كل ما يجري من حولك

هجمات جديدة على “أرامكو”..هل يتعض التحالف؟

680

متابعات- وكالات
أدت ست سنوات ونصف من القتال العنيف والهجمات الوحشية التي شنها التحالف بقيادة السعودية والتي أسفرت عن استشهاد وجرح عشرات الآلاف من الأبرياء في اليمن، الأمر الذي دفع بقوات صنعاء استهداف بشكل متكرر لمناطق حساسة داخل العمق السعودي باستخدام مجموعة واسعة من الصواريخ والطائرات الانتحارية المسيرة.

وشملت هذه الأهداف قواعد عسكرية رئيسة في الرياض ومطارات في جنوب السعودية، ومنشآت نفطية في أجزاء مختلفة من البلاد، ولقد تم استهدافها بصواريخ باليستية وصواريخ كروز وطائرات مسيرة انتحارية من طرازات مختلفة.

كما تمّكن المقاتلين الحوثيين من تحقيق الكثير من الانتصارات خلال الايام الماضية واستطاعوا التقدم باتجاه مدينة مأرب آخر معقل لحكومة “عبد ربه منصور هادي” المستقيلة في شمال اليمن بعد سيطرتهم على مديرية “رحبة” الاستراتيجية.

وأشار مصدر عسكري، إن قوات صنعاء سيطرت على جبل هيلان المطل على مأرب بعد معارك خلفت عشرات القتلى والجرحى من الطرفين.
ولفت ذلك المصدر العسكري اليمني إلى أن سقوط جبل “هيلان” يشكل تهديدا لجبهات الدفاع الاولى لقوات تحالف العدوان السعودي ومرتزقته عن مدينة مأرب، موضحا أن الحوثيين ، تمكنوا من قطع خطوط امداد بعض الجبهات وباتوا يسيطرون ناريا على جبهة “جبل مراد” جنوب غربي مأرب.

واستمراراً لكل هذه الانتصارات الميدانية، أعلنت القوة الصاروخية اليمنية يوم السبت الماضي استهداف شركة ارامكو النفطية وقواعد عسكرية في المناطق الشرقية والغربية والجنوبية للسعودية بغارات جوية نفذتها ثمان طائرات مسيرة من نوع “صماد 3” وصاروخ باليستي من نوع “ذو الفقار”، ضمن عملية نوعية استهدفت العمق السعودي.

وذكر المتحدث العسكري باسم القوات المسلحة اليمنية العميد “يحيي سريع” في سلسلة تغريدات على صفحته في موقع التواصل الاجتماعي “تويتر” بأن الطائرات المسيرة أصابت أهدافها بدقة. وقال “سريع” بأن هذه الهجمات تأتي كرد على ما وصفه بـ “تصعيد العدوان الغاشم وحصاره الظالم” مؤكدا على استمرار العمليات وتصاعدها خلال الأيام القادمة. ودعا “سريع” الشركات الأجنبية والمواطنين السعوديين الى الابتعاد الكامل عن الأهداف العسكرية والحيوية لكونها اصبحت هدفا مشروعا “، لافتا الى أن الاستهداف قد يطالها في اي لحظة.

وأضاف المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية في بيانه قائلاً: “إن القوات الجوية اليمنية قصفت منشآت أرامكو أيضا في جدة وجازان ونجران بـ5 صواريخ باليستية من نوع بدر وطائرتين مسيرتين من نوع صماد 3″. وهدد المتحدث باسم القوات المسلحة اليمنية السعودية بتنفيذ المزيد من العمليات العسكرية إن لم توقف ما وصفه بـ”العدوان” على اليمن مؤكداً حقهم في الدفاع عن وطنهم”. وكان قد أعلن تحالف العدوان السعودي في اليمن عن التصدي لهجوم بصواريخ باليستية وطائرات مسيرة استهدف مناطق متفرقة من المملكة السبت. وزعمت وزارة الدفاع السعودية فجر يوم أمس الأحد أن عملية التصدي لهجوم استهدف منطقة الدمام، شرقي البلاد، أسفرت عن سقوط شظايا على حي سكني ما أدى إلى إصابة طفل وطفلة سعوديين.

وليست هذه المرة الأولى، التي تستهدف فيها منشآت عملاق النفط السعودي (أرامكو)؛ وفي 14 أيلول/سبتمبر 2019، كشفت وزارة الداخلية السعودية عن عدة هجمات على منشأتين تابعتين للشركة في منطقتي بقيق وخريص بالمنطقة الشرقية. ونفذت الهجمات باستخدام نحو 10 طائرات مسيرة، ما أدى إلى اشتعال عدة حرائق، تمت السيطرة عليها وإخمادها لاحقا. وتداولت وسائل إعلام غربية أنباء عن توقف إنتاج وتصدير النفط، بسبب الهجمات؛ الأمر الذي نفته السعودية. وتقود السعودية، منذ مارس/ آذار 2015، تحالفا عسكريا غاشما، دعما للحكومة اليمنية المستقيلة القابعة في فنادق الرياض، في سعيها لاحتلال العاصمة صنعاء ومناطق واسعة في اليمن، سيطرت عليها جماعة “أنصار الله” اليمنية أواخر 2014. ولقد أودى الصراع المستمر في اليمن وأسباب أخرى ذات صلة، بحياة 233 ألف شخص، في حين بات 80 بالمئة من السكان البالغ عددهم 30 مليون نسمة يعتمدون على المساعدات، في أسوأ أزمة إنسانية بالعالم، وفق ما أعلنته الأمم المتحدة في كانون الأول/ ديسمبر الماضي؛ فضلاً عن نزوح كبير للسكان، وتدمير البنية التحتية الأساسية للبلاد، وانتشار الأوبئة والأمراض.

وعلى هذا المنوال نفسه، سارعت العديد من الدول والمنظمات العالمية بإدانة هذه الهجمات التي نفذتها القوات الجوية والصاروخية اليمنية داخل العمق السعودي متناسية كافة الجرائم غير الانسانية التي ارتكبها ولا يزال يرتكبها تحالف العدوان السعودي في حق أبناء الشعب اليمني المظلوم، حيث أدانت الأمم المتحدة والولايات المتحدة الأمريكية، هجوم أبطال الجيش واللجان الشعبية اليمنية “أنصار الله” الذين استهدفوا، مصفاة لتكرير النفط تابعة لشركة أرامكو في السعودية، بطائرات مسيرة دون طيار يوم السبت الماضي. وقد أكدت الأمم المتحدة رفضها للهجمات المتكررة على البنية التحتية المدنية والمدنيين في السعودية. ومن جانبها، أدانت الإدارة الأمريكية، هذا الهجوم على منشآت لشركة “أرامكو” في الرياض. وقالت المتحدثة باسم الخارجية الأمريكية، “جالينا بورتر”، بأن الهجوم عبارة عن محاولة “لإعاقة إمدادات الطاقة العالمية”. وأضافت المتحدثة الأمريكية في إفادة للصحافيين، “ندين محاولات الجيش واللجان الشعبية اليمنية لإعاقة إمدادات الطاقة العالمية عبر استهداف البنى التحتية السعودية. يكشف هذا السلوك عن عدم الاكتراث المطلق بسلامة المدنيين سواء أكانوا من السكان أو العاملين قرب المواقع”.

وعلى هذا الصعيد، جاء الرد من قبل حكومة صنعاء وقادة الحوثيين كالصاعقة على رؤوس تلك الدول والمنظمات المتباكية على السعودية والمتناسية كل الجرائم التي ارتكبتها السعودية في اليمن، حيث علقت جماعة الحوثي على بيان الخارجية الامريكية الذي دعت فيه قيادات الجماعة إلى إظهار النية والالتزام بوقف شامل لإطلاق النار والدخول في مفاوضات تضم كافة الأطراف اليمنية لإنهاء الصراع في اليمن.

وقال رئيس الوفد اليمني المفاوض التابع لحكومة صنعاء “محمد عبد السلام”، أن 14 سفينة نفطية محتجزة في البحر الأحمر لأكثر من عام رغم أنها أخذت جميع الإجراءات المفروضة تعسفا من قبل تحالف العدوان ومع ذلك ممنوعة من الدخول ردا على بيان الخارجية الامريكية الذي أعقب الهجوم الذي استهدف مصافي النفط في شركة أرامكو بالعاصمة السعودية الرياض .

ومن جهته، قال ما يسمى بعضو المجلس السياسي الأعلى في اليمن، “محمد البخيتي” أن استهداف منشأة أرامكو النفطية في العاصمة السعودية فجر يوم السبت الماضي بثمان طائرات مسيرة، جاء كرد مشروع على كل الجرائم غير الانسانية التي ارتكبتها مقاتلات الجو التابعة لتحالف العدوان السعودي في اليمن. ولفت إلى أن شركة أرامكو هي التي كانت تمّول وتقدم الكثير من الدعم المالي لتلك القوات الغازية وأنها لها دوراً في كل الجرائم التي ارتكبها تحالف العدوان في اليمن، وخاصة أن العديد من التقارير كشفت أن شركة أرامكو قدمت الكثير من الاموال لشراء الكثير من الاسلحة من الولايات المتحدة وكان لها دورا في تقديم الدعم المالي واللوجستي للمطارات السعودية التي تنطلق منها الطائرات الحربية السعودية التي تهاجم أبناء الشعب اليمني الاعزل.

المصدر الوقت التحليلي

You might also like