الأفغان في مواجهة العنصرية:جاؤوا لغزونا. وكان يجب إجلاء الأميركيين أولاً!
متابعات- الاخبار اللبنانية
خلف غالبية التصريحات المفعمة بالتعاطف تجاه حلفائهم الأفغان الذين حاولوا الفرار، بدأت، حالياً، ترتفع أصوات من اليمين المتشدد الأميركي، محذرةً من تدفّق اللاجئين إلى الولايات المتحدة، وفي مقدمتهم الرئيس السابق دونالد ترامب.
ممّا لا شك فيه، أن صورة أكثر من 800 أفغاني، الذين تم إجلاؤهم بشكل طارىء الأحد في طائرة عسكرية أميركية، لاقت رسائل تعاطف واسعة النطاق من الأميركيين، الذين رؤوا في قصّة الطاقم الذي قرر الإقلاع، بدلاً من طرد هؤلاء المدنيين بالقوة من الطائرة المحمّلة فوق طاقتها، رمزاً لعادات «الاستقبال في الولايات المتحدة» الذي يفتخر فيه كثيرون، على حدّ تعبيرهم.
بيد أن الرئيس الأميركي السابق أصدر بياناً لاذعاً الأربعاء، جاء فيه أن «هذه الطائرة كان يجب أن تكون مليئة بالأميركيين. أميركا أولاً!».
موقف ترامب هذا تعارض مع خطابه قبل يومين فقط من إصدار البيان. فقد كتب آنذاك: «هل يمكن أن يتصور أحد أن جيشنا خرج قبل إجلاء المدنيين، وغيرهم ممن كانوا صالحين مع بلدنا، ويجب السماح لهم بالسعي إلى اللجوء؟»، موجّهاً انتقادات لاذعة إلى الرئيس جو بايدن، بسبب سرعة الانسحاب الأميركي والفوضى التي سادت عمليات الإجلاء.
وما بين البيانين، صدرت أصوات معلّقين نافذين من اليمين المتشدد، ومن مستشار سابق مقرّب من الملياردير الجمهوري، للتحذير من وصول آلاف اللاجئين، تنطوي على لهجة معادية للأجانب.
«إنهم يغزوننا»
«إرفع يدك إذا كنت تريد أن تهبط هذه الطائرة في بلادك». هذا ما كتبه مقدّم البرامج ستيف كورتيس، في قناة «نيوزماكس» ساخراً على «تويتر»، في تعليق على الصورة الشهيرة للأفغان على متن الطائرة الأميركية.
من جهته، اعتبر المقدم الشهير على شبكة «فوكس نيوز»، تاكر كارلسون: «أولاً نحن نغزو، ثم يتم غزونا».
أما بالنسبة للمستشار المقرّب لدونالد ترامب في البيت الأبيض، ستيفن ميلر، فاعتبر أن لإدارة بايدن، «هدف سياسيّ أكثر ممّا هو إنساني»، في ما يخصّ إجلاء الحلفاء الأفغان.
وأضاف الأحد على «تويتر» وعلى التلفزيون، أنه قد يكون «أكثر إنسانية وأقل كلفة بالنسبة للولايات المتحدة أن تتركهم في منطقتهم الأصلية، في جنوب آسيا». لافتاً إلى أن «اللاجئين لديهم وصول سريع إلى المواطنة، وبالتالي فإن إعادة التوطين الأولية ستؤدّي إلى موجة هجرة ضخمة ومتواصلة».
أيّ بمعنى آخر، هو يتهم الديموقراطيين بأنهم يريدون مجتمعاً يكون عدد البيض فيه أقلّ، ويكون أكثر تنوعاً، ليحصدوا مزيداً من الأصوات في المستقبل.
من جهته، لخّص المقدّم الإذاعي الشاب ذو المواقف الراديكالية الداعمة لترامب، تشارلي كيرك، القضية بشكل أكثر وضوحاً، إذ قال: «ألا يمكن رؤية ما يجري هنا؟ جو بايدن يريد حوالى مئتي ألف إلهان عمر أخرى»، في إشارة إلى النائبة الديموقراطية في الكونغرس، اللاجئة السابقة من الصومال. ويتابع: «الهدف هو أن يأتوا إلى الولايات المتحدة، لتغيير سياستها بشكل دائم».