لماذا لا يهتم المجتمع الدولي بتصنيف إدارة ترمب لأنصارالله “منظمة إرهابية”
لماذا لا يهتم المجتمع الدولي بتصنيف إدارة ترمب لأنصارالله “منظمة إرهابية”
متابعات | تقارير | الخبر اليمني:
على عكس ما يروجه الإعلام الخليجي، يعد قرار تصنيف إدارة ترامب لأنصار الله كمنظمة إرهابية واحدا من أكثر القرارات التي اتفق المجتمع الدولي على رفضها، ولم تنل أي قبول حتى لدى مشرعين أمريكيين، في حين اهتمت الصحافة الأمريكية بالتركيز على خطورة هذا القرار وآثاره السلبية على الجانب الإنساني في اليمن، وعلى المصالح الأمريكية.
يرى المجتمع الدولي وفي طليعته الاتحاد الأوربي الذي كان في صدارة المعلنين رفضهم للقرار الأمريكي، إلى أنصار الله باعتبارهم سلطة أمر واقع تسيطر على مناطق يقطنها 80% من المجتمع اليمني، وهي القوة اليمنية الوحيدة المتماسكة والتي تشهد مناطقها استقرارا أمنيا، على خلاف الفصائل الموالية للتحالف، والتي تعيش تناحرا مستمرا، ولم تستطع حتى الآن فرض أي شكل من أشكال الدولة، وباعتبار أن ما تزعمه واشنطن في حديثها أن الحوثيين يتلقون دعما من إيران، يؤكد رافضو القرار أن هذا الدعم إن وجد لا يأتي عن طريق القنوات الرسمية، حتى يمنعه القرار.
إن جوهر الرفض للقرار ليس فقط لتبعاته الإنسانية الكارثية، بل أيضا لأنه سيعقد أي توجه نحو السلام، فالتحالف لم يستطع حسم الحرب خلال السنوات الست الماضية رغم قواته الهائلة والدعم الغربي الذي يتلقاه لأن أمريكا لم تصنف أنصار الله منظمة إرهابية، بل لعوامل عسكرية وجيوسياسية أخرى، وفي مقابل ذلك لم يكن تنامي قدرات قوات صنعاء العسكرية وتمكنها من إنتاج أسلحة وصواريخ تصل مدياتها إلى 2200 كم لأنه لم يتم تصنيفهم إرهابيين، فما يواجهونه من حرب هي أكبر من أي تصنيف.
أضرار قد تطال العالم
وبحكم موقع اليمن الجيوسياسي وإشرافها على باب المندب أحد أهم ممرات الملاحة البحرية في العالم، وما تمتلكه من قدرات فإن قطع مسار السلام بهذا القرار يعني تصاعد المعركة، واستخدام صنعاء خيارات قد تلقي بتبعاتها ليس فقط على السعودية والإمارات اللتان باتت جميع مناطقهما ومنشآتهما الحيوية تحت رحمة طائرات صنعاء المسيرة وصواريخها الباليستية، وإنما قد تصل تبعاتها على المجتمع الدولي ككل، ففي استهداف منشآتي بقيق وخريص 15 سبتمبر 2019م فقدت السعودية نصف إنتاجها النفطي، وكان لذلك ضررا على سوق النفط العالمي، مع أن ذلك الاستهداف لم يكن إلا بداية، توعد قائد حركة أنصار الله عبدالملك الحوثي بضربات أشد إيلاما منه إذا لم يتوقف التحالف عن الحرب.
يقول جون ألين وبروس ريدل من معهد بروكينجز إن خطوة أمريكا تعني بحاجز غني عن الدبلوماسية وإن الحقيقة أن الحوثيين يسيطرون على معظم شمال اليمن ، ومن الأفضل التعامل معهم بشكل مباشر بدلاً من العيش في حالة إنكار “.
إن تصنيف الحوثيين بالإرهابيين كما يقول عضو مجموعة جورج تاون الاستراتيجية، آر ديفيد هاردن سيزيد من استخدام الحوثيين للسلاح وتعقيد الهجمات الهجمات ضد البنية التحتية والمدن والموانئ السعودية. مثلما أصبح حزب الله وحماس أقوى بعد تصنيفهما كمنظمة إرهابية أجنبية عام 1997 ، كما سيسعى الحوثيون إلى نمو مماثل في القوة العسكرية والنفوذ الإقليمي.
كذلك كما يشير بيان لمجموعة الأزمات الدولية “فإن التصنيف سيعقد الجهود التي تقودها الأمم المتحدة للتفاوض على وقف إطلاق النار وعقد محادثات سياسية حول سبل إنهاء الحرب، حيث قد يختار الحوثيون الآن مقاطعة مبعوث الأمم المتحدة ، الذي يتهمونه بشكل متقطع بأنه أداة لمصالح الولايات المتحدة” الأمر الذي يعني تصعيد هجماتهم على السعودية.