كل ما يجري من حولك

معركة مأرب.. القبائل تُعلِن المواجهة رسميّاً

معركة مأرب.. القبائل تُعلِن المواجهة رسميّاً

679

متابعات| تقارير| جريدة الأخبار اللبنانية:

معركة مأرب.. القبائل تُعلِن المواجهة رسميّاً

تتعزّز، يوماً بعد يوم، اللّحمة القبلية التي تشتغل قيادة صنعاء على نسجها حول عملية تحرير مدينة مأرب، في وقت تعجز فيه القوات الموالية لـ«التحالف» السعودي – الإماراتي عن إعادة عقارب الساعة الميدانية إلى الوراء، على رغم كلّ التعزيزات التي تتلقّاها

صنعاء | بالتزامن مع تصاعد الضغوط الدولية لوقف المواجهات المحتدمة عند تخوم مدينة مأرب، انطلق، أمس، بثٌّ إذاعي مشترك لأكثر من عشر إذاعات وطنية، أبرزها «إذاعة صنعاء» و«إذاعة الجيش واللجان الشعبية»، مواكَبةً لتطوُّرات جبهة مأرب، وتعزيزاً لعملية التواصل مع أبناء قبائل المحافظة. يأتي ذلك في وقت تَمضي فيه حكومة صنعاء في محاولة سحب البساط من تحت القوات الموالية للرئيس المنتهية ولايته، عبد ربه منصور هادي، بالتفاوض مع مَن تبقّى من قبائل عبيدة ومراد وجهم، بعدما حَقّقت نجاحات كبيرة خلال الأيام الماضية، وأبرمت عدداً من الاتفاقيات مع مشائخ «عبيدة».

وعلى رغم تراجع حدّة المواجهات في جبهات الكسارة ونخلا شمال غرب مدينة مأرب، ما عدا مناوشات متقطّعة وتبادل للقصف المدفعي بين الطرفين، احتدمت المعارك في جبهة رغوان يوم أمس، عقب محاولة قوات هادي شنّ هجوم على منطقة الحزمة الواقعة في نطاق الجبهة نفسها، وذلك إثر اعترافها بتعرُّض اجتماع قيادي برئاسة رئيس الأركان، اللواء صغير بن عزيز، لهجوم بصاروخ باليستي استهدف معسكر صحن الجن غرب مدينة مأرب. ووفقاً لمصادر مطّلعة، فقد تَسبّب الهجوم بسقوط عدد من القتلى والجرحى في صفوف قوات هادي بينهم قيادات عسكرية، فيما فشلت تلك القوات في إحراز أيّ تقدُّم خلال اليومين الماضيين في جبهات شرق صرواح، بعد سيطرة الجيش و«اللجان» على مناطق واسعة من جهة جنوب غرب سدّ مأرب، وتحقيقهما تقدُّماً ملحوظاً في وادي ذنة باتجاه منطقة الإديرم، آخر مواقع قوات هادي بالقرب من شواطئ سدّ مأرب الجنوبي. ونتيجة لهذا التقدُّم الذي مَكّنها من السيطرة على أجزاء من السدّ، تمكّنت قوات صنعاء من استهداف وإغراق قارب دورية في بحيرة سدّ مأرب، يحمل أركان كتيبة حماية السدّ، وخمسة أفراد من القوات الخاصة. قوات هادي، مسنودةً بالآلاف من عناصر الميليشيات القادمة من المحافظات الجنوبية ومحافظة تعز وعناصر تنظيمَي «القاعدة» و«داعش»، صَعّدت عسكرياً، أيضاً، في جبهة الجدافر شمال العلم الأبيض الواقع في نطاق جبهات شمال مأرب وجنوب الجوف، مُحاوِلةً تحقيق تقدُّم على الأرض، إلّا أن هجومها، المُغطّى بغارات طيران العدوان، فشل في بلوغ هدفه بعد معارك دامت 48 ساعة، بل وأفقد قوات هادي المزيد من المواقع العسكرية في غرب جبهة الجدافر وشرق جبل الأقشع، والحال نفسه ينسحب على جبهات صرواح ومراد.

تتفاوض قوات صنعاء مع مَن تبقّى من قبائل عبيدة ومراد وجهم

ووسط مساعٍ دولية يقودها المبعوث الأممي إلى اليمن، مارتن غريفيث، الذي حاول مقايضة صنعاء على وقف التقدُّم في مأرب مقابل الإفراج عن 14 سفينة وقود يحتجزها «التحالف» منذ أشهر، كشف مصدر قبلي في صرواح عن قيام قوات هادي بنقل العشرات من الأُسر النازحة من مخيّمات منطقة الزور إلى منطقة قريبة من الطلعة الحمراء، منبّهاً إلى أن ذلك يُعرّض حياة الأسر النازحة لخطر الموت، لأن إعادة توطينها في مناطق قريبة من المواجهات، وبالقرب من خطّ التماس، يدلّ على وجود نوايا لاستخدامها كدروع بشرية. وكانت «منظّمة الهجرة الدولية» أكدت تعرُّض مواقع نزوح في غرب مأرب لقصف مدفعي من قِبَل قوات هادي الأسبوع الماضي، فضلاً عن شنّ الطيران السعودي هجمات جوية بالقرب من مخيّمات النازحين في مأرب. وتفيد الوحدة التنفيذية لإدارة مخيّمات النازحين في اليمن بأنها سَجّلت نزوح أكثر من 1500 أسرة (12 ألف شخص) خلال الأسبوعين الأخيرين، جرّاء تصاعد القتال في مأرب. وأوضحت الوحدة، في تقرير لها، أن 90% من تلك الأُسر نزحت من مديرية صرواح، و4.6% من مديرية بني ضبيان، و5% من مديرية رغوان.
في هذا الوقت، وكردّ فعل على لقاء قبلي عقده حزب «الإصلاح» في مأرب وشارك فيه مشائخ موالون للحزب ينحدرون من محافظات أخرى، عقد عدد من كبار مشائخ مأرب، الذين أعلنوا انضمامهم أخيراً إلى صنعاء، لقاءً مضادّاً في العاصمة، شدّدوا فيه على أهمية تحرير المدينة من الميليشيات التي تمّ استجلابها من خارج المحافظة للدفاع عن مصالح قوى محلية وخارجية. وأكد أحد كبار مشائخ قبيلة جهم المأربية، الشيخ ناجي المصري، في اللقاء، أن «الشعب اليمني مع قيادته عازم على تحرير مأرب مهما كان عويل وصراخ التحالف السعودي – الإماراتي»، مضيفاً أن «عملية تحرير مأرب سوف تتمّ مِن قِبَل أبنائها»، داعياً إلى الكفّ عن القتال «مَن تَبقّى من أبناء المحافظة في صفوف ميليشيات الإصلاح التي تنهب ثروات ومقدّرات مأرب وتسوق أبناءها إلى الموت». وأشار إلى أن هناك من يسوّق للرأي العام الدولي أن القادمين لتحرير مأرب «غزاة»، وقال: «لم نسمع منذ أن خُلقنا في دساتير وأعراف العالم أن أحداً يمنع إنساناً من تحرير بلاده، وما يحدث من تضليل لن يثنينا عن تحرير محافظتنا من دنس الاحتلال»، مؤكداً أن «مأرب ليست ولاية أميركية ولا مقاطعة بريطانية، وعملية التحرير ماضية دون تراجع».
وذكّر الشيخ سعيد سلامة، من مشائخ قبيلة الجدعان، بدوره، بأن «مأرب محتلّة منذ ستّ سنوات… وتعرّض أبناؤها لأبشع الجرائم»، لافتاً إلى أن «معركة تحرير المحافظة نتصدّر صفوفها نحن أبناء مأرب… ولا يمكن أن يوقفنا أحد». وهو ما أكده، أيضاً، الشيخ ناصر الأقرع، أحد أبرز مشائخ «الجدعان»، الذي طمأن إلى أن «العملية تهدف إلى طرد المحتلّ ولا تستهدف أبناء محافظة مأرب بأيّ حال من الأحوال»، مُتوجّهاً إلى مَن تبقّى من أبناء المحافظة في صفوف «التحالف» بالقول: «عيب علينا أن تبقى مأرب منطلقاً لتنفيذ مخطّطات الأميركيين والبريطانيين».

You might also like