كل ما يجري من حولك

توحد محور المقاومة تحت قيادة اليمن

754

 

منصور البكالي

من ينظر إلى طبيعة التحالفات السياسية والعسكرية والاقتصادية بين مختلف القوى في هذا العالم يدركُ أهميتَها وعظيمَ ثمارها في الواقع.

كلما كانت التحالفات شاملةً وتحظى بتسليم مطلق لقيادة واحدة تكونُ خططُها الاستراتيجية والمرحلة أكثرَ سهولة في التنفيذ وتستطيع الوصول إلى الأهداف المرسومة لها بطريقة أسرع.

ولنا من محورِ الشر الرأسمالي ونموذج الماسونية العالمية مثالٌ يمكننا البناءُ عليه في بعض الأمور الاقتصادية والعسكرية والسياسية في تحالفاتنا كمحور مقاومة ممتد من عمق الأراضي الفلسطينية وبلاد الرافدين واليمن وبلاد الشام وُصُـولاً إلى إيران.

وإذا كان عدونا الأمريكي قد نجح في جمع حلفائه وفقاً لخدمة المصالح الصهيونية في المنطقة، ودفع بعض الأنظمة العربية كنظام آل سعود والنظامين الإماراتي والبحريني للتطبيع العلني وتمويل الطموحات الصهيونية مالياً وعسكريًّا وسياسيًّا وإعلامياً، وأعلنت إدارة الرئيس الأمريكي السابق ترامب عن تشكيل تحالف عسكري بقيادة كيان الاحتلال وتسليمة قيادة قواتها وقوات حلفائها في المنطقة، فما هو العيبُ إذَا شكّلنا ذات الحالف كمحور مقاومة تحت قيادة اليمن الذي أبهر العالَمَ بنجاحة وصموده في مواجهة كُـلّ قوى الشر والاستكبار العالمي.

ومن هذا المنطلق يجبُ على قياداتِ محور المقاومة أن توليَ هذا الموضوعَ جُلَّ اهتمامِها وتضعَه في قائمة الأولويات لها، وأن تدركَ أن المصيرَ الحتميَّ لمحورِ المقاومة هو التوحُّد في الموارد المالية، والسياسات العسكرية؛ للتغلب على الحروب العسكرية والحصار الاقتصادي المفروض من قبل الأعداء.

كما يجب عليها تحديدُ موعد زمني لوضع الخطط والاستراتيجيات، والاستفادة من الخبرات المتعددة ودمجها في قالب يحوي كُـلّ عوامل القوة ويسخرها في مواجهة تحالف الشر على أُمتنا.

قد يقول قائلٌ: حلف المقاومة متوحد وماشي في هذا الطريق منذ سنوات، نقول له وإن كان كذلك فهو لا يزال مقتصراً على بعض الأمور الإعلامية وتبادل الخبرات العسكرية والسياسية، ولم يصل إلى مرحلة التماهي والاندماج الكلي وإن كان كذلك ما كانت سوريا في ما هي عليه اليوم ولا العراق ولا اليمن وكذا إيران المحاصَرة.

وَنؤكّـدُ أن مستوى التحالف الذي وصلنا إليه ليس بالمستوى المطلوب، وأن التطلعَ نحو المستقبل يتطلب منا تقديم نموذج فريد في التحالفات يرعب أعداءنا ويقضي على مؤامراتهم، وينهي تواجُدَهم وتحكمهم في قرارات شعوبنا، ونحقّق بذلك شرفاً عظيماً تفخر به الأجيال القادمة من بعدنا.

ولن يكون لنا ذلك ما لم نعترفْ بأن القيادة اليمنية باتت اليومَ قِبلةٌ ومدرسة تستحقُّ ثقةَ الجميع وتتطلب المبادرةَ في التسليم لها برغم الظروف التي يمر بها شعبُنا اليمني الصامد العظيم.

You might also like