لن يوقف بايدن العدوانَ عن اليمن
هاشم علوي
تابع العالمُ مجرياتِ الانتخابات الأمريكية ووضع العالمُ يدَه على صدرهِ؛ نتيجةَ تداعيات نتائج الانتخابات وما لحقها من أحداث وإثارة حتى تسلَّم بايدن مقاليد الحكم في البيت الأبيض.
بايدن في دعايته الانتخابية كان قد أعلن أنه سيعاقب السعودية والإمارات وسيوقف بيع الأسلحة لتلك ما الدولتين المارقتين؛ بسَببِ ما تسببتا فيه من أسوأ كارثة إنسانية على وجه الأرض؛ بسَببِ العدوان والحصار باعتراف الأمم المتحدة.
الإدارة الأمريكية تسير وفق استراتيجية الدولة العميقة وبعيدة الأهداف والغايات وتحكمها مجموعات المال والأعمال والإعلام التي تحتكرها الصهيونية العالمية.
العدوان السعوصهيوأمريكي على الشعب اليمني أعلن من واشنطن وفي ظل إدارة أوباما- الذي ينتمي إلى الحزب الذي ينتمي إليه بإيدن- وهذا ما يعني أن توجّـهات وأهداف ومصالح الإدارة الأمريكية لا تتأثر بتغيير رئيس وذهاب شخص وإدارة ومجيء آخرين إنما هي ذات الاستراتيجيات الجديدة، حَيثُ يبدأ من، حَيثُ انتهى القديم والخلف، يكمل مشوار السلف دون تغيير الأهداف وعمق الاستراتيجيات، إنما تكون الاستراتيجيات مرنة ترمّم الشروخ وتقدّم وجه أمريكا بمزيد من مساحيق التجميل خُصُوصاً عندما يكون السلف قد أظهر الوجه الحقيقي الأمريكي القبيح على المستوى الداخل الأمريكي والخارج الدولي.
حتى وإن اتخذت إدارة بايدن قراراً بمراجعة صفقات السلاح الموقعة مع دول البعران فلن توقف بيعها إنما ستستخدمها للضغط والابتزاز وحلب البقرة بأُسلُـوب آخر بما يتماشى مع التواجد الأمريكي في المنطقة والخليج.
ومن خلال الواقع والأحداث فما زالت أمريكا تعيد تموضع قواتها في مملكة بني سعود في إطار المواجهة المحتملة مع محور المقاومة فبعد وصول صواريخ الدفاعات الجوية الإسرائيلية إلى السعودية والمعروفة بالقبة الحديدية بزعم حماية المنشآت النفطية بعد فشل منظومات باتريوت الأمريكية، ها هي القوات الأمريكية والإسرائيلية تعيد تموضعها في بلاد الحرمين لإحكام القبضة العسكرية على المنطقة في ظل احتمالات انفجار حرب كبرى، وستكون تلك القوات محل استهداف مؤكّـد من محور المقاومة.
المصادر الإعلامية تؤكّـد إعادة توزيع القوات الأمريكية والإسرائيلية في منطقة تبوك وينبع والطائف غرب المملكة في ظل قلق إسرائيلي من تنامي القدرات العسكرية اليمنية واحتمالات وصول الصواريخ والطائرات المسيرة إلى العمق الصهيوني.
فالإدارة الأمريكية لا تنظر إلى الحرب على اليمن سوى من زاوية الحرج الدولي لما سببته من كارثة إنسانية مؤقتة تتحمل تبعاتها دول التحالف الخليجية وبالذات السعودية والإمارات – من وجهة نظر الإدارة الأمريكية- أما من وجهة نظر الاستراتيجية الصهيونية فلا اعتبار للجانب الإنساني ولا للكوارث ولا لما تخلفه الحرب إنما تطغى المصلحة وتحقيق السيطرة بما يحقّق الأمن لكيان العدوّ الصهيوني فقط، غير ذلك لا رجاء ولا أمل منه سواء بقيت الإدارة أم ذهبت الإدارة فكلاهما وجهان لعملة واحدة إحداها وجه الصهيونية العالمية التي تتحكم بالقرارات الأمريكية.
الشعب اليمني لم ولن يعَّول على تصريحات بايدن ولن يقلقه تصنيف ترامب ولن يأبهَ لعمليات إعادة الانتشار، فكلما اقتربت القوات الأمريكية أكثر كانت الملاحم البطولية أكثر تأثيراً وانتصاراً.
الشعب اليمني يعي التحَرّكات البحرية والبرية والجوية للأمريكان ولديه من الخيارات ما تقنع التحالف ودول الاستكبار العالمي بالاعتراف بالهزيمة.