ممنوعون من العمل في (أرضهم)!
ممنوعون من العمل في (أرضهم)!
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
كنتُ وما زلتُ أؤمنُ يقيناً منذ اليوم الأول للعدوان على اليمن بأن هذه اللحظة ستأتي لا محالة!
فأنا أعرف النظام السعودي وأعرف عقليته المتعجرفة والمتخلفة وأعرف حقيقة حقده التاريخي والمزمن على اليمن، وليست المرة الأولى في الحقيقة التي يلجأ فيها هذا النظام إلى استغلال ورقة المغتربين اليمنيين كوسيلة من وسائل الابتزاز السياسي الرخيص يستخدمها حيناً للحصول على بعض المكاسب السياسية أَو الاقتصادية وحيناً آخر للتنفيس والترويح عن حقده وغضبه عند كُـلّ ضربةٍ موجعةٍ يعتقد أنه تلقاها من جهة اليمن!
ولطالما مراراً قد (فشَّ) غله وصب جم غضبه على هؤلاء المغتربين اليمنيين الباحثين بعرق جبينهم في أرضه عن لقمة عيشٍ كريمةٍ وعزيزةٍ يعولون بها أنفسهم وأهليهم هنا في اليمن!
ولا أحد بصراحة يستطيع أن ينسى كيف أنهم وخلال أزمة الخليج الثانية في مطلع تسعينيات القرن الماضي قد قرّروا وبشخطة قلمٍ واحدة طرد أكثر من مليوني مغتربٍ ومقيمٍ وعاملٍ يمني بدعاوى وأسباب واهية ومختلقة وباطلة!
فهل يستحق اليمنيون كُـلّ ذلك يا تُرى؟!
هل يستحقونه؛ لأنهم دفعوا من أرضهم مساحاتٍ شاسعةٍ ثمناً باهضاً جِـدًّا لا لشيءٍ سوى رغبةً منهم فقط في اتقاء شرور هؤلاء القوم وأحقادهم وضمان بقاءهم هناك مغتربين وعاملين؟!
ها هي السلطات السعودية اليوم وبكل عنجهيةٍ وغرور تصدر تعميماً صارماً وملزماً يقضي بمنع العمالة اليمنية من العمل! وأين.. ؟!
في تلكم الأراضي التي تناسوها يوماً وتنازلوا عنها والتي يفترض أنها جزءٌ لا يتجزأ من أرضهم وأرض أجدادهم – اليمن، مناطق ما يعرف اليوم (بالحد الجنوبي) – نجران، جيزان وعسير!
يا لسخرية الأقدار!
فهل هذا هو جزاء كُـلّ من ينسي أَو يتناسى أَو يتغاضى أَو يتخلى عن أجزاء غاليةٍ وعزيزةٍ من أرضه ووطنه؟!
لا أدري بصراحة!
كل الذي أعرفه هو أن الحقد السعودي التاريخي والمزمن على اليمن على ما يبدو قد فقد السيطرة على نفسه اليوم ولم يعد بمقدوره التحكم بمصهوراته ومقذوفاته أكثر.