قوات صنعاء تصل مدينة مأرب بعد إسقاط جبهة هيلان
قوات صنعاء تصل مدينة مأرب بعد إسقاط جبهة هيلان
متابعات| تقارير| جريدة الأخبار اللبنانية:
قوات صنعاء تصل مدينة مأرب بعد إسقاط جبهة هيلان
قوات صنعاء تصل مدينة مأرب بعد إسقاط جبهة هيلان
لأوّل مرّة منذ بدء تقدُّمها في محيط مدينة مأرب، استطاعت قوات صنعاء نقل المعارك إلى داخل النطاق الإداري لمدينة مأرب، بعد تمكُّنها من إسقاط كامل جبهة هيلان. يأتي ذلك فيما تؤكّد المصادر العسكرية في صنعاء أن «لا رجعة عن قرار تحرير المدينة»، مُجدّدة دعوتها المقاتلين في صفوف «التحالف» إلى العدول عن خياراتهم
وجاء سقوط جبهة هيلان تحت سيطرة قوّات صنعاء بعد مواجهات عنيفة استمرّت قرابة 12 ساعة، أدّت إلى انسحاب قوات هادي والميليشيات المساندة لها تباعاً منذ فجر يوم أمس، تاركةً وراءها قتلى وأسلحة حديثة وآليات سعودية. وهو ما أكّدته مصادر قبلية أفادت «الأخبار» بأن الجيش و»اللجان» تمكّنا من إحكام سيطرتهما على جبل هيلان الاستراتيجي، حيث كانت قوّات هادي تتموضع في مواقع على أطرافه. وأسفرت مواجهات الساعات الماضية عن إسقاط تلك المواقع والتقدُّم في المناطق المحيطة بالجبل، وصولاً إلى استكمال السيطرة على جبهة هيلان بشكل كلّي. كذلك، سيطرت قوات صنعاء على معظم مواقع خصومها في وادي ومنطقة نخلا غربي مدينة مأرب، بعد انسحاب هؤلاء في اتجاه تبّة المصارية، آخر الحاميات التي تطلّ على غرب ووسط مدينة مأرب.
ومع نقل الجيش و»اللجان» المعركة إلى المناطق القريبة من البوابة الغربية لمركز المحافظة، تحدّثت مصادر مطّلعة في مدينة مأرب، إلى «الأخبار»، عن قيام ميليشيات «حزب الإصلاح» بإنشاء خنادق تبعد عن الأحياء السكنية ثلاثة كيلومترات، بعد فرار العشرات من عناصرها إلى منطقتَي الميل والسويداء. وقدّرت المصادر المساحة التي سقطت تحت سيطرة قوّات صنعاء بنحو 10 كيلومترات مربّعة في محيط جبل هيلان، من أصل 18 كيلومتراً تفصل الجبل عن المدينة. وبحسب مصدر عسكري رفيع المستوى في صنعاء، تمكّن الجيش و»اللجان» من نقل المعارك من مديرية صرواح إلى المدينة من أكثر من اتجاه، فيما دارت الاشتباكات في نطاق المدينة الإداري. وقال المصدر، لـ»الأخبار»، إن «قرار تحرير مدينة مأرب من عناصر القاعدة وداعش الإرهابية لا رجعة عنه»، داعياً «المغرَّر بهم من قِبَل ميليشيات حزب الإصلاح بالمال السعودي إلى العودة إلى حضن الوطن والاستفادة من قرار العفو العام، والعدول عن القتال إلى جانب التنظيمات الإرهابية في غرب مدينة مأرب». وأكّد المصدر «مقتل أكثر من 3000 عنصر من قوّات هادي والميليشيات المساندة لها، وإصابة 6000 آخرين خلال الفترة الماضية».
أثار انهيار قوّات هادي في محيط مدينة مأرب اتهامات متبادلة بين «الإصلاح» والميليشيات الجنوبية
ومع انتقال المعارك إلى نطاق مدينة مأرب، واصل الجيش و»اللجان» تَقدُّمهما في مناطق المشجح، وسط انهيار الخطوط الدفاعية لقوّات هادي أسفل جبل المشجح. وبعد تقدُّمها إلى ما بعد جبل هيلان شرقاً، نفّذت قوّات صنعاء عملية التفاف على مواقع قوّات هادي شمال إيدات الراء، لتُحرز تقدُّماً كبيراً في المنطقة، وتُسيطر على عدد من التباب الصغيرة الموجودة في نطاقها. وكانت قوّات صنعاء قد سيطرت، أوّل من أمس، على منطقة العطيف الاستراتيجية غربي مأرب، ومنطقة ملبودة، لتُسقط كامل جبهة المشجح السفلي الاستراتيجية. كما تَقدَّمت، أمس، في اتجاه منطقة الحيلة القريبة من أنبوب النفط الرابط بين منطقة صافر النفطية وميناء رأس عيسى في الحديدة، وأيضاً في اتجاه منطقة المقهوي. تَقدُّم تزامن مع استمرار المواجهات بين الطرفين في ما تبقّى من الطلعة الحمراء التي حوّلها الجيش و»اللجان» إلى بؤرة استنزاف للحشود التي تستقدِمها ميليشيات «الإصلاح» والسعودية من المحافظات الجنوبية.
وأثار انهيار قوّات هادي في محيط مدينة مأرب اتهامات متبادلة بين «الإصلاح» والميليشيات الجنوبية، إذ تتّهم الأخيرة الأوّل بـ»الخيانة»، بسبب رفضه تقديم أيّ تعزيزات لمواقعها، ورفعه إحداثيات «كيدية» لطيران التحالف السعودي ــــ الإماراتي. وأكّد ناشطون جنوبيّون مقتل العشرات من المسلّحين الذين ينحدرون من محافظة أبين بغارة جوية في وادي نخلا غربي مأرب، نتيجة تعرُّض تجمُّع لهم لغارة خاطئة. وعلى رغم دعم طيران «التحالف» قوّات هادي والميليشيات المساندة لها بأكثر من 38 غارة، أمس، فشلت تلك القوّات في إيقاف تقدُّم الجيش و»اللجان» في جبهة هيلان وما بعدها.