ما لها إلا أبو أحمد
ما لها.. إلا أبو أحمد.
بقلم الشيخ عبدالمنان السنبلي.
رسالة هامة وعاجلة إلى السيد محمد علي الحوثي عضو المجلس السياسي الأعلى.
بعد التحية..
السيد أبو أحمد:
هل أدلك على شيءٍ إن فعلته تجاوزت صدقاً وإخلاصاً كُـلّ من سبقك من قيادات الصف الأول للدولة؟
– ابن من شاب قرناها..
– العشق في مرافئ القمر..
ديوانان للبردُّوني لم يبصرا النور بعد.. رغم مرور أكثر من عشرين عاماً على وفاته، ولا ندري صراحةً من المسئول عن تغيبهما؟!
فقط ما عليك إلا أن تتبنى مبادرةً وترعى وساطةً لإطلاق سراحهما وإخراجهما إلى النور!
عندها فقط تكون قد فعلت وتجاوزت غيرك من الذين سبقوك وتقاعسوا عن هذا الأمر!
فهل يعجزك ذلك يا أبا أحمد؟!
لا أعتقد أن هذا الأمر يعجز معاليكم أَو يصعب عليكم وأنتم من عرفناكم دائماً سباقين ومبادرين إلى تبني وإنجاز مثل هكذا مواقف.
كما أنني لا أعتقد أَيْـضاً أن مثلكم من يتقاعس أَو يتلكأ عن القيام بهكذا أمر خَاصَّة وأنتم تعلمون أن تراث فيلسوف اليمن وشاعرها الأكبر هو ملكٌ للأُمَّـة وليس (للورثة) كما ظل يتحجج ويتعذر بهم وبخلافاتهم الأولون!
وكما تكرمتم بإطلاق سراح (المومري) بمكالمة تلفونية ذات يوم انتصاراً لحرية التعبير، هلا تفضلتم بإطلاق سراح هذين الديوانين المغيبين قسراً انتصاراً للبردوني واعتباراً للتاريخ والتراث وكل قيم الحرية، فالبردُّوني وكما تعلمون لم يكن مُجَـرّد شاعرٍ أَو ناقدٍ عابرٍ على الطريق حتى يُغَيَّب عليه ديوانان أَو حتى قصيدة أَو بيت من قصيدة واحدة!
البردُّوني ببساطة شديدة هو اليمن!
على أية حال،
أنا على يقين أن دعوتي هذه (إن وصلت إليكم) ستلقى لدى معاليكم استجابة سريعة وعاجلة لما عرفنا عنكم من التفاني والإخلاص والشعور بالمسئولية الوطنية والأخلاقية في مختلف القضايا والمناسبات الهامة.
وعليه، أتمنى – ومثلي الكثيرون – أن لا تمر الذكرى الثانية والعشرون على وفاة رائي اليمن وشاعرها الأكبر إلا وقد عاد يطل علينا وعلى اليمن هذه المرة من نافذتي: ابن من شاب قرناها والعاشق في مرافئ القمر.
فالهمة الهمة يا أبا أحمد..، فهنالك من الناس – للأسف الشديد – من يريد لهذين الديوانين البردُّونييَن أن يلحقا بركب المفقودات من أجزاء (الإكليل) لأبي الحسن الهمداني!
أو هكذا أعتقد!