مسؤول سعودي رفيع يهين حكومة هادي ويتوعد بالمزيد من الحرب
متابعات- عدن
جدَّد السفير السعودي لدى اليمن “محمد آل جابر” ضغوطاته على السلطات المحلية في المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف بطريقة وصفها محللون بـ”المتعجرفة”، وأكد “آل جابر” أن استمرار شحنات المشتقات النفطية الخاصة بالكهرباء مرهونة باشتراطات السداد الواردة في اتفاقية ما تسمى بـ”المنحة النفطية السعودية.
وعبر تقنية الاتصال المرئي، ضم اجتماعٌ كلاً من رئيس حكومة هادي “معين عبدالملك”، والسفير السعودي “محمد آل جابر” ومحافظي “عدن، وحضرموت، والمهرة، ولحج” ولجنة تسيير الوقود الخاص بالكهرباء، وفقاً لما أوردته وكالة سبأ (نسخة الرياض).
وحمَّل الاجتماع السلطات المحلية في المحافظات الأربع مسؤولية القصور القائم في مسارات المنحة النفطية السعودية، ودعاها إلى إعادة النظر في النموذج الإداري الحالي باعتباره المتسبب في انقطاع الكهرباء، معتبراً ذلك ضمن شروط استمرار المنحة السعودية، وقد حمل ذلك إشارة إلى ضرورة إعادة تعيين مسؤولي الكهرباء.
ويأتي هذا بعد أن وجهت إدارة مؤسسة كهرباء عدن انتقادات واسعة للجانب السعودي وحكومة “هادي” على خلفية إيقاف إمدادات الوقود لمحطات التشغيل، وسربت خبر التوجيهات الصادرة عن السفير السعودي بمنع الإمدادات.
وحول تلك المسارات أيضاً، أكد السعودي “آل جابر” على ضرورة الإيفاء بما أسماها “الالتزامات الواردة في بنود اتفاقية المنحة”، متوعداً بقطع إمدادات الوقود الواردة في اتفاقية المنحة تحت مبرر وجود ممارسات وأخطاء سادت الدفع الثلاث السابقة، كما أكد على ضرورة أن تقوم السلطات المحلية بتعزيز الإيرادات وتحصيلها إلى الحساب الذي يديره الجانب السعودي (الحساب العام المشترك)، باعتبار ذلك أهم مسار في اتفاقية المنحة.
وفيما قدَّم “معين عبدالملك” شكره للجانب السعودي على ما أسماه “الدعم الصادق”، كثف سياسيون وإعلاميون من هجومهم على مظاهر الدعم الذي تقدمه السعودية، مؤكدين أن الكهرباء في عدن تشهد انقطاعاً متواصلاً منذ نحو شهر وسط موجة حر شديدة فرضت على مكاتب التربية تقليص ساعات الدراسة بعد ظهور حالات إغماء في أوساط الطلاب، فضلاً عن انهيار الوضع المعيشي الصعب واقتراب الريال السعودي من حاجز الـ300 ريال وسط صمت مطبق من قِبل السعودية وحكومة الشرعية بشقيها.
ويصف محللون طريقة تعاطي السفير السعودي مع احتياجات المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف بـ”المتعجرفة”، مشيرين إلى أن حكومة “هادي” تبدي رضوخاً انعكس في تكرار شكرها للرياض رغم انهيار الأوضاع في نطاق سيطرتها.
وفيما يرى الجانب السعودي أن إمدادات وقود الكهرباء تمثل “منحة من السعودية”؛ يبدي إعلاميون استغرابهم من ذلك الأمر، ويؤكدون أن المنحة مدفوعة الثمن لا تتعدى كونها صفقة، كما يشنون انتقادات لاذعة على السفير “آل جابر” ويصفونه بالحاكم الفعلي للشرعية، مطالبين بتجاوز الاجتماعات التبريرية لانقطاعات الكهرباء واتخاذ إجراءات من شأنها إخراج المحافظات الواقعة تحت سيطرة التحالف من الأزمات المعيشية والاقتصادية الخانقة، ووقف التعامل معها باعتبارها أوراقاً لتحقيق مكاسب سياسية واستهلاكها إعلامياً.
وكان مهندسون في كهرباء عدن حذَّروا عند توقيع الاتفاقية من تبعات انتهاكها للسيادة وفرض تحكم الجانب السعودي بشؤون السلطات المحلية وصلاحيات المسؤولين، كما علق المسؤولون على الاشتراطات الواردة في الاتفاقية وما تبعها من اشتراطات خلال الأشهر الماضية باعتبارها تأكيداً على تفوق سلطات البرنامج السعودي لتنمية وإعمار اليمن على سلطات حكومة “هادي” والمجلس الانتقالي.
وتجدر الإشارة إلى أن السفير السعودي كان قد أصدر توجيهاً بوقف إمدادات الوقود لكهرباء عدن دون توضيح أسباب ذلك، ما تسبب في إغراق المدينة في موجة ظلام وحر فاقمت أزمة المعيشة لدى المواطنين.