كل ما يجري من حولك

مبادرةٌ من عدو وعلى مزاجه

634

 

الشيخ عبدالله منصور الشريف*

كبرياء حكام السعودية وغرورهم جعلهم يعتقدون أنهم وحيدون في هَذا الكون، لا تسري عليهم أحكام الشرائع السماوية ولا القوانين الجنائية والإنسانية الأممية، ولهَذا حشروا أنفسَهم في حرب عدوانية على جيرانهم اليمنيين بدون أي سبب منطقي وعقلاني، وصنعوا لهم عناوينَ زائفةً وأكاذيبَ مكشوفةً تبرّر لهم أظلمَ وأقبحَ عدوانٍ شهده الكونُ على مر التاريخ؟

بل ودفعوا أموالَهم لكسب التأييد الأممي والذي بدوره شرعن ذَلك العدوان والحصار بقرارات من مجلس الأمن، ووفر لهم الغطاء السياسي والصمت عما يرتكبونه من جرائمَ، ووفّر لهم مستلزمات الحرب اللوجستية والعسكرية والإعلامية؟

وبعد مرور ستة أعوام من العدوان لم يدخروا جهداً إلَّا واستخدموه، وجدوا أنفسهم عاجزين عن تحقيق أهدافهم الخفية والخبيثة ميدانيًّا؛ نتيجة صمود واستبسال يمني لم يشهد له التاريخ مثيلاً في ظل قيادة حكيمة ورشيدة تستلهم من القرآن نهجاً في كُـلّ مناحي الحياة.

وبعد أن عجزت اقتصاديًّا عن دفع فواتير الرشاوى للمجتمع الدولي، الأمر الذي ترتب عليه تعالي بعض الأصوات المطالبة بتوقيف العدوان وَتدوين الجزء اليسير من جرائم العدوان في تقارير المنظمات الدولية.

بعد هَذا كله يطل وزير الخارجية السعودي ليعلن مبادرةً لتوقيف الحرب من طرف واحد وحسب مزاجهم وكأن السعودية دولة محايدة وتناسوا بغباء أنهم الحرب والعدوان بكامِلِه حتى المغرر بهم من اليمنيين ليسوا إلَّا عساكر مجندين برواتبهم ضمن الجيش السعودي، والشرعية المزعومة ليست إلَّا نزلاء في فنادق الرياض تحت الإقامة الجبرية.

وعليه فَـإنَّ اليمنيين يعرفون خصمهم تماماً في هَذا الحرب، وأي قفز على الحقائق من جانب السعودية ليس إلَّا غباء وضحك على أنفسهم وتوريطهم أكثر؟

الخلاصة إن أرادت السعودية السلامَ فيجب عليها:

أولاً: أن تعترف بأنها خصمُ اليمنيين والطرفُ الأول والأخيرُ في هَذا الحرب، وتنطلق من هَذا المنطلق ليتم على ضوئه تسوية الأمور.

ثانياً: توقيف الحرب ورفع الحصار يستوجب أن يصدر به قرار من مجلس الأمن يتضمن توقيف الحرب بين جميع الأطراف وفك الحصار وانخراط الأطراف في حوار يمني سعودي ويمني يمني؛ لتلغي الأمم المتحدة قرارتها السابقة بشأن اليمن والتي شرعنت للعدوان والحصار بقرار جديد أممي خلاصته توقيف الحرب ورفع الحصار، شريطة أن يكون للجانب اليمني الوطني حضور في الاتّفاق على محتوى وبنود القرار كما للسعودية حضور؛ باعتبَارهم طرفي الحرب دون غيرهما.

هَذا إن أرادت السعودية سلاماً مع اليمنيين ولن يكونَ غيرُ ذَلك مقبولاً عند اليمنيين على المستوى الشعبي حتى وإن قبلت حكومة صنعاء بتوافقات ترقيعية ستكون مرفوضة قبلياً وشعبياً.. وبالله التوفيق.

* عضو مجلس الشورى

You might also like