صنعاء
متابعات- مأرب
مع تحقيقها مكاسب ميدانية إضافية في معركة استعادة مدينة مأرب، تنشّط قوات صنعاء اتصالاتها مع القبائل، التي لا تفتأ تُظهر تحوّلاً مستمرّاً في مواقفها لغير صالح التحالف السعودي – الإماراتي.
والظاهر أن الجيش و«اللجان الشعبية» يريدان ضمان الموقف القبلي بالكامل لحسابهما، قبل اتّخاذ أيّ خطوة نوعية باتّجاه المدينة، وهو ما يبدو أنهما بدآ يُحقّقان تقدّماً سريعاً في اتّجاهه
يتوالى، بشكل متسارع، سقوط المواقع والحاميات التي تشكّل خطّ الدفاع الأخير لقوات الرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، عن مدينة مأرب، فيما يسلّم مئات المقاتلين أنفسهم إلى الجيش اليمني و«اللجان الشعبية»، وتتّسع دائرة القبائل الرافضة للانخراط في القتال إلى جانب قوات هادي.
في المقابل، تنشط جميع أجهزة الدولة التابعة لصنعاء، كلّ بحسب تخصّصه، في التواصل مع وجهاء المدينة لوضع اللمسات الأخيرة على خطّة دخولها.
وفي هذا الإطار، تؤكّد مصادر مطّلعة، لـ«الأخبار»، أن «الاتفاقات مع القبائل والقوى الوطنية الرافضة للانصياع للوصاية السعودية في مأرب، تمنح أنصار الله قوّة مضاعفة»، مُبيّنة أن «الفرق التفاوضية تنتشر قبل العمليات العسكرية، وتُقدّم الضمانات والتعهّدات اللازمة للقبائل»، التي ينتشر الإحباط في صفوف من تبقّى منها منحازاً إلى التحالف السعودي – الإماراتي، جرّاء الخسائر المتتالية لقوات هادي، والتي ولدّت قناعة لديها بأن مركز المحافظة لن يطول صموده.
وبدا هذا التحوّل في الموقف القبَلي واضحاً على جبهة الجوبة، حيث تصدّت قبائل آل مسلى، في اليومين الماضيين، لمحاولة تمرير تعزيزات عسكرية عبر أراضيها باتجاه منطقة النقعة في المديرية المذكورة، توازياً مع قيامها، إلى جانب آل بحيبح، بطرد مجنّدي «التحالف» وتنظيم «القاعدة» من مناطقهم. كذلك، أبلغت قبائل الجوبة، محافظ المحافطة المحسوب على حزب «الإصلاح» سلطان العرادة، بأن عليه مواجهة قوات صنعاء في منطقته في وادي عبيدة، بدلاً من جعل الجوبة وساكنيها ضحيّة للدفاع عن مصالحه ومصالح حزبه.
وكان مشائخ قبيلة مراد رفضوا التحشيد لصالح قوات هادي في معركة الجوبة، مبرّرين موقفهم بأن تلك القوات لم تقاتل معهم في جبهة رحبة.
تجلّي التطوّرات الأخيرة نجاعة النشاط الاستخباري لقوات صنعاء التي استطاعت كسب ودّ العديد من القبائل
وتجلّي هذه التطوّرات نجاعة النشاط الاستخباري لقوات صنعاء، التي استطاعت كسب ودّ العديد من زعماء القبائل وتحييد آخرين، في حين بات الكثير من المشائخ، الذين لا يزالون موالين لقوات هادي، يرفضون الحشد لحساب الأخيرة على رغم الإغراءات المالية التي تُقدَّم لهم.
كما تُظهر التطوّرات نفسها نجاح صنعاء في تعزيز أدائها لمواكبة متطلّبات المرحلة على المستويات كافة، بما فيها التواصل مع المنشقّين عن «التحالف» لتنسيق عودتهم الآمنة إلى مناطقهم، خصوصاً في ظلّ توقّع انضمام المزيد منهم إلى صفوفها مع تقدّمها المتواصل باتجاه المدينة، التي باتت على بُعد بضعة كيلومترات منها.
وكانت مصادر رفيعة في قوات هادي أقرّت، في الفترة الماضية، بعمق الخرق الأمني في صفوفها، وصولاً إلى التحكّم بالإحداثيات التي تُرسَل إلى غرفة عمليات «التحالف»، والتي يُغِير الطيران السعودي بموجبها على أهداف على الأرض، ليستهدف حلفاءه في كثير من الأحيان.
كما لعب الجهد الاستخباري دوراً كبيراً في عمليات الاستهداف المتكرّرة لاجتماعات القيادات العسكرية الموالية لهادي. وعلى رغم التحقيقات التي فُتحت في هذا المجال، وتعزيز الاحترازات الأمنية المحيطة بالقيادات العليا كوزير الدفاع ورئيس الأركان اللذين نجوا أكثر من مرّة من طائرات صنعاء المسيّرة وصواريخها الباليستية، إلّا أن عمليات الجيش و«اللجان» لا تزال مستمرّة في تحقيق جزء كبير من أهدافها.
في المقابل، يستمرّ تراشق الاتهامات داخل الجبهة الموالية لـ«التحالف»، الذي لا يفتأ يصدر بيانات إعلامية يذكّر فيها بالدور الذي تقوم به قوّاته، لا سيّما الغارات التي ينفَّذها الطيران السعودي، والتي تعيق، بحسب ما يقول، تقدّم الجيش و«اللجان» باتجاه مدينة مأرب.
وتستهدف تلك البيانات التذكيرية، على ما يبدو، من ضمن ما تستهدف، ردّ الاتهامات المُوجَّهة إلى «التحالف» من قِبَل قيادات سياسية وعسكرية تابعة لحكومة هادي بعقد صفقات على حسابهم.
وفي هذا الاتجاه، يعلّق عضو البرلمان الموالي للرئيس المنتهية ولايته، منصور الحنق، على الوضع الذي وصلت إليه القوات الموالية للسعودية في جوار مركز المحافظة، بالقول إنه «لم يَعُد لدينا ما نخسره، التحالف عقد صفقة مع الحوثي وسيسلّمه مأرب، وما علينا إلّا الاستعداد للعيش في دول المهجر أو الاتصال مع صنعاء، اليوم قبل غد.
وإذا تطلّب الأمر اعتذاراً فلنعتذر، ليس عيباً ولا حراماً ولا جبناً ولا خوفاً، فالتحالف خذلنا والحوثي أخ كريم وابن أخ كريم».