أحلام.. أَم أضغاثُ أحلام
بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.
يخطئ كُـلّ من يظن أن إيران هي من خلقت حزب الله في جنوب لبنان، الكيان الصهيوني وحده هو في الحقيقة من خلقه وجعل منه قوة إقليمية بعدوانه الغاشم على لبنان واحتلاله لأراضيه ذات يوم!
كما يخطئ أَيْـضاً كُـلّ من يظن أن إيران هي من خلقت (حزب الله) آخر في شمال اليمن بحسب ولي العهد السعوديّ طبعاً، وحده الكيان السعوديّ هو من خلقه وجعل منه قوةً إقليميةً بعدوانه على اليمن وقتل شعبه وتدمير مؤسّساته ومقدراته!
وهكذا هي الكيانات المزروعة والغريبة دائماً حين تتوهم الأعداء، تصنعهم وتخلقهم بدون أن تدري!
فهل قوَّض استمرارية عدوان إسرائيل على لبنان طوال أكثر من عشرين عاماً مثلاً من قدرات وقوة حزب الله أَو أجدى لهم نفعا؟ أم أنه ازداد قوةً وشعبيّة وحضوراً واتساعا؟!
يكفي أن نعي أن مخزون حزب الله من الصواريخ اليوم قد تجاوز المِئة وخمسين ألف صاروخاً يستطيع من خلالها الوصول إلى أي نقطة داخل فلسطين المحتلّة في الوقت الذي لم يكن هذا المخزون في حرب تموز 2006 يتجاوز ثلاثة عشر ألف صاروخاً فقط والتي بالكاد يصل مداها إلى بعض المدن المتاخمة للجنوب اللبناني هناك في شمال فلسطين المحتلّة!
فمن يا تُرى يهدّد ولي العهد السعوديّ مثلاً بتصريحاته المستمرة والدائمة من أنه لن يوقف العدوان على اليمن إلا بعد أن يضمن عدم نشوء (حزب الله) آخر في اليمن؟!
هل يهدّد أنصار الله مثلاً؟!
في الواقع لقد أصبح الشعب اليمني كله اليوم (حزب الله) آخر في جنوب المملكة وليس (أنصار الله) وحدهم! فهو الشعب من يقاوم العدوان ويواجه التجويع والحصار والأوبئة والجوائح بكل صبرٍ وصمودٍ وثباتٍ وعزمٍ وإصرار على هزيمة هذا الكيان السعوديّ المجرم كما هزم اللبنانيون طبعاً الكيان الصهيوني المجرم من قبل وسيهزمه الفلسطينيون إن شآء الله أَيْـضاً!
فهل بمقدور النظام السعوديّ ومن يدور في رحاه اليوم بعد أكثر من ست سنواتٍ من العدوان والعجز والفشل اجتثاث أَو استئصال شعبٍ بأكمله بحجم وعظمة الشعب اليمني العظيم؟!
مُجَـرّد أحلام.. أَو أضغاث أحلام..
وما نحن بتأويل الأحلام بعالمين!