كل ما يجري من حولك

إذا كنا أحراراً فعلاً…!

504

 

منصور البكالي

بعضٌ من الأسئلة يجبُ أن نطرحَها على أنفسنا، إذَا كنا أحراراً فعلاً وممن يواجهون العدوان ما مستوى اهتمامنا برفد الجبهات؟؟

كم جبهةً من الجبهات شاركنا فيها؟؟ وكم شهيداً من أبنائنا وإخوتنا قدمناهم منذ 6 أعوام وما قبلها؟

كم جرحاً من الجروح وشظية من الشظايا حلت بأجسادنا؟؟

وكم من أهلنا وأسرنا وربعنا وأبناء مناطقنا اليوم مرابطين في الجبهات؟ وكم بقي منهم ملتهين وغافلين يبحثون عن المناصبِ وجمع المزيد من الأموال وشراء السيارات الفاخرة والأراضي الثمينة، وعمارة البيوت والقصور الفخمة، وفتح المتاجر والاستثمارات المربحة، ونحن بين أظهرهم لا أثر لنا عليهم؟!

وكم من هؤلاء المحسوبين علينا بحسب الروابط الأسرية والاجتماعية في صفوف الغُزاة والمحتلّين!!!!

يا للعجب!!

كم قافلةً من القوافل شاركنا بتقديمها لرفد الجبهات؟؟

كم مرةً تبرعنا من دمائنا للجرحى؟؟

كم منشوراً أَو تغريدة أَو مقالاً أَو خُطبةً تحدثنا فيها عن رفد الجبهات ودعم المجاهدين ومساندة أسرهم وأسر الشهداء؟!

مع أن هناك جوانبَ كثيرةً تندرج في الجهاد العملي نجدها في القيام بمسؤولياتنا ووظائفنا بإخلاص ونزاهة وشفافية وعلى أكمل وجه، ومن منطلق ابتغاء وجه الله واستشعار المسؤولية، والرقابة الإلَهية.

كل ما سبق يندرج تحت الجانب العملي، أما ما يدخل في جانب القول والجهاد بالكلمة، فليس الوقتُ وحجمُ الخطر على شعبنا وديننا وحريتنا وكرامتنا كافياً للاكتفاء بها.

مع أنه من المهم أن يكون كلٌّ منا جبهةً وهو في مترسه أَو في وظيفته أَو في متجره أَو في مزرعته أَو في طريقه، وهو راكبٌ على الباص أَو يقود سيارته أَو هو في الجامع أَو المدرسة… يجب أن يكون كُـلُّ حرٍّ منا جبهةً مستقلة ومنفردة تشتعل في مواجهة العدوان وأدواته وأساليبه في أي مكانٍ كان.

فأينما وُجد الباطلُ يجب أن يوجدَ الحق ليزهقه وليظهر على الدين كله ولو كره الكافرون، ولو كره المشركون، ولو كره المنافقون، ولو كره المرتزِقة والمخدوعون.

ومن خلال الإجابات على تلك الأسئلة سيعرف كُـلُّ واحد فينا رصيدَه ومستواه وحقيقته، والنتيجة التي توصل إليها، فلنستحِ من الله، ولا نمن عليه أن هدانا، ويجب أن نحاسب أنفسنا ونقيمها وندفع بها بشكل متواصل للاستمرار في الجهاد بجبهاته المختلفة إلى أن نستكمل معركة التحرّر والاستقلال.

ولنراجع رصيدنا في مواجهة العدوان، الذي يتطلب تضحيةً لا نهاية لها ما حيينا، ووعياً مستنيراً، ويقظة عالية ودائمة، واستشعاراً للمسؤولية أمام الله، وأمام مبادئنا وقيمنا وفِطرتنا الإنسانية التي ترفض الظلم والعبودية للطغاة والمجرمين.

وَإذَا كنا مجاهدين صادقين ومخلصين في سبيل الله، فيجب أن نأخذَ في حياتنا قرّراً واحداً نعبر به عن عمق وعينا وقوة إيماننا، وشجاعتنا، ومدى ثقتنا بوعد الله، وشوقنا ولهفتنا وحبنا له ولرسوله محمد -صَلَّى اللهُ عَـلَيْـهِ وَعَـلَى آلِـــهِ-، ونتخذ لأنفسنا وأرواحنا مكاناً عاليًا عنده، بذات القرار الذي اتخذه الأنبياءُ والشهداء وأعلامُ الأُمَّــة من قبلنا.

ولنسلُكْ طريقَ المجاهدين المرابطين في الجبهات، ونَمْشِ على خُطَى الشهداء الأنقياء، بتقديم أروحنا لله ودفاعاً عن المستضعفين من أبناء شعبنا، وأمتنا، وحماية لأعراضنا وشرفنا ووطننا وحريتنا، وحفاظاً على ديننا وهُـوِيَّتنا ونخوتنا ورجولتنا وإنسانيتنا.

النفير العام إلى الجبهات هو قبلتُنا وحلنا الوحيد والأوحد في مواجهة أعداء الله وأعداء رسوله وأعداء الإمام علي وأعداء سيدي ومولاي عبدالملك بدرالدين الحوثي، وأعداء شعبنا اليمني وقتلة أطفالنا ونسائنا منذ 6 أعوام.

You might also like