كل ما يجري من حولك

حربُ إسرائيل الخائفة وليس الخاطفة

665

 

طه العزعزي

تعيشُ إسرائيلُ وإلى جانبها الولاياتُ المتحدة الأمريكية حالةَ قلقٍ وخوفٍ دائمٍ جراء تمكّن مقاومة المحور من مضاعفة انتصاراتها على مستويات عدة، منها تطويرها لقدرات سلاح المنظومة الصاروخية بعيدة المدى التي يمكن لها سحقُ أهداف إسرائيلية وأمريكية في المنطقة ووصولها كذلك إلى العمق الاستراتيجي بقدرة فائقة.

وإزاء امتلاك مكون أنصار الله ضمن خط المقاومة لأفتك أنواع الأسلحة وتكتيك قتالي متقدم أحرج الدول العالمية التي شاركت ضمن العدوان في هذه الحرب على اليمن، كذلك وإنجازاته المتحقّقة على أرض الواقع سواء داخل البلد من خلال تحريرها أَو خارجها من خلال شل مراكز قوى العدوان وتركيع اقتصادها وقوتها العسكرية، إزاء هذا كله، قبلت إسرائيل بحرب كلامية مهزوزة كما تتبدَّى الآن.

نشرت جريدةُ “إيلاف” مقابلةً أجرتها مع متحدثُ جيش الاحتلال الإسرائيلي “هيداي زيلبرمان” ضمن مساعي تطبيع الوعي الإعلامي والسياسي بين إسرائيل وبعض الأنظمة العربية التي ترى أن مصالحَها الأمنية باتت في علاقة تشاركية مع مصالح إسرائيل الأمنية والوجودية في المنطقة.

تنكسر إسرائيل أكثرَ من مرة أمام مقاومة المحور، رغم أنها في حالة دائمة لاستخدام الحيل لأجل مواكبة تجهيزاتها وتخطيطاتها “لحرب خاطفة” كما يصرح مسؤوليها العسكريين وكبار قادتها، كانت صفقة القرن حيلة ضمن ذلك، والتطبيع أَيْـضاً، والوعود الخلابة بمستقبل آمن لدول الشرق الأوسط من المطبعين في خط هذا النهج.

إن عينَ إسرائيل التي صرّح بها متحدث جيش الاحتلال الواقعة على “العراق واليمن”، ليست بذات العين الجديدة، التصريح نفسه ليس بالجديد، لقد كانت إسرائيل ومنذ التشكيلة الأولى لدول العدوان رأس حربة، السعودية ذاتها التي تقود هذا العدوان تقوده بإشارة وإيعاز من قبل أمريكا وإسرائيل، وبمخطّطاتهما، مع أن لا السعودية ولا إسرائيل ولا أية دولة أُخرى في العالم لها الحق الشرعي في خوض حرب كهذه.

يتورط مرةً أُخرى العدوّ الإسرائيلي وبشكل فضائحي أكثر من أي وقت في الاضطلاع بمآسي حرب إنسانية تم التخفي مسبقًا خلف دول العدوان العربية المطبعة لارتكابها.

إن “الحرب الخاطفة” التي دائماً ما تهدّد بها إسرائيل في حروبها مع العرب كما حدث سابقًا مع سوريا ومصر وكذلك مع حزب الله في لبنان هي في ذات مكان ممتد حرب خائفة بالمعنى الأصح لها، تقام “الحرب الخاطفة”؛ نظراً لقلة عدد الجنود، جنود إسرائيل في موضع حرج من خوض حرب ممتدة على طول المحور المقاوم، وَإذَا ما تم تفجيرُ هذه الحرب من الداخل، الداخل الفلسطيني، ونقل المعركة إلى هناك، فَـإنَّ الأمر بحدوثه سيعلن زوالَ هذه الدولة الاحتلالية.

لدى إيران ما يكفي من فائض القوة العسكرية للرد على هذا الكيان المغتصب إذَا فكّر بمحاولة مواجهة إيران بطريقة مباشرة، ولديها أَيْـضاً مفاعلات نووية في أكثر المناطق تحصيناً، يجعلها أَيْـضاً تقوم بتفعيل أسلحة المنظومة الصاروخية والطيران المسيّر لدك العدوّ في أماكن تواجده.

You might also like