قلقٌ إسرائيليّ عارم من سيطرة طالبان على أفغانستان.. هل خذلت واشنطن طفلها المدلل؟
متابعات- الوقت
بشكل مكثف، يسلط الإعلام التابع للعدو الصهيونيّ الضوء على الأحداث في أفغانستان، ويظهر من تصريحات المحللين والخبراء الصهاينة الخيبة والقلق الشديدين من سيطرة حركة “طالبان” المتشددة التي سيطرت على مساحات واسعة من البلاد، عقب 20 عاماً من احتلال القوات الأميركية وانسحابها، والدليل ما ذكره المُستشرق الصهيونيّ، تسفي بارئيل، الذي يعمل محللاً للشؤون العربيّة والإسلاميّة في صحيفة “هآرتس” العبريّة، حيث تحدث في أنّ العالم اليوم يُعبِّر عن مُعارضته لطالبان، مضيفاً: “لا يجب أن يستغرب أحد إذا تحولّت طالبان إلى حركةٍ شرعيّةٍ في نظر العالم في الأيام القادمة”، كما أنّ وزير الحرب الصهيونيّ السابق، موشيه يعالون، قبل أيام تحدثت بشكل واضح وصريح أنّ “سيطرة حركة طالبان على أفغانستان ستؤثر على أمن إسرائيل”، ما يؤكّد حجم القلق الصهيونيّ من تلك القضيّة.
أشار المتحدث باسم طالبان، ذبيح الله مجاهد، الثلاثاء المنصرم، في أول مؤتمر صحفي تعقده الحركة في العاصمة الأفغانية كابول، عقب سقوط البلاد في أيدي مقاتليها، إلى تطمينات وتعهدات باحترام حرية الصحافة وبعدم اضطهاد الإعلاميين، كما زعم أنّ النساء سيسمح لهن بمواصلة عملهن بشرط وضعهن الحجاب، وإعلانه “نهاية الحرب” والعفو عما أسماهم “جميع الخصوم” في إطار محاولات من طالبان للتقرب من المجتمع الدوليّ والحصول على اعتراف بشرعيتها في الحكم، فيما ذكر بارئيل أنّ الحركة صارت شرعيّةً منذ أنْ أعلن الرئيس الأمريكيّ السابِق، دونالد ترامب، أنّها أصبحت شريكةً في المفاوضات، إضافة إلى أنّ روسيا والصين أيضاً أجريتا مفاوضات مع ممثليها بهدف توطيد العلاقات التجاريّة مع الجمهوريّة الأفغانيّة، ومع وجود مصالح اقتصاديّةٍ فمن غير المُستبعد أبداً أن يلجأ الرئيس الأمريكيّ الحاليّ، جو بايدن، هو الآخر إلى المفاوضات مع طالبان من أجل تأمين مصالح واشنطن.
وفي الوقت الذي تتحدث فيه طالبان أنّها ستشكل حكومة بشكل قريب، وستقيم علاقات مع جميع الأطراف، وتدعي أنّ كل الذين كانوا في المعسكر المعارض تم العفو عنهم من بشكل كامل ولا تريد الثأر، كشفت صحيفة “إسرائيل اليوم” العبريّة، عن حالة القلق الكبير لدى الأوساط الصهيونيّة المختلفة بسبب سيطرة حركة طالبان على أفغانستان وانسحاب القوات الأمريكية، مؤكّدة أنّه بسبب الرغبة في عدم إحراج الإدارة الأمريكيّة، امتنعت قيادة رسمية سياسيّة في الكيان الصهيونيّ الغاصب، عن التطرق إلى انهيار الجيش الأفغانيّ وفرار الممثلين الأمريكيين من العاصمة كابول.
وفي ظل مساعي حركة طالبان لأن تظهر صورة أكثر اعتدالاً من أجل كسب الاعتراف الدولي بها بعد السيطرة على عدد كبير من الولايات الأفغانيّة، تُشدّد قيادات إسرائيليّة عديدة، أنّ للأحداث في أفغانستان والساحة السياسيّة، تداعيات واضحة ومباشرة على الكيان الصهيونيّ وعلى الشرق الأوسط بشكل عام، كما أنّ القناة الـ12 العبريّة، علقت على التطورات الحاصلة في أفغانستان بعد الانسحاب الأمريكيّ، متحدثة أنّ الكثير من حلفاء البيت الأبيض ينظرون بخشية وقلق إلى هذا الحدث، وبالتأكيد من بينهم الكيان الصهيونيّ، لأنّهم وضعوا مصيرهم لدى الولايات المتحدة، وهم بالتالي ينسحبون من منطقة الشرق الأوسط، وهذا أمر مخيف بالنسبة لتل أبيب التي استشعرت “نهاية وشيكة” ربما.
أيضاً، لا تخشى تل أبيب على الدول التي احتلها الجيش الأمريكيّ لسنوات وسرق آثارها ونفطها ومقدراتها، ودمر حضارتها ووحدتها وأمنها، لكنها تخشى على “أمن الكيان” في حال انسحب الاحتلال الأمريكيّ من العراق وسوريّة، حيث اعتبر الإعلام العبريّ، أنّ ذلك يزعزع المحيط القريب جداً من الأراضي الفلسطينيّة التي يحتلها، وهذا سيء للغاية بالنسبة لعدو يفكر في نهايته أكثر من حياته نتيجة لعدم شرعيّته وإدراكه أنّه قائم على زور وظلم ونار.
يُشار إلى أنّ وزير الحرب الصهيونيّ، بيني غانتس، تحدّث هاتفيّاً مع نظيره الأمريكيّ، لويد أوستن، بشأن التطورات في أفغانستان، وجرى طرح المخاوف والخطوات المتوقعة لاحقاً من قبل العدو، فيما تؤكّد القناة الـ13 العبريّة على وجوب النظر مليّاً إلى ما حصل في أفغانستان لأنّه قد يتكرر في العراق، واصفة الأمر بأنّه “خيانة أمريكيّة” لسلطة بنتها واشنطن بنفسها، ومؤكّدة عبارة “إنّ كلّ حكم تلقّى دعماً من قبل الأمريكيين انهار بشكل كامل في نهاية الأمر بالمنطقة”.
في النتيجة، امتنع الكيان الصهيونيّ الغاشم عن التصريح بشكل رسميّ حول آخر التطورات على الساحة الأفغانيّة، وذلك عن سبق إصرار وترصّد من التعقيب على الأحداث الجارية هناك، ورغم أنّ حكومة العدو لم تصدر أيّ تصريح في هذا الجانب، لكنها أوعزت للإعلام العبريّ بشدّة، لنشر الأخبار والتحليلات والتقارير التي تعكِس رأي صُنّاع القرار في كيان الاحتلال.