كل ما يجري من حولك

سعوديّ.. وافتخر!

سعوديّ.. وافتخر!

497

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

في السعوديّة وحدها إذَا أراد مواطنٌ سعوديٌّ أن يؤمِّنَ معاشَه ومعاشَ أسرته فما عليه فقط إلا أن يستقدمَ عاملاً أجنبياً ليكفله ويقاسمَه رزقَه وما اكتسبه بعرق جبينه!

أما إذَا أراد تأمينَ مستقبله ومستقبل أهله وأسرته، فما عليه فقط إلا أن يستقدمَ من العاملين والوافدين الأجانب ثلاثة وما فوق بحسب تصوره الشخصي لمستقبله طبعاً وما يخطط له!

لا تستغربوا!

احسبوها وسترون ذلك..

ألا يعمل هنالك في السعوديّة أكثرُ من خمسة ملايين عاملٍ مغتربٍ أجنبي، أليس كذلك؟

فإذا كان عدد سكان السعوديّة قد بلغ 25 مليون نسمة بحسب أحدث الإحصائيات، فَـإنَّ هذا يعني أن هنالك ما يقارب خمسة ملايين أسرة بمعدل خمسة أفراد لكل أسرة تقريبًا.

وبالتالي لو أن كُـلَّ رب أسرة سعوديّة مثلاً يقوم باستقدام عاملٍ واحدٍ فقط لضمن لنفسه بأن يتحصل من وراء هذا العامل شهرياً على أقل تقدير ما يكفل بأن يعيل به نفسه وأسرته طوال الشهر!

هكذا يقول نظام (الكفالة) المعمول به هناك!

بالله عليكم هل هنالك بلادٌ في العالم كله غير السعوديّة يعمل بهكذا نظامٍ غريبٍ وشاذ ومتخلف؟!

يعني بلدٌ يُعد من أغنى بلدان العالم وأوفرها ثروة، ومع ذلك تجده يعيل أبناءه من كسب وأرزاق المقيمين والمغتربين المتواجدين هنالك على أرضه!

ومتى؟! في الوقت الذي تراه دائماً يُسخِّر ثرواته وأمواله وإمْكَاناته المادية الهائلة بطريقةٍ أَو بأُخرى لأنظمة وشعوبٍ أُخرى هنالك في بلاد وعالم ما وراء البحار ليعيلوا بها أنفسهم وشعوبهم؟!

اذهبوا أمريكا فقط وانظروا كيف أن إجمالي فرص العمل التي تخلقها الأموال والودائع والاستثمارات السعوديّة (للأمريكيين) سنوياً هنالك تعد بالملايين!

وقس على ذلك طبعاً أموالهم واستثماراتهم في بريطانيا وفرنسا وألمانيا وغيرها من البلدان بينما السعوديّون أنفسهم لا فرص لهم سوى ما توكله هذه السلطات إليهم من أمر ابتزاز ونهب العاملين والمغتربين الأجانب!

هكذا يدير هذا النظام المتخلف دولته منذ أكثر من تسعين سنة وهكذا يعبث بموارده وثرواته وهكذا يعيل شعبه وشعوباً أُخرى وهكذا يتعامل مع المقيمين والمغتربين في أرضه.. ثم يأتي بعد ذلك من يقول: سعوديّ وافتخر!

قُوم فِزّ.. الله يخزيك وايش ذا الفخر اللي أنت جاي تفتخر بيه..!

قللك سعوديّ وافتخر.. قال.

(سنة هجرية سعيدة، وكل عامٍ وأنتم واليمن والأمة العربية والإسلامية بألف ألف خيرٍ وعافية).

You might also like