كريتر مسرحية هزلية ضحيتها المواطن الغلبان
بقلم\ رشاد خميس الحمد
مدينة كريتر الباسلة عاشت يوماً مأساوياً وليلة مرعبة بين طرفين من مكون واحد يسمى الانتقالي اختلفوا على مصالح واهية فثار بينهم صراع دموي ولم يكتفِ المسيطر على عدن
بحالة الفقر والجوع وارتفاع الصرف ونهب الأراضي التي أنتجوها حتى يضيفوا لها ترويع الآمنين وإقلاق سكينة الساكنين من المرضى والشيوخ والنساء والأطفال في صراع أقل ما يقال عنه أنه عبثي لمراهقين عسكريين استُخدمت فيه أسلحة شتى وسط الأحياء السكنية وبيوت المواطنين حتى توقفت الحياة وانتشر الرعب والخوف في أرجاء المدينة الجميلة، وكعادته الطرف المسيطر حينما يريد أن يستهدف شخصاً يختلف معه يحرك آلته الإعلامية ويوجه سلاح الكفيل نحوه ليثبت للعالم بأسره لا صوت يعلو فوق صوت البندقية لكل معارض، فالتخوين ضرورة وتبديل الجينات جاهز والإعلام يوصل الرسالة حسب تفصيل المخرج، فكل بطل بلحظة سيتحول لعميل ومرتزق، هذا المنتج النوعي من البشر تم صناعته بعناية فائقة جداً من أجل أن يهدم ولا يبني ويدمر كل شيء ليحصل على مصالحه، فحتى الرجل الذي ظل لسنتين يقود كريتر بلحظة تحول لإرهابي صلوي من تعز وهو قيادي عسكري معروف للجميع.
الأسف الشديد، صرخ المرضى وتألم الشيوخ وبكى الأطفال والقوم يزدادون ضراوة وقلوبهم تشتد قسوة فلا يعنيهم من يتضرر من المواطنين، فالأمر سيان بالنسبة لهم يبكي الضعفاء أم يجوعون فغاية ما يتمنون هو شعاراتهم الجوفاء وخطابهم الذي يصدقه ثلة من مدفوعي الأجر والمغرر بهم.
لقد ابتُليت عدن الجميلة بقيادات عسكرية لا تفهم من الحياة العسكرية إلا الضغط على الزناد وقتل وتدمير من يظن القائد أنهم إرهابيون وخارجون عن القانون ولو كانوا بالاسم قيادات ورموزاً عسكرية، لقد ضربوا مثلاً للعالم أجمع أنهم ليسوا أهلاً لإقامة أمن ولا نظام، حصيلة المواجهة الدامية ستة قتلى وعشرات الجرحى قدروا ٥٦ مصاباً وصلوا لمستشفى الجمهورية بحُجة مطاردة الإرهابيين الخارجين عن القانون، مفارقات عجيبة ووضع مأساوي تعاني منه عدن المكتظة بالسلاح والتشكيلات المتنوعة التي حتماً ستكرر نفس المشهد كلما توافرت ظروف الزمان والمكان ويبقى التساؤل للطرف الكفيل: من سوف يحاسب هؤلاء وبأي نظام وقانون سيتم توقيفهم؟!
كل هذا نتيجة التعيين المناطقي في المناصب الأمنية وتعدد التشكيلات العسكرية، ولازالت المعركة مستمرة وإرث الرفاق سيكررونه مادام توفر الرجال والسلاح وتم تغذية المناطقية بشكل كافٍ وتم تأسيس معسكرات ولاؤها لأشخاص تغضب لغضبهم وتحزن لحزنهم وليس من أجل الوطن.
لك الله يا عدن.