اليمنيون وعامُ المفاجآت
مصطفى العنسي
وداعاً يا عامَ 2020، فلقد كنتَ عاماً للصمود والانتصارات المذهلة والمفاجآت المبهرة..
سطّر في أيامك المجاهدون أنصارُ الله أروعَ الملاحم، وحقّقوا أعظمَ الانتصارات، وترجموا المفاجآت التي وعد بها السيد القائد عبدالملك بدرالدين الحوثي -يحفظه الله- واقعاً في الميدان.. فكانوا وما زالوا (رِجَالٌ صَدَقُوا مَا عَاهَدُوا اللَّهَ عَلَيْهِ فَمِنْهُمْ مَنْ قَضَى نَحْبَهُ وَمِنْهُمْ مَنْ يَنْتَظِرُ وَمَا بَدَّلُوا تَبْدِيلا).
فيك يا عام 2020 تجلَّت عظمةُ القيادة وحكمتُها، وتجلت عظمةُ المجاهدين وشجاعتُهم.. وتجلت فيك عظمةُ الأُمَّــة التي تلتفُّ حول قيادتها وتتمسكُ بقضيتها..
حريٌّ بنا أن نفخرَ ونعتز بمجاهدينا الذين سطّروا أروعَ الملاحم والبطولات وأعظم المواقف والانتصارات.. لتبقى عملياتهم العسكرية والواسعة أُسطورة تاريخية في الدراماتيكية القتالية والتطور النوعي والاستراتيجي.. إنْ في فنون القتال.. وإن في صناعة وإنتاج الصواريخ ومعدات الحرب المتطورة والمتنوعة.. سيخلدها التاريخ دروساً تُتلى وتُروى للأجيال وعبرة يتعظ بها المجرمون والطغاة؛ لأَنَّها أشبه شيء بالمعجزات.
ويحق لشعبنا أن يُعبِّرُ نيابةً عن أمتنا الإسلامية كُلِّها قائلاً:
ها نحن اليوم نتصدر المواجهة نيابةً عن الأُمَّــة كلها، وها نحن بالله وبقيادتنا القرآنية ومقاتلينا الأبطال نخوضُ المعركة ونحقّق الانتصارات.
وهَـا هو عدوُّنا المشترك يتخبط ويعيش في إرباك..
ها هم الأمريكيون والإسرائيليون قلقون ووجلون وخائفون ويصرحون بذَلك علناً.. وظهروا لأول مرة في تاريخهم مستفَزين ومتناقضين.. فلولا تضحياتنا كشعب يمني وتضحيات الأحرار في منطقتنا.. كقاسم سليماني والمهندس.. لكانت صفقة القرن قد نفذت ومنذُ أمد بعيد.
إن مما يلفت النظر ويشد الانتباه ويفضي للتمعن في جولات الصراع هو معية الله معنا كشعب وقيادة.. معنا بقوته بإرادته بمعونته برعايته، وهذه المعادلة التي يغفل عنها العدوان بشماعته وأذرعه وأدواته ويتغافلها الأمريكيون والإسرائيليون رغم علمهم المسبق ومعرفتهم بالسنن الإلهية في القرآن (يعرفونه كما يعرفون أبناءَهم).
إنها لَمعادلةٌ تفوقُ كُـلَّ معادلات العالم؛ لأَنَّها تحدّد الربحَ والخسارة.. وترسُمُ النهايةَ وتحدّد المصير، (وَلَقَدْ كَتَبْنَا فِي الزَّبُورِ مِن بَعْدِ الذِّكْرِ أَنَّ الْأَرْضَ يَرِثُهَا عِبَادِيَ الصَّالِحُونَ)، فما علينا إلا أن نستعين بالله ونصبرَ كما قال نبيُّ الله موسى لقومه في مواجهة فرعون عصره وزمانه، (قَالَ مُوسَى لِقَوْمِهِ اسْتَعِينُوا بِاللَّهِ وَاصْبِرُوا، إِنَّ الْأَرْضَ لِلَّهِ يُورِثُهَا مَن يَشَاءُ مِنْ عِبَادِهِ، وَالْعَاقِبَةُ لِلْمُتَّقِينَ).
لا يهمُّنا أعامٌ يأتي أَو عامٌ ينقضي فجولاتُ الصراع لم تنتهِ ولن تنتهيَ إلا بنهاية الكفر وظهور الحق (هُوَ الَّذِي أرسل رَسُولَهُ بِالْهُدَى وَدِينِ الْحَقِّ لِيُظْهِرَهُ عَلَى الدِّينِ كُلِّهِ وَلَوْ كَرِهَ الْمُشْرِكُونَ).