مصير النوبي محط تساؤلات المحللين في عدن
متابعات- عدن
برزت تساؤلات بشأن مصير قائد قوات الحزام الأمني في كريتر “إمام النوبي”، الذي قاد جانباً من معارك عنيفة اندلعت منذ يومين مع قوات أمنية أخرى في حي الطويلة وغيرها من أحياء كريتر، ونتج عنها ضحايا مدنيون وعسكريون وأضرار مادية ضخمة وآثار لحقت بالسكان ومنازلهم.
التساؤلات تضمنت مطالبات للمجلس الانتقالي بالكشف عن مكان وجود “إمام النوبي” خصوصاً بعد أن جرى تصنيفه من قِبل المجلس كإرهابي ومخرب، وتعاطت وسائل إعلام المجلس مع ذلك باعتبار القوات الأخرى دخلت لتطهير كريتر من قوات “النوبي”.
إعلاميون شددوا على ضرورة توضيح قضية “النوبي” وقالوا إن “حياة الناس وأمنهم وكرامتهم داخل عدن ليست أملاكاً خاصة، قتل الأبرياء ورعب النساء والأطفال لن يمر مرور الكرام”، في إشارة إلى ضرورة إحراز تقدم في شأن أحداث كريتر وعدم الاكتفاء بالنتائج التي لا توضح مصير الطرف المتهم بـ”الإرهاب”.
ناشطون غاضبون لفتوا إلى أن من المعيب أن يحرف الانتقالي الحقائق حول أحداث كريتر واعتبارها أعمالاً تخريبية وتصنيف نفسه كمحقق للأمن والاستقرار، رغم إدراك الشارع العام والمجتمع أن الفصائل المتقاتلة كلها تتبع المجلس، واعتبروا خروج “النوبي” دون حساب تأكيداً على حقيقة أن ما جرى لا يتعدى كونه حرب عصابات مناطقية في عدن.
جاء هذا وسط أنباء تفيد بأن إمام النوبي استطاع مغادرة كريتر، عبر قيادات أمنية وعسكرية تابعة للانتقالي.
وشهدت مدينة كريتر -خلال اليومين الماضيين- مواجهات عنيفة بين قوات العاصفة بقيادة “أوسان العنشلي”، ومسلحي قائد الحزام الأمني بكريتر، القائد السابق لمعسكر 20 (التابع للدعم والإسناد) “إمام النوبي”، الأمر الذي أدى إلى سقوط عدد من القتلى تأكد من بينهم “عثمان حنش” و”مالك حواء” والمصور الإعلامي “خالد بن عسكر اليزيدي اليافعي”، فيما تأكدت إصابة قائد وحدات الأمن الخاصة (كتيبة حزم 4) “إبراهيم الشاعري” وقائد الحزام بعدن العميد “جلال الربيعي”، وعدد من الإعلاميين الذين كانوا يغطون العملية في المنطقة عُرف منهم الصحفي “هويد الكلدي”.
وخيم الخوف والرعب في أوساط المواطنين الذين لزموا منازلهم في كريتر وأصبحت النيران تحاصرهم من جميع الاتجاهات جراء الاشتباكات التي استُخدمت فيها الأسلحة الثقيلة والمتوسطة شملت الرشاشات والمدرعات والدبابات، حيث تساقطت قذائف (آر بي جي) على عدد من تلك المنازل.
وأرجع مراقبون أن ما حدث من معارك بين فصائل الانتقالي في مدينة كريتر مسرحية هزلية هدفها إخماد الانتفاضة الشعبية التي بدأت شرارتها من أحياء المدينة، وقوبلت بالقمع من قِبل قوات الأمن، وسقط خلالها عدد من المتظاهرين ما بين قتيل وجريح.. متوقعين أن الانتقالي سيُخرج النوبي من اللعبة بأمان وسيتم التصالح بين القيادات الأمنية، بعد أن دمرت حياة ومنازل المواطنين ونفّذت مخططها السياسي على حساب المواطنين.