استهداف الرياض.. بعيدًا عن الفاعل
عبدالخالق القاسمي
بعد التهديد والوعد والوعيد.. وبعد عشرات التقارير عن اقتراب قوى الغزو والاحتلال المتمثلة في العدوان السعودي الإماراتي الأمريكي الصهيوني.. حديثهم الفارغ عن الدخول إلى صنعاء.. وأن صنعاءَ قاب قوسين أَو أدنى..
قيل لهم آنذاك بصوت المنشد الحربي: الرياض أقرب.. كلمات لم يأخذوا معناها ولم يعطوها أيةَ قيمة وسمعوها باستهزاء.. كان صاحبها الشاعر محمد الجرف.
آنذاك.. قبل خمسة أعوام كنا ندافع وكانوا يعتدون.. وبعد ذلك ومصداقاً لقول الله سبحانه وتعالى: (فَمَنِ اعْتَدَى عَلَيْكُمْ فَاعْتَدُوا عَلَيْهِ بِمِثْلِ مَا اعْتَدَى عَلَيْكُمْ).. بدأنا في التصنيع والتجهيز وإعادة المستورد إلى الخدمة وتطوير قدرته وفاعليته، وبدأت حرب البراكين.. وكانت بمثابة كفؤٍ لغارات العدوّ وصلفه وحقده على شعبنا اليمني وتاريخه وحضارته.. كانت توازن ردع بالفعل.. أعادت لليمني قيمته واعتباره..
حينها كان البأس حليفنا.. واليأس حليفهم الوحيد.. بعد جندلة الكتائب التي جمعوها.. ببندق أَدَّت في الخصم المواويل، وحين كانت الجيوش التي تتصدى لجيوش الغزو.. حينما كانت جيوش الله.. كان نفيرها من نوع آخر.. وحينما قيل: استنفري يا جيوش الله في مارب، عجز الطغاة ومن معهم وما معهم عن احتلال مديرية صرواح رغم النصيب الأكبر من الغارات..
امتدت المعركة عليهم.. وأصبح الأسبوع سبعة أعوام باقتراب أَيَّـام قليلة حدث فيها ما قيل..
صنعاء بعيدة قولوا له الرياض أقرب..
هذا القول كان له النفاذ بعد سنين.. فالمدة الممنوحة لاحتلال اليمن لم تكن هينة.. وقول بن سلمان إنه يستطيع اجتياح اليمن لو أراد لاجتاحها خلال أسبوع لا يزال متوفراً.. فأيهما الوعد الساري والمحقّق.. وأي الحديثين أمضى بعد سنين.. هنا نتساءل؟!.
والحق ما شهدت به الأعداء.. أخيرًا.. حديث متداول على وسائل الإعلام السعودية وللمرة الثانية عن ضربة صاروخية تستهدف الرياض.. فيما ولأول مرة تعلن الرياض خروج مطار خالد عن الخدمة لأهداف شيطانية معروفة ومتعلقة بقرار التصنيف الأمريكي.. ها هم يتحدثون للمرة الثانية عن قصف صاروخي استهدف الرياض والسبب غير معروف.. ويتمنى السعودي هذه المرة وسابقتها لو اعترفنا باستهدافهم.. ولكن في الأولى تم النفي.. ولا تصريح واضح حتى الآن بخصوص دويّ الانفجار الذي سُمِعَ في الرياض.. مع العلم أن الناطق الرسمي باسم القوات المسلحة أعلنها صراحة.. طالما استمر العدوان والحصار ستستمر عمليتنا في العمق السعودي.
والملاحظ أن هناك تخبطاً سعودياً كبيراً.. فمن جانب يعرفون بأن القوات المسلحة اليمنية إن كانت هي المستهدِف.. فستعلن ككل مرة.. ومن جانب آخر اتّهامهم للقوات المسلحة بالتزامن مع آخر قرار لترامب.. يضعها في موضع محرج، فمَن يثأر من الرياض في الرياض اليوم..؟، وهل ما يتم مسرحية سعودية..؟
تساؤلات لا يهمنا الإجَابَة عنها.. بقدر ما يهمنا إثباتُ أن اليمني إن قال فعل.. ويُسبِق القول بالفعل.. (قولوا له الرياض أقرب).