خروج اليمنيين.. رفضاً للإرهاب الأمريكي
مصطفى العنسي
كما هي عادتهم.. وكما هي مواقفهم الثابتة والصادقة.. يخرج الشعبُ اليمني بسيوله البشرية.. ليعبر عن موقفه من التصنيف الأمريكي له بالإرهاب..
إنه الشعب الذي تثقف بثقافة القرآن.. وتمسك بالعترة والصفوة من أعلام أهل البيت عليهم السلام.. إنهم اليمانيون من لا ترهبهم التهديدات.. ولا ترعبهم الأهوالُ والشدائد.. ولا توهن من عزمهم الحروب والتضحيات.. ولا تكسر إرادتهم التحديات والمتغيرات.. إنهم الواثقون بربهم.. الصامدون الثابتون الصابرون.. الصادقون مع الله ومع رسالته..
إنهم من يصنعون الانتصارات.. ومن يحولون التحديات إلى فرص.. خلقوا من رحم المعاناة.. فصنعوا المعجزات.. وأرعبوا وأرهبوا أمريكا وإسرائيل بشعارهم وصرختهم.. التي أطلقها الشهيد القائد -رضوان الله عليه- لتبقى تلك الصرخة مدوية ترعبهم وترهبهم.. مصداقاً لقول الله (وقل لهم في أنفسهم قولا بليغا) (قل موتوا بغيظكم).
الشعار سلاح وموقف هتف به اليمانيون وكان هو سلاحهم الوحيد آنذاك.. عندما أطلقه الشهيد القائد من حنجرته الطاهرة.. ليكشف به الباطل ويزهقه.. ويميز به الخبيث من الطيب.. ويغربل به الناس.. ليصبحوا منافقين صريحين.. أو مؤمنين صريحين..
وسلاح الوعي الذي يمتلكه اليمانيون هو نابع من تلك الثقافة ومن ذَلك الهدى الذي رسخه الشهيد القائد بدمه الطاهر والزكي.. فقد أصبح شعبنا اليوم لا ينخدع بأي ضلال.. ولا يتأثر بأية ثقافة خارجة عن كتاب الله وعترة رسوله.. وهو ما أزهق أمريكا ومن يدور في فلكهم..
إن اليمانيين اليوم يفهمون مصطلح إرهاب بأبعاده ودلالته ومضامينه؛ لأَنَّهم من يقرأون ملزمة الإرهاب والسلام للشهيد القائد فيزدادون وعيا وبصيرة.. تجعلهم ينظرون إلى أمريكا بأنها قشة وأنها أضعف من بيت العنكبوت.. وأنها من تصنع الإرهاب الذي لا شرعية له.. فهم من يصنعون إرهابهم الأمريكي في العالم.. وهم من يرعون التفجيرات عبر أدواتهم داعش والقاعدة.. وهم من يشنون الحروب منذ أن أسسوا دولتهم خلال قرنين من الزمن.. وهم من يقتلون الأطفال والنساء ويسفكون الدماء بوحشيتهم الدموية.. وغريزتهم العدائية.. ولا يأبهون لأية قوانين.. حتى في حربهم علينا كيمنيين حولوا بلدنا إلى حقل تجارب لأسلحتهم التي يقتلون بها الأطفال والنساء والمدنيين.. ولم يتحاشوا عن فعل أي شيء حاصروا شعباً بأكمله.. أليس هذا هو الإرهاب وهو الشر وهو الإجرام الذي لا شرعية له؟..
أما الإرهابُ المشروع والذي يفتخر به اليوم كُـلّ من تصنفهم أمريكا بالإرهاب.. هو الإرهاب الذي يرعب أئمة الكفر أمريكا وإسرائيل والذي منبعُه القرآن (وأعدوا لهم ما استطعتم من قوة ومن رباط الخيل ترهبون به عدوَّ الله وعدوكم)، فهذا فخرٌ لشعبنا الذي صنع واخترع في ظل حصاركم أيها الأمريكيون.. وأرعبكم وأخافكم وأرهبكم ما وصل إليه من التصنيع العسكري والاكتفاء الذاتي.. وما زاده حصاركم له إلا تطورا وتقدما وانتصارا.. ألا تعتبرون وتكفون عن شعبنا؟.. وإلا فستكون انتكاستكم وهزيمتكم في إصراركم وتعنتكم وفي استكباركم وتعاليكم (إِنَّ فِرْعَوْنَ عَلَا فِي الْأَرْضِ وَجَعَلَ أَهْلَهَا شِيَعًا يَسْتَضْعِفُ طَائِفَةً مِّنْهُمْ يُذَبِّحُ أَبْنَاءَهُمْ وَيَسْتَحْيِي نِسَاءَهُمْ ۚ إِنَّهُ كَانَ مِنَ الْمُفْسِدِينَ).
(وَنُرِيدُ أَن نَّمُنَّ عَلَى الذين استضعفوا فِي الأرض وَنَجْعَلَهُمْ أَئِمَّةً وَنَجْعَلَهُمُ الوارثين وَنُمَكِّنَ لَهُمْ فِي الأرض وَنُرِيَ فِرْعَوْنَ وَهَامَانَ وَجُنُودَهُمَا مِنْهُمْ مَّا كَانُواْ يَحْذَرُونَ) ما جرى على فرعون سيجري عليكم أيها الأمريكيون لا محالة.. إنها سنة الله التي لا تتبدل.