مأرب ليست ولايةً أمريكية
منصور البكالي
من يتابع تصريحات الخارجية الأمريكية ومداخلة السفير الأمريكي السابق إلى اليمن “جيرالد فايرستاين” في برنامج الحصاد على قناة الجزيرة، ليلة الجمعة، حول آخر التطورات والعمليات العسكرية في محافظة مأرب، وما رافقها من عويل وصراخ في وسائل إعلام دول العدوان، المتخوفة من تقدم الجيش اليمني واللجان الشعبيّة في المعارك الجارية في محيطها، يدرك مقدارَ السيطرة والتحكم الأمريكي بالمناطق والمحافظات المحتلّة، وكيف استطاعت القيادةُ السياسية والعسكرية إفشالَ مخطّط التقسيم الأمريكية للجمهورية اليمنية.
مداخلة السفير الأمريكي التي طالب فيها صنعاء بوقف ما أسماه الهجوم على محافظة مأرب “حد وصفه”، أثبتت أن المواجهة الحقيقية التي يخوضها مجاهدو الجيش واللجان الشعبيّة وفي مقدمتهم الأحرار والشرفاء من قبائل مأرب، ليست مع المنتمين لحزب الإصلاح أَو الجماعات التكفيرية التي جُمعت من داخل اليمن وخارجه، بل هي مواجهة مع المحتلّ الأمريكي بالدرجة الأولى، ومع أدواته بالدرجة الثانية.
الظهور المنهزم والمبرّرات الضعيفة التي قدمها السفير “فايرستاين” أمام الرد القوي والبراهين المنطقية لوكيل وزارة الإعلام اليمنية نصر الدين عامر، وهو ضيفٌ في ذات البرنامج، وسؤال المقدم له حول تعامل اليمن مع التصريحات الأمريكية، تؤكّـد أَيْـضاً أن محافظةَ مأرب محافظة يمنية محتلّة وليست ولاية أمريكية، حين قال: “ردنا مستمر وبقوة حتى الوقف الكامل للعدوان والحصار الأمريكي على شعبنا اليمني، وتصريحات الإدارة الأمريكية الجديدة لا يمكن أن نشغلَ بها المستشفيات اليمنية وشاحنات نقل للمواد الغذائية المتوقفة؛ بسَببِ منع دخول المشتقات النفطية إلى اليمن”.
قبائلُ اليمن وفي طليعتها قبائل محافظة مأرب وبقية القبائل في المحافظات اليمنية المحتلّة هي اليوم أكثرُ خِبرةً ومعرفة بالمطامع المتجلية والواضحة للاحتلال الأمريكي، وهي في موقف المغدور به من قبل مرتزِقة العدوان، وترتقب الفرصةَ السانحة للتحَرّك الفعلي التحرّري، ما إن اقترب أبطال الجيش واللجان الشعبيّة منها.
هذه المواقفُ القبلية المناهض للغزاة والمحتلّين، أربكت حسابات قوى الغزو والاحتلال وأدواتها العميلة، وجعلتها تُسارِعُ في اتِّخاذ خطواتٍ تمكّنها من الحفاظ على المكاسب التي حقّقتها منذ بدأ عدوانها على الشعب اليمني، وتبحث عن وساطات وحلول توقفُ بها تقدُّمَ الجيش والجان الشعبيّة في معركة التحرير لمأرب وغيرها من المحافظات والمناطق اليمنية المحتلّة.
استمرارُ تقديمِ قوافل الرجال والمال والوقفات الشعبيّة الغاضبة لقبائل المناطق والمحافظات الحرة، عززت صمودَ الشعب اليمني في معركة الدفاع والمواجهة ومكّنت القيادةَ العسكرية اليمنية من بناء قوة جوية وصاروخية رادعة، ساهمت في الانتقال إلى معركة التحرير الشامل بالهجوم على الغُزاة والمحتلّين في أي شبر من الأراضي اليمنية المحتلّة، وتلقين العدوّ دروسَ ردع استراتيجية في عُمق داره، أكّـدت معها أن محافظةَ مأرب وغيرها من المحافظات اليمنية ليس ولاياتٍ أمريكيةً يمكنُ التفاوُضُ عليها في أية مرحلة.