كل ما يجري من حولك

الحوثيون يلجون مدينة مأرب من أبوابها الخمسة

1٬172

قبل عام تقريباً تقدم فريق المصالحة الوطنية والحل السياسي الشامل، في صنعاء بمبادرة تهدف إلى وقف المواجهات الدائرة في جبهات محافظة مارب وتجنيب المدنيين ويلات الحرب والدمار، وهي المبادرة التي تم رفضها جملةً وتفصيلاً،

كون ما جاء فيها يتعارض مع مصالح القيادات الموالية للتحالف، بل ويتعارض مع مصالح التحالف نفسه.

نصت المبادرة حينذاك على تسليم رواتب الموظفين الحكوميين في مناطق سيطرة الحوثيين، والذين يشكلون نسبة 70% من قوام موظفي الدولة، إضافة إلى توريد عائدات النفط والغاز ووقف افتعال الأزمات، ووقف التعرض للمسافرين المعارضين سياساً لسلطات الإصلاح في مارب، إلا أن السعودية لم توافق على ما جاء في تلك المبادرة، وأوعزت إلى القيادات الموالية لها برفضها مطلقاً، وكان هذا الإيعاز مشفوعاً بإغراءات الثراء والسلطة التي يسيل لها لعاب قيادات الإصلاح، وقد رسخت المملكة في أذهانهم أن ما تسميه “إقليم سبأ” سيكون لهم بثرواته كافة.

منعت السعودية أدواتها في مارب من قبول أي تفاوضات مع سلطات صنعاء، وجعل الجميع مصالحهم الشخصية والحزبية، وكذلك ما تقتضيه مصالح السعودية والإمارات المكلفتين بتنفيذ أجندات قوى عالمية طامعة في اليمن، سواء على مستوى الثروات أو المواقع الاستراتيجية، مقدمةً على مصالح أبناء الشعب اليمني المتضررين الفعليين من الحرب والحصار الاقتصادي الذي تفرضه دول التحالف، وقد دفعت السعودية بأدواتها إلى إبقاء الوضع مشتعلاً ومعززاً بممارسة التحريض المناطقي والمذهبي ضد صنعاء، وأوهمتهم بأن إسنادها قواتها الجوية لهم سيكون الضامن الأكيد لبقائهم على عروش الثروة المنهوبة والسلطة المطلقة في مارب، الأمر الذي جعل سلطات الإصلاح تستمر في رفض أي مبادرة أو تفاوض مع صنعاء، وبالتالي كانت احتمالات اتخاذ الأخيرة قراراً حاسماً بوضع حد لنهب ثروات اليمنيين كافة على يد مجموعة بعينها، هي الأقرب للواقع، ويبدو أن قيادات الإصلاح صحت من الحلم الذي أبقتها السعودية بداخله طيلة هذه الفترة، على واقع لم تحسب حساباته بشكل صحيح، فما كان وهماً بعيداً عن المنطق يظل وهماً، فقد استنفرت صنعاء قواتها بعد فشل كل محاولات التفاوض مع أدوات التحالف في مارب، وها هي قواتها تطرق أبواب المدينة مبعثرةً كل أوهام قوى التحالف.

ويرى مراقبون أنه ما كان لسلطات صنعاء أن تبقى في وضع المتفرج على نهب واستنزاف أهم الثروات السيادية التي هي ملك لكل اليمنيين، على يد أدوات سخرها التحالف لخدمة مصالحه وأجندات وأهداف القوى العالمية التي تقف وراءه، خصوصاً بعدما ظهرت نتائج ذلك النهب والاستنزاف المتواصل للثروات النفطية من حقول مارب، على شكل عقارات واستثمارات في المدن التركية، وحسب إحصاءات تركية رسمية فاليمنيون من قيادات وعناصر حزب الإصلاح حصلوا على المرتبة الأولى في قائمة الاستثمارات العقارية في تركيا، ويعرف الجميع بلا شك مصدر ذلك الثراء.

وحسب المراقبين فقد أخذت قوات صنعاء على عاتقها تحرير مارب من سيطرة التحالف وأدواته المستفردين بثروات المحافظة وحرمان كل اليمنيين من خيراتها، وخلال الأيام القليلة الماضية وأمام هجمات قوات صنعاء المتواصلة تهاوت دفاعات قوات الشرعية والتحالف في مختلف الجبهات، وبدأت مرحلة انشقاقات غير متوقعة وخلافات وانقسامات واسعة أدت إلى انهيار متسارع لتلك القوات، حتى أن القوات السعودية التي كانت تتمركز شرق مدينة مارب بدأت بالانسحاب تدريجياً بعدما أصبحت في مرمى قوات صنعاء التي زحفت على المدينة من خمسة محاور، وتستعد لتطويق المدينة من جهاتها كافة خلال الساعات المقبلة، ومن ثم اجتياحها خصوصاً بعدما فشلت كل التعزيزات وتكثيف الغارات الجوية في وقف تقدم قوات صنعاء، التي تعتبر كل هجماتها وتحركاتها العسكرية عمليات دفاعية بحتة حتى يتوقف التحالف عن عملياته ويرفع حصاره، حسب تصريحات رئيس وفد صنعاء المفاوض محمد عبدالسلام.

YNP –  إبراهيم القانص :

الحوثيون يستعدون لولوج مارب من أبوابها الخمسة

You might also like