كل ما يجري من حولك

أليس هذا هو ديدن (الإماء) و(العبيد)؟!

762

 

بقلم الشيخ عبد المنان السنبلي.

جاؤا بالأمريكيين وسمحوا لهم بإقامة قواعد عسكرية دائمة في أراضيهم على بعد مرمى حجرٍ من إيران ثم بعد ذلك يستخسرون على إيران أن تطور برنامجاً نووياً وصاروخياً دفاعياً رادعاً تحسباً لأي هجومٍ قد تتعرض له من هذه القواعد العسكرية الأمريكية المنتشرة والمتمركزة في كُـلّ دول الخليج!

عقدوا وما زالوا يعقدون أكبر صفقات الأسلحة وأكثرها فتكاً بأرقام خيالية ومهولة من الأموال ثم بعد ذلك يستكثرون على إيران أن تسعى لتطوير قدراتها الدفاعية والعسكرية ذاتياً!

تحالفوا مع أمريكا وإسرائيل علناً في انقلاب واضحٍ وفاضحٍ على كُـلّ قيم العروبة والإسلام لتصفية القضية الفلسطينية ولتوجيه ضربة قاصمة لإيران ثم بعد ذلك ينكرون على إيران أن تشكل تحالفاً عربياً إيرانياً لمواجهة هذا التحالف والدفاع عن نفسها وعن قضايا الأُمَّــة المصيرية!

وأخيرًا اجتمعوا وبحضور عرَّاب صفقة القرن جيرالد كوشنر حول طاولةٍ مستديرةٍ بعد ما قيل أنهم قد تصالحوا ليخرجوا بعد ذلك ببيانٍ أهم ما جاء فيه هو توحيد الصف لمواجهة خطر البرنامج النووي وبرامج الصواريخ البالستية الإيرانية ثم بعد ذلك ينتظرون من إيران أن تبارك لهم اجتماعهم وصنيعهم هذا!

يعني البرنامج النووي الإسرائيلي وأكثر من مائتي رأس نوويٍ إسرائيلية جاهزة للإطلاق أُعدت خصيصاً لهم ولسائر العرب عُمُـومًا لا تشكل بالنسبة لهم بأي حالٍ من الأحوال أي مشكلةٍ تذكر!

المشكلة فقط هي في برامج التسلح الإيرانية!

بالله عليكم، هل هؤلاء القوم يفكرون بعقلٍ عربيٍ خالص؟!

أنا هنا بالطبع لا أدافع عن إيران ولكني -وكما يقولون- لا يعجبني دائماً الحال المائل.

فيا ليتهم مثلاً قد خرجوا علينا بموقفٍ مبدئيٍ وثابت يقول بضرورة مواجهة خطر البرنامج النووي الإسرائيلي والإيراني معاً، على الأقل حينها كنت سأقول وبملء الفم:

أنصف القوم وما عليهم زود!

لكن أن يتعمدوا غض الطرف عن البرنامج النووي الإسرائيلي الذي يفوق في خطره على العرب ألف مرة ومرة مقارنةً مع ما قد يشكله البرنامج النووي الإيراني من خطرٍ عليهم، فهذا والله ما هو بالنصَف!

إن هم فقط إلا يردّدون ما يملي عليهم أسيادهم، وهذا -وكما تعلمون- هو ديدنهم.. وهذا هو ديدن (الإماء) و(العبيد) دائماً.

You might also like