باحث سياسي يكشف العلاقة بين أحداث الأردن واليمن
اعتبر الكاتب والباحث السياسي الفلسطيني وليد محمد علي الاحداث الاخيرة في الاردن بأنها تأتي في سياق فرض المزيد من الضغوط عليه بسبب اجندات اقليمية وحسابات في المنطقة.
وقال محمد علي في حوار مع قناة العالم خلال برنامج “مع الحدث”: إن من أسباب التآمر على الأردن أنه لم يكن متجاوباً تماماً مع صفقة القرن، ولم يقبل ان يخضع لمتطلبات البعض وتحديدا لمحمد بن سلمان ولم يوافق على إرسال جنود للقتال في اليمن وهذا الامر ليس سهلاً أن يتم تمريره من قبل من يمتلكون حقد الجمال، حد وصفه.
وقال الكاتب في توضيح أسباب دعم السعودية وإسرائيل للإطاحة بالملك عبدالله الثاني بن الحسين: إن الأردن له اكبر جبهة مع فلسطين المحتلة ومعظم سكان الاردن هم من الفلسطينيين، وله حدود عريضة طويلة مع سوريا، والاردن عبر التاريخ منذ ان كانت نكبة فلسطين اُريدَ له ان يكون مكانا ليمتص نتائج تهويد فلسطين، بمعنى من يقتلع من فلسطين ويرحل منها يكون الاردن مكانا لاستيعابه ويصبح اردني له كامل الحقوق، وجزء كبير من رؤساء وزراء الاردن هم فلسطينيون وكان للفلسطينيين دورا اساسيا في الاقتصاد فصعب جدا فصل الاردن عن فلسطين.
وأضاف: والآن في ظل اجواء ما يسمى صفقة القرن والمصممة لتصفية القضية الفلسطينية بالتأكيد هناك دور يقع على عاتق الاردن وليس دورا يريده الاردن، دور يراد له ان يفرض على الاردن لتزداد اعباؤه بحجة حل اشكالية الديون المتراكمة التي تبلغ نحو 50 مليار دولار.
وتابع محمد علي: والا فما هو تفسير انه مع دخول صفقة القرن وترامب اغلقت حنفية المساعدات الخليجية على الاردن، الولايات المتحدة كانت تقدم ما قيمته 340 مليون دولار للاردن معضمها مساعدت عسكرية ليس لها علاقة بجوع الناس وحاجاتهم، خاصة ان الاردن يعاني ما يعانيه وليس دولة فيها ثروات.
واوضح أن القضية الاهم ان كل دول سايكس بيكو في بلاد الشام تم تشكيلها في الاساس لتبقى دول ضعيفة وغير قادر اي منها على تأمين حاجات الأمن القومي لابنائه، والسبب هو ان هذه الانظمة الضعيفة التي تبقى دائما محتاجة للآخر في لحظة معينة يمكن التحكم بمسارها وتحويلها الى دول هشة يسهل اعادة تشكيلها.
واعتبر أن زعزعة استقرار الاردن ليس مطلوبا الآن، والمطلوب الآن هزه وجعله يتقبل الضغط اكثر ويتجاوب مع الضغوط اكثر لتفرض عليه المزيد من الشروط، قائلا إن زعزعة الوضع الامني مرحلة لاحقة ولكن ليس الآن.
واختتم بالقول إن زعزعة الوضع في الاردن في الوقت الراهن تقلق الجميع وايضا تؤثر سلبا على الكيان الصهيوني، الذي يلعب بقوة في العديد من البلدان العربية واكثرها السلطة الفلسطينية وفي الاردن، بالاضافة الى الدول المطبعة حديثا مع هذا الكيان.