كل ما يجري من حولك

شبوة.. تحركات مشبوهة ونُذر حرب قادمة (تقرير)

شبوة.. تحركات مشبوهة ونُذر حرب قادمة

592

متابعات| تقارير | البوابة الاخبارية اليمنية:

في تطور وكأول حدث للمحافظة بعد عودة حكومة المحاصصة .. عادت التحركات التي وصفت بالمشبوهة لإخوان اليمن المدعومين من الرياض والانتقالي المدعوم من أبو ظبي , حيث عادت هذه التحركات في محافظتي شبوة ولحج، في ظل ماكان يتم تدواله لتنفيذ الشق العسكري لاتفاق الرياض .

واتهم الانتقالي حزب الإصلاح اليمني، الذراع السياسية لتنظيم الإخوان ، من تحركاته المسلحة لا سيما في محافظة شبوة الغنية بالنفط، في محاولة للقضاء على الوحدات العسكرية النظامية غير الخاضعة لهيمنته ولتوسيع سيطرة نفوذه على ذات نهج المخطط والذرائع التي استخدمها في محافظة تعز.

وقالت مصادر عسكرية يمنية لـمواقع إخبارية إن قوات الإخوان  تحتشد في معسكرات تضم خبراء عسكريين أتراكا، وتعد العدة للسيطرة وتوسيع نفوذها إلى مديريتي بيحان وعسيلان واللتان تقعان على بُعد 210 كيلومترات إلى الشمال الغربي من المركز الإداري لشبوة، حيث كانت آخر المناطق التي تم الاستيلاء عليها أواخر 2017.

وبالمقابل يتهم الاخوان المجلس الانتقالي المدعوم اماراتيا بتنفيذ اجندات الامارات بمحاولة الاستيلاء على شبوة وثرواتها لتمدد بسط نفوذ أبو ظبي وتحقيق اطماعها .

وبحسب خبراء وعسكريين : يستهدف التحرك الإخواني المسلح المدعوم من الامارات ، والتحرك المضاد له من قبل الانتقالي المدعوم من الامارات ضرب وإفشال أي مصالحات لاستمرار الصراعات لتنفيذ مخططات سعودية ـ إماراتية

ويرى مراقبون ان الصراع في محافظة شبوة هو صراع على السيطرة على منابع النفط؛ وان كان في ظاهره بدون قوى محلية؛ لكنه في الحقيقة صراع اجندات بين قوى اقليمية تقف خلف قوات النخبة و القوات العسكرية و الأمنية التابعة لحكومة هادي العائدة من الرياض.

آخرون يرون أن : صراع الاجندات الاقليمية هو صراع نفوذ اماراتي سعودي؛ لكنه لا يخلو من التواجد القطري الذي يستخدم “اخوان اليمن” كقفاز لتصفية الخلافات مع السعودية والامارات.

وكشفت وثيقة مسربة، نشرت بوقت سابق، صادرة عن محافظ شبوة، محمد بن عديو، أحد أبرز قيادات إخوان اليمن، بحشد 60 آلية عسكرية ومئات المسلحين لقمع الزعيم القبلي، ناصر مبارك الحارثي، والذي يقود وحدات قبلية بإشراف هيئة الأركان اليمنية وذلك بمزاعم”تشكيل خلايا مسلحة واستحداث مواقع عسكرية في منطقة بليبل جنوب حقل ذهب بمديرية عسيلان”.

هذا وقد كثفت فصائل الاصلاح وسلطته في شبوة، جنوب شرق اليمن، الثلاثاء، عملياتها للسيطرة على مفاصل الدولة  العسكرية والمدنية في المحافظة النفطية..

يأتي ذلك وسط توقعات بتغيرات  قد تشهدها المحافظة خلال الفترة المقبلة في ظل المصالحة السعودية – القطرية  وتوجه الرياض لتنفيذ المرحلة الثانية من اتفاق الرياض الذي يستهدف الاصلاح في اهم معاقله شرق اليمن.

على الصعيد المدني واصل  المحافظ والقيادي في حزب الاصلاح محمد بن عديو  حملته على مدراء المكاتب التنفيذية وقد اصدر خلال الساعات الماضية قرارات  قضت بإقالة مدير الهيئة العامة  للأراضي و8 مدراء فروع إلى جانب مدير الأشغال واحالتهم للتحقيق بتهم فساد. وهذه الحملة سبقها المحافظ بتغيرات في قطاعات عدة في خطوة تشير إلى مساعي الحزب تعيين  قياداته المؤدلجة  على سلم مؤسسات الدولة في المحافظة قبل أي تغييرات مرتقبة.

أما على الصعيد العسكري، فقد افادت  مصادر محلية ببدء الاصلاح الذي كان وطن وحداته العسكرية في القوات الخاصة المتوقع نشرها كقوة امنية  بالمحافظة  عملية توطين لعناصره المنتمية إلى مارب والجوف في قوات اللواء الثاني مشاه بحري المنتشرة على سواحل المحافظة.

يتزامن ذلك مع استحداثه مواقع ونقاط تفتيش بمديريات حبان وعياذ   بهدف تشديد قبضته على حقول  النفط  والمناطق التي يمر من خلالها انبوب النفط الرابط بين حقول الانتاج وموانئ التصدير في  بئر علي وقنا خصوصا وأن هذه التحركات جاءت قبيل افتتاح  ميناء قنا النفطي مع  بدء الانتاج من قطاعات جديدة في المحافظة.

وتقف محافظة شبوة، التي تتسم بموقع مركزي يمتد من أسفل مرتفعات اليمن الجبلية وحتى خليج عدن، على مفترق طرق هوياتي وجغرافي. كانت شبوة جزءًا من جنوب اليمن الماركسي السابق الذي توحّد مع الجمهورية العربية اليمنية في الشمال عام 1990 ثم حاول الانفصال بعد أربع سنوات، وبالتالي يشعر سكانها بالتهميش والإقصاء، أسوة بأبناء المحافظات الجنوبية الأخرى؛ حيث أنتج هذا الواقع الاجتماعي دعمًا شعبيًا للعناصر الانفصالية في السنوات الأخيرة.

استقطب الرئيس السابق علي عبدالله صالح في السنوات الـ16 التي تلت الحرب الأهلية عام 1994، العديد من النخب القبلية والسياسية في شبوة لتخضع لنظامه، ولكن تبيّن أن علاقاته مع هذه النخب لم تكن متينة بما فيه الكفاية لأن تُسلّم المحافظة إليه بعد تحالفه مع جماعة الحوثيين المسلحة (أنصار الله)

في الأشهر الأولى من الحرب، سيطرت سلطة صنعاء لفترة وجيزة على أجزاء كبيرة من شبوة، تضمنت مدينة عتق مركز المحافظة. وبحلول نهاية صيف 2015، اقتصر تواجد قوات صنعاء على وادي بيحان في أقصى شمال غربي المحافظة؛ إذ صمدت لعامين آخرين.

 

في المقابل، كانت القاعدة في جزيرة العرب قد توسعت في معظم ريف شبوة قبل وصول قوات صنعاء وتمكنت من الصمود لفترة أطول من الأخيرة.

وظهرت على الساحة أجندات سياسية متضاربة، وبحلول صيف 2019، كانت عدة ألوية من قوات النخبة الشبوانية تعمل مع المجلس الانتقالي الجنوبي، المجموعة الانفصالية المدعومة من الإمارات، لطرد قوات هادي المدعومة من السعودية والمسؤولين الذين عيّنهم من المحافظة.

وتُعد مواجهات عدن العسكرية التي نشبت بين المجلس الانتقالي الجنوبي المدعوم إماراتيًا، والشرعية المدعومة سعوديًا، نُقطة تحول هامة في مسار الحرب اليمنية.

وعلى الرغم من التباينات الكبيرة التي ظهرت في سياسات الإمارات والسعودية، حول القضية الجنوبية، قُبيل هذه الأحداث، وانعكست على الأرض كصراع دامٍ بين الأفرقاء المحليين المدعومين من الدولتين، إلا أن هذه الأحداث لن تفضي إلى افتراق سعودي إماراتي.

بل على العكس، يبدو الأمر أشبه بخطوة مهمة توجّب حدوثها، لتصفير الكثير من المشاكل العالقة، وإعادة رسم حدود العلاقات والأدوار بين الدولتين، في ما يخص الملف اليمني وفقًا للمعطيات الجديدة، يمنيًا وإقليميًا. فما زالت الرياض وأبو ظبي، على حدٍّ سواء، تحتاجان لبعضهما بعضاً في هذه الحرب، ولن تستطيع دولة الانفراد بإدارة مناطق نفوذها، من دون الحاجة إلى الأخرى.

بيد أن الوتيرة المتسارعة للعمليات العسكرية تباطأت مع مرور الوقت. وقد ظهر خلالها الكثير من الخلافات بين الدول المتحالفة، خصوصًا بعد إقالة رئيس الوزراء السابق خالد بحاح، المدعوم إماراتيًا.

وقد تقاسمت هذه الدول النفوذ في المناطق ، إذ تمركزت الإمارات في مدن السواحل الجنوبية، ثم الغربية لاحقًا، بينما كثّفت السعودية تواجدها في المناطق الصحراوية، وتحديدًا في محافظة مأرب والمناطق المتاخمة لشريطها الحدودي. وفق استراتيجية التوزيع هذه، تولّت الإمارات تدريب وتمويل قوات عسكرية جنوبية، معظمها يطالب بالانفصال عن الشمال، فيما عمدت السعودية إلى العمل مع بعض الوحدات العسكرية في قوات هادي ،

ويقول سياسيون وناشطون ” ليس هذا فصلاً جديداً في حرب عبثية، بقدر ما هو خروج الصراعات الخفية إلى العلن وهي النقطة الأكثر وضوحاً أن الصراع لم يعد حول استعادة الشرعية ولا حول ما يسمى بتحرير الشمال ، بل إنه صراع وجود للسعودية والامارات واستمرار تغذية الصراعات المحلية لبسط نفوذهما .

You might also like