كل ما يجري من حولك

محــمد يـجمــعـنا ….بقلم / عــبدالله علي صــبري

484

 

تحل ذكرى المولد النبوي الشريف وأمة محمد صلى الله عليه وآله وسلم تعيش حالة غير مسبوقة من الفرقة والصراع ، ورغم أن الإسلام يدعو إلى وحدة المؤمنين وإعتصامهم بالله وحده في مواجهة أعدائهم من غير المسلمين، إلا أن واقع المسلمين اليوم يشهد على إنحرافهم عن جوهر وحقيقة الرسالة المحمدية، حتى غدا بأسهم شديد فيما بينهم ، وذلك على الضد من التوجيهات القرآنية التي تدعو في أكثر من آية إلى التآخي والتراحم بين جماعة المؤمنين، والتواصي فيما بينهم على الحق والصبر في مواجهة مكاره الحياة ومكائد الأعداء.
تأتي هذه الذكرى وقد بلغ الإنقسام الطائفي بين المسلمين ذروته، في ظل إستغلال وتأجيج قذر من قبل أعداء الإنسانية والسلام، الذين عملوا وما زالوا على ترسيخ صورة نمطية عن الإسلام والمسلمين في وسائل الإعلام التي تنضح بالكراهية والإساءة للإسلام وللنبي الخاتم، من خلال توظيف سلوكيات جماعات وتنظيمات تنسب نفسها إلى الإسلام فيما أعمالها وجرائمها الكبرى تؤكد أنها من الإسلام والإنسانية براء.
محمد الرسول يجب أن يجمعنا كمسلمين سنة وشيعة، بإعتباره القدوة والمثال الأعلى في مختلف سلوكياته وأخلاقه، والتي أجملها القرآن الكريم بقوله تعالى ” وإنك لعلى خلق عظيم “.

ولاشك أن الإلتزام بهديه صلوات الله عليه وعلى آله يمثل حقيقة الحب للنبي، الذي يجب أن يكون حياً في قلوبنا وسلوكياتنا، وإلا فإن زعم محبته تبقى مجرد إدعاء تكذبه الوقائع!.
وفي هذا الزمن الذي تكاثرت فيه التنظيمات والمرجعيات والفضائيات، وأختلطت المفاهيم الدينية وتداخلت، يبقى الهدي المحمدي القرآني معيناً لا ينضب لمن شاء أن يستلهم القيم الإنسانية الأساسية في مختلف التعاملات الحياتية، بعيداً عن تناقضات وأباطيل المتون والحواشي التي دمغت معظم الفتاوى المتعصبة مذهبياً، وقدمت صورة مشوهة عن رسول ورسالة الإسلام.
محمد يجمعنا لأن رسالته وسلوكياته، منحازة للفقراء والمساكين والمستضعفين، ولقيم الخير، والحب، والجمال، والرحمة، والتسامح، والإنفاق، والعفو…إلخ.
محمد رسولاً ونبياً كان ولا يزال السراج المنير للبشرية..

وبرسالته أرسى القيم الكبرى في حياة المجتمعات، وعلى رأسها العدالة، الحرية، المساواة، والكرامة الإنسانية للمرأة وللرجل على حد سواء.

وقبل ذلك عمل على تثبيت الإخوة بين أبناء المجتمع الجديد مهاجرون وأنصار، فاستحقوا المديح القرآني ومن لحق بهم من المؤمنين والتابعين في كل زمان ومكان، وذلك لما قدموه ويقدمونه في سبيل نصرة الله ورسوله، ونشر الدعوة المحمدية في أصقاع الأرض.
ولا شك أن الإحتفال بذكرى المولد النبوي هو في المقام الأول إحياء لهذه القيم والشمائل المحمدية، التي تكاد أن تندثر في حياتنا وسلوكياتنا، فينطبق علينا النذير القرآني في قوله عز وجل:,, وقال الرسول يا رب إن قومي اتخذوا هذا القرآن مهجورا ,,.
صدق الله العظيم وصلى الله على محمد وآله وصحبه.

You might also like