صحيفة “العرب” المموَّلة إماراتياً تسخر من قدرات السعودية العسكرية في مواجهة صواريخ الحوثيين!
نشرت صحيفة “العرب اللندنية” التي تمولها الإمارات، مقالاً لرئيس تحريرها هيثم الزبيدي، حول طائرات إف 35 التي تطمح أبوظبي. في الحصول عليه ضمن صفقة أمريكية الأمر الذي أثار غضباً سعودياً لما حمله المقال من إهانة للسعودية.
التسليح الأمريكي للإمارات صفعة للسعودية
المقال الذي حمل عنوان “أف 35 أكثر من عقد تسليح أميركي للإمارات”، اعتبر أن التسليح الأمريكي لأبوظبي يأتي في ظل الضعف العسكري السعودي. خَاصَّة فيما يتعلق بصد هجمات الحوثيين على الرياض.
وقال الكاتب، في بداية مقاله، إنه صار واضحًا أن جزءاً مهماً من الخليج أصبح مكشوفاً، سواء أطلقت الصواريخ عليه من إيران أَو من اليمن أَو العراق.
قدرات استثنائية للطائرة الأمريكية
وفي وصفه لقدرات المقاتلة الأمريكية، قال الكاتب، إن الأثر الذي يرصد للطائرة المقاتلة في أحسن أحوال عمل أجهزة الرادارات المتقدمة. هو بحجم كرة معدنية بقياس كرة الغولف أَو كرة المنضدة.
وأضاف: “هذا يلخّص صعوبة التقاط إشارات الرادار المنعكسة عنها وتوجيه أي دفاعات لمواجهتها”.
وأكمل الكاتب: “بهذه الطريقة يمكن فهم أن الطائرات الإسرائيلية تحوم فوق بلد مثل سوريا أَو في مناطق غرب العراق من دون خوف. أن ترصد أَو تستهدف”.
وتابع: “كما أنها تضرب كما يحلو لها تجمّعات الحرس الثوري الإيراني وأسلحته المختلفة وخُصُوصاً منها المسيّرات والصواريخ”.
وأشَارَ إلى أن ذلك بالرغم من أن أجهزة الرادار الروسية تضيف إلى قدرات الرصد لدى السوريين والإيرانيين والعراقيين. أف 35 نقلة نوعية في السلاح”.
واستكمل الكاتب: “لو اختزلت الإنجازات العلمية والتقنية الحديثة في شيء، يمكن أن تضعها في المقاتلة الأميركية الحديثة أف 35”.
قدرات الشبح
وقال الكاتب: “المقاتلة متعددة المهام من الجيل الخامس، تجمع واجبات القتال الجوي بأنواعها انطلاقا من القواعد الأرضية أَو حاملات الطائرات”.
وأشَارَ الكاتب، إلى أن وتمتلك خاصية التسلل الشبح كما صار الوصف من دون أن تكشفها الرادارات العادية والحرارية”.
وأضاف: “يمكن للطائرة أن تقلع عمليا مثلما يشبه المروحية، أَو من مدرج قصير جِـدًّا، وتحمل معدات التشويش الراديوي والحراري لمواجهة صواريخ تستهدفها”.
وبين أنها تخفي أسلحة في داخل بدنها مما يجعلها أكثر مرونة وبقدرة تخفٍ استثنائية.
واستكمل: “لقد تم تصميمها بالكامل على الكمبيوتر قبل أول تجربة طيران، وتحمل على متنها أفضل ما يمكن أن توفره تقنيات المعلوماتية، والتحكم بالكمبيوتر – فلاي باي واير”.
وأكمل: “الأهم من هذا كله أنها مصممة لكي تعمل للعشرات من السنين كطائرة تفوق جوي يمكن من خلالها الاستغناء عن أجيال كاملة من المقاتلات التي تحتاج إلى عمليات صيانة أكثر تعقيدا وكلفة”.
وَأَضَـافَ الكاتب: “الذي يشتري هذه المقاتلة المتطورة يسهم بأثر رجعي في كلفة تطويرها، ويشارك أَيْـضاً في تطوير القادم من التكنولوجيا الحربية. لا عصا سحرية تنتج مثل هذه التقنيات المتقدمة”.
مقاتلة فريدة وحرص إماراتي
وأشَارَ الكاتب المُطبل للإمارات، إلى أن الحرص الإماراتي كان واضحًا لاقتناء هذه المقاتلة الفريدة من نوعها.
وأضاف: “بعض المعلقين نظروا إلى العقد التسليحي كهدية لإدارة الرئيس السابق دونالد ترامب في أواخر شهور الإدارة. هذه قراءة ساذجة لا تنتمي إلى واقع التوازنات الاستراتيجية في المنطقة بشيء”.
وتابع الكاتب: “في الحقيقة، كانت الإمارات في قمة الاستعجال لأن تنجز الصفقة. وهذا ما تم حين أعلن سفيرها في واشنطن يوسف العتيبة في الدقائق الأخيرة من ماراثون انتقال السلطة في واشنطن لإدارة جو بايدن أن المهمة تمّت.
واستدرك: “ثم جاء قرار إعادة النظر من الإدارة الجديدة، وهو قرار يبدو شكليًّا لكنه يحمل الكثير من الدلالات”.
وأكمل: “هذه إدارة لديها أجندتها الإيرانية الخَاصَّة، وهي مدركة لما يمكن لهذا النوع من الطائرات المقاتلة إحداثه من قدرة ردع”.
الكاتب يسخر من السعودية بطريقته الخَاصَّة
وفي استهزائه من السعودية، قال الكاتب العراقي: “الردع سيكون الأَسَاس. فبعد هجوم المسيّرات وصواريخ كروز على منشآت أبقيق النفطية السعودية. وتمكّنها من ضربها بلا أي تحدٍّ ملموس من الدفاعات الجوية السعودية. صار واضحًا أن جزءا مهمّا من الخليج أصبح مكشوفاً.
وأشَارَ إلى أن ذلك واقعٌ سواء أطلقت الصواريخ عليه من إيران أَو من اليمن أَو العراق.
وبين أن ذلك نظراً لرخص إنتاج وسهولة تصنيع هذه الصواريخ والمسيرات، والوفرة من هذه الأسلحة التي تستعرضها إيران في مناوراتها المتواصلة.
وتابع: “يمكن أن نتخيّل أن استخدامها هذا السلاح البسيط والفعال وارد، وأن الأسلحة المضادة له ستكون أمام تحدي التقنية البسيطة والعدد الوفير في آن. هذا يستحث لإعادة النظر في كُـلّ فكرة الدفاع عن الخليج”.
وأكمل: “الإمارات من أقرب الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة وإحساسها بالأمان ضروري وهي في مواجهة إيران. التي لم تترك فرصة تخويف وترهيب إلا ومارستها في مواجهة من حكمت بأنهم أعداؤها”.
الإيقاع الخاص بالولايات المتحدة
وَأَضَـافَ الكاتب: “الولايات المتحدة تحَرّكت وها هي تستكشف إمْكَانيات خط دفاع ثانٍ عند البحر الأحمر”.
واستدرك بالقول: “لكن ماذا يمكن للسعودية والإمارات، بل وحتى قطر القريبة من إيران، أن تفعل؟ هذه بلادنا وهذه جغرافيتنا وسندافع عنها”.
وأضاف: “الولايات المتحدة، ولتفرض إيقاعها الخاص على المفاوضات المفترضة، لجأت للتخويف. تقول إن إيران على موعد قريب جِـدًّا مع السلاح النووي.
واستدرك مجدداً: “لكن ماذا عن كُـلّ أسلحة إيران الأُخرى، من المسيرات والصواريخ البالستية وصواريخ كروز. إلى أصغر مقاتل من ميليشيات تابعة لها في لبنان والعراق واليمن وسوريا؟”.
وقال الكاتب: “الردع الذي تمارسه إسرائيل في مواجهة إيران ردع فاعل. تلتقط الاستخبارات المعلومة البشرية أَو صور الأقمار الاصطناعية، فتنطلق طائرات أف 35 لتنفيذ المهمة”.
وتابع: “من غير المسموح أن تكون لإيران قواعد صاروخية بالقرب من إسرائيل. رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو يضع هذا المنطق في الردع وخلفه يقف كُـلّ السياسيين”.
واستكمل: “هذا الموضوع أكبر من أي اعتبار للعلاقة مع الولايات المتحدة، فهذه ليست السنة 1991 عندما كانت الحكومة الإسرائيلية ترضى بصواريخ باتريوت لردع الهجمات الصاروخية العراقية البالستية عليها”.
الإمارات الأقوى من السعودية
وترويجاً لقدرات الإمارات على حساب السعودية، قال الكاتب، إن الإمارات من أقرب الدول الحليفة للولايات المتحدة في المنطقة.
وَأَضَـافَ الكاتب: “إحساسها بالأمان ضروري وهي في مواجهة إيران التي لم تترك فرصة تخويف وترهيب إلا ومارستها في مواجهة من حكمت بأنهم أعداؤها”.
وتابع: “الإمارات بالأصل خارج المواجهة الأيديولوجية بين إيران والسعودية والتي تتصاعد وتبرد وفقا لمعطيات مختلفة”.
واستدرك بالقول: “لكنها بلغت ذروتها منذ انهيار منظومة التوازن الاستراتيجي بوجود العراق، مرة أولى عام 1991، ونهائيا عام 2003”.
وقال في نهاية حديثه: “لهذا، ولأسباب كثيرة أُخرى، يصبح من الصعب تقبّل أن تؤجل الولايات المتحدة صفقة أف 35 أَو أن تماطل في إقرارها”.
وتابع: “حتى مُجَـرّد التفكير في أن تصبح جزءا من الضغط على حلفاء واشنطن في المنطقة لقبول الاتّفاق النووي. وترك التفصيلات الأُخرى من صواريخ ونفوذ على طاولة المفاوضات غير وارد ولا مقبول”.
غضب سعودي
في السياق، عبر المختص في شؤون الطيران، المهندس سلطان الطيار، عن غضبه من ما ورد بالمقالة الإماراتية بحق السعودية.
وقال الطيار، في تغريدة رصدتها “وطن”: “لا تستطيع الصحف الإماراتية الصفراء أن تلمع الإمارات دون أن تعرض بالسعودية وتغمز وتلمز فيها”.
وأضاف: “تعود اليوم مجدّدًا لتفسير اقتناء إف 35 بأنها فعلت هذا بعد أن رأت عدم وجود تحدي ملموس من الدفاعات الجوية السعودية”.
الجدير ذكره، أن هذه ليست المرة الأولى التي تهاجم فيها الصحيفة الممولة إماراتية الدول الخليجية. حيث سبق لها أن هاجمت الكويت وأميرها نواف الأحمد؛ بسَببِ الدور البارز للكويت في المصالحة الخليجية.
لا تستطيع الصحف الإماراتية الصفراء أن تلمع #الامارات دون أن تعرض بالسعودية وتغمز وتلمز فيها
تعود اليوم مجددا لتفسير اقتناء إف 35 بأنها فعلت هذا بعد أن رأت عدم وجود تحدي ملموس من الدفاعات الجوية السعودية pic.twitter.com/Tdu9u2zlLi— م. سلطان الطيار (@SMTayyar) February 3, 2021